اثبت علماء ان بالامكان جمع تفاصيل خاصة للغاية عن حياة الشخص وعاداته في التسوق وحالته الصحية من الجزيئات التي يتركها على كل ما يلمسه من اشياء مثل الهاتف الذكي أو المفاتيح أو الأقلام أو الأقداح.

واشنطن: أخذ باحثون اميركيون مسحات من الهواتف الخلوية التي يملكها 39 متطوعاً واستخدموا طريقة تُسمى قياس اضواء الطيف الجماهيري لالتقاط جزيئات فردية ومركبات كيمياوية تركها المتطوعون على محفظة الهاتف وشاشته، ثم قاموا بمقارنتها مع قاعدة بيانية تسجل التكوين الكيمياوي لآلاف المنتجات والبضائع الاستهلاكية والأدوية بهدف إعداد سيرة ذاتية لكل شخص من مالكي الهواتف.

وتمكن فريق العلماء من معرفة جنس صاحب الهاتف وطائفة من المعلومات الخاصة بينها ما إذا كان يعاني الكآبة أو التهاب الجلد أو لديه حساسيات استنادا الى الأدوية التي ترك المتطوعون آثارها على الهاتف.

كما تمكن العلماء من ان يعرفوا إن كان الشخص يفضل النبيذ أو البيرة، ومستحضرات التجميل المستخدمة وما إذا كان يصبغ شعره أو انه أصلع وما إذا كان يقضي ساعات طويلة خارج البيت.

بل تمكن العلماء حتى ان يعرفوا إن كان مالك الهاتف يحب الطبخات ذات التوابل الحارة. ويمكن استخدام السيرة الذاتية للتعرف على اشخاص مشتبه بهم أو ضحايا جرائم أو حتى معرفة السيرة الذاتية للشخص في المطارات، كما قال الباحثون.

صورة طويلة الأمد

وأوضحت كبيرة الباحثين في جامعة كاليفورنيا ـ سان دييغو الدكتور أمينة بوسليماني "اننا بتحليل الجزيئات التي تركوها على هواتفهم استطعنا ان نعرف إن كان الشخص انثى تستخدم مستحضرات تجميلية وتصبغ شعرها وتحتسي القهوة وتفضل البيرة على النبيذ وتحب الأطعمة المتبلة وتخضع للعلاج من الكآبة وتستخدم واقياً من أشعة الشمس وبخاخاً ضد انواع الفيروسات والجراثيم، وبالتالي تقضي على الأرجح وقتاً طويلا خارج البيت، بل ان نعرف انواع الأشياء". 

 ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتورة بوسليماني قولها "ان هذا هو من نوع المعلوملت التي يمكن ان تساعد المحقق على تضييق دائرة تحرياته عن مالك شيء ما".

وتضمنت بعض العقاقير الطبية التي وجدها الباحثون على الهواتف مراهم ضد الالتهاب وضد الفطريات لحماية البشرة وأدوية لمعالجة سقوط الشعر وقطرات للعين.

وتضمنت جزيئات الغذاء حمضيات وكفايين واعشاباً وتوابل. وتمكن الباحثون من اكتشاف مراهم للحماية من اشعة الشمس وطاردة للبعوض على الهواتف حتى بعد اشهر على استخدامها في اشارة الى ان هذه الأشياء يمكن ان تتيح رسم صورة طويلة الأمد عن نمط حياة الشخص. 

وقال الباحث الذي شارك في الدراسة الدكتور بيتر دورنستين من جامعة كاليفورنيا ان بالامكان تصور سيناريو حيث يعثر محقق على متعلقات شخصية قد تكون هاتفاً أو قلماً أو مفتاحاً دون بصمات اصابع أو حمض نووي وبالتالي يمكن استخدام الجزيئات التي تركها الشخص من جلده على الشيء لمعرفة نمط حياته.

واشار الدكتور دورنستين الى ان كل الآثار الكيمياوية على اجسامنا يمكن ان تنتقل الى اشياء ولهذا ادرك العلماء انهم يستطيعون ان يبنوا سيرة ذاتية للشخص على اساس المواد الكيمياوية التي يكتشفون وجودها على اشياء يستخدمها هذا الشخص في احيان كثيرة. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلا عن صحيفة "الديلي تلغراف". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/science/2016/11/14/molecules-you-leave-on-your-phone-can-reveal-intimate-lifestyle/