إيلاف من واشنطن: يواجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب صعوبة بالغة في إنجاز أول مهمة يحتم عليه منصبه الجديد إنجازها، وهي تشكيل الحكومة، وتسمية نحو 4 آلاف موظف فيدرالي، إذ إن الصراعات دبّت بين أعضاء ما يسمى بالفريق "الانتقالي" الذي أسّسه قبل أيام، ومهمته الرئيسة اختيار الحكومة.

ونقلت "سي أن أن" عن مصادر مقربة من داخل الفريق أن هناك "ما يشبه الصراع بالسكاكين بين أعضاء اللجنة".

واليوم الأربعاء كشفت صحيفة "واشنطن بوست" إن الخلافات في "الفريق الانتقالي" دفعت أربعة من أعضائه الرئيسين للانسحاب.

ولم ينجح ترامب حتى الآن إلا في تعيين رئيس موظفي البيت الأبيض، ومستشاره للتخطيط الاستراتيجي، ووزير الخزانة الأميركية.

من الواضح أن الفشل في هذه المهمة أزعج الرئيس المنتخب، حتى أنه زعم في تغريدة نشرها عبر حسابه في تويتر أمس الثلاثاء، إن إجراءات تعيين حكومته منظمة جداً.

الأكيد أن حالة "التيه" التي يعيشها ترامب بسبب فوزه غير المتوقع، أقلق الرئيس الحالي باراك أوباما، فهو قال في مؤتمره الصحافي الأحد الماضي إنه نصح خلفه، أن يسارع في تعيين الحكومة، خصوصاً كبار موظفي البيت الأبيض "لأنهم من سيضمن عملية انتقال السلطة، والسبب الرئيس في نجاح أي رئيس في عمله".

تعثر ترامب في مهمة تسمية الوزراء، الأمر الذي استغربه محللون أميركيون، إذ كان من المفترض أن يكون قد قطع شوطاً كبيراً في وضع تصور لشكل حكومته منذ أشهر، خصوصاً أن حملته الانتخابية بدأت قبل أكثر من عام ونصف العام.

الرئيس المنتخب، لا يعرف إذا ما كان سيبقي حتى على بعض أعضاء حكومة أوباما أم لا، فهو لم يقرر بعد إذا كان سيقيل رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية رغم أنه وصفه خلال حملته بـ "الفاسد والمتواطئ"، وتعهد تنظيف الجهاز المسؤول عن أمن البلاد.

لا شك أن "تخبط ترامب يشي بأنه لم يكن يتوقع الفوز بالانتخابات، وهو الفوز الذي وصف بـ "المعجزة" وتصادم مع كل الاستطلاعات، فالمرشح الجمهوري بدا أنه يئس من الوصول إلى المكتب البيضاوي بعد توالي فضائحه الجنسية في شهر أكتوبر المنصرم، فهو ألمح في تغريدة في ذلك الوقت أنه سيكون من الصعب عليه كسب الانتخابات، وبدأ يبرر هزيمته باكراً، بالحديث عن "تزوير قد يحدث خلال عمليات الفرز"، وهو أمر لم يجرؤ على قوله أي مرشح للرئاسة في تاريخ أميركا.

الأكيد أن انعدام الخبرة لدى الرئيس المنتخب في العمل العام لم تساعده على مواجهة أولى مهماته باقتدار... وما زال العالم يترقب إعلان الاسماء التي يختارها لتشكيل حكومته، فهم سيلعبون دوراً بالغ الأهمية في تحديد سياسة أميركا في ظل رئيس يوصف بـ "المتهور".