نور الدين السعيدي من&الرباط:&&وقع المغرب واثيوبيا السبت اتفاقا لاقامة مجمع مهم لانتاح الاسمدة الزراعية باستثمار قيمته مليارا يورو على خمس سنوات من شأنه تحقيق الاكتفاء الذاتي لاثيوبيا بحلول 2025، بحسب مصدر رسمي.

وجاء الاعلان عن المشروع تزامنًا مع زيارة دولة &للعاهل المغربي الملك محمد السادس الى اثيوبيا، حيث مقر الاتحاد الافريقي ( أديس يس أبابا) الذي كان المغرب عبر عن رغبته في الانضمام اليه مجددًا.

وبموجب الاتفاق الذي وقع السبت بين الحكومة الاثيوبية و"المجمع الشريف للفوسفات" (شركة عامة)، يستثمر المجمع 2,4 ملياري دولار بين 2017 و2022 لاقامة مجمع لانتاج الاسمدة الزراعية في مدينة ديري داوا (شرق اثيوبيا).

وقال مصطفى التراب رئيس مجلس ادارة المجمع المغربي إن هذا المشروع "هو اكبر استثمار خارج المغرب"، مضيفًا "هدفنا هو تقليص تبعية اثيوبيا ازاء توريد الاسمدة". كما وقع البلدان عشرة بروتوكولات اتفاق في مجالات التجارة والاستثمار والضرائب والزراعة والمياه والري.

وذكر التراب أمام &العاهل المغربي ورئيس الوزراء الإثيوبي أن مشروع إنجاز المنصة المندمجة لإنتاج الأسمدة سيتطلب استثمارًا إجماليًا بقيمة 7ر3 مليارات دولار.

وأبرز &التراب أن "هذا المشروع الصناعي الضخم سيتطلب استثمارًا بقيمة 4ر2 مليار دولار في شطره الأول، بغرض إنتاج 5ر2 مليون طن من الاسمدة في السنة في أفق سنة 2020، وهو ما سيمكن إثيوبيا من تأمين اكتفائها الذاتي من الأسمدة، مع إمكانية التصدير.

وأشار إلى أن هناك استثمارًا إضافيًا بقيمة 3ر1 مليار دولار مرتقب في أفق سنة 2025 من أجل بلوغ قدرة إنتاج إجمالية بقيمة 8ر3 ملايين طن من الأسمدة سنويًا، من أجل دعم نمو الطلب المحلي.

توقيع اتفاق الأسمدة&

بعد قاري

وأضاف التراب أن هذه الشراكة جنوب –جنوب، ذات البعد القاري، تندرج في إطار رؤية مشتركة لتنمية أفريقيا بين المغرب وإثيوبيا، وإرادة قوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتوخى الاستفادة على أكمل وجه من التكامل بين الموارد الطبيعية للبلدين، عبر الاستفادة من البوتاسيوم والغاز الإثيوبيين، فيما سيوفر المكتب الشريف للفوسفات الحاجيات من الحامض الفوسفوري.

وقال التراب إن هذه المنصة الصناعية التي ستتكون من مركب مندمج لإنتاج الأسمدة، ووحدات صناعية للتخزين، تشكل جزءًا من المخطط المستقبلي للتنمية الاستراتيجية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات من أجل تلبية الحاجيات المحلية من الأسمدة، مسجلاً أن هذا المخطط قائم على التكامل بين الموارد الطبيعية للبلدين.

وأوضح أن هذه المنصة الصناعية سيتم تجهيزها بجميع البنيات التحتية الأساسية الضرورية، من قبيل محطة لضخ المياه ومنشآت لمعالجة الماء ومحطة كهربائية ستوفر امتيازًا مهمًا لكونها ستكون مستقلة على مستوى الطاقة.

وأضاف التراب أنه من أجل تأمين الحاجيات من المواد الأولية الضرورية لمنصة الأسمدة، ستتم تهيئة وتأمين وحدة للتخزين على مستوى ميناء جيبوتي.

وحسب التراب فإن هذا المشروع سيستفيد من تكامل الموارد الطبيعية الأفريقية من أجل أفريقيا، وذلك بفضل شراكة جنوب-جنوب، ومن مؤهلات فلاحية قوية بإثيوبيا تتطلب استهلاكًا متزايدًا للأسمدة، ومن المعرفة الحقيقية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات بطبيعة أنواع التربة الفلاحية وحاجيات إثيوبيا، ومن خبرته العالمية التي تمتد لحوالي 50 سنة من التجربة في مجال صناعة الأسمدة.

وخلص التراب إلى أن التزام مجموعة المكتب الشريف للفوسفات من أجل تطوير فلاحة مستدامة بأفريقيا تقوم على البناء المشترك للثروة، مشيرًا إلى أن شراكة المكتب الشريف للفوسفات ومركز إثيوبيا للابتكار في مجال المناخ (سي أي سي)، تندرج في إطار هذه الرؤية، من أجل تطوير منصة ذات مواصفات عالمية لإنتاج الأسمدة.

وتشكل الزراعة احد اهم قطاعات الاقتصاد الاثيوبي وتسجل ارتفاعا بنسبة 7% سنويا منذ عشر سنوات ومثلت 42% من اجمالي الناتج الداخلي عام 2015 بحسب الوكالة الزراعية الاثيوبية.

رؤية مشتركة

وشكل هذا الاتفاق الحدث الأبرز في زيارة الملك محمد السادس لأثيوبيا، &وهو ما يعكس الرؤية المشتركة للتعاون جنوب جنوب الذي يطمح اليه الطرفان.

&بموازاة ذلك، التأم اجتماع مشترك بين رجال الأعمال المغاربة والإثيوبيين، على هامش زيارة ملك المغرب بهدف استكشاف فرص الأعمال والاستثمار بين البلدين. وبهذه المناسبة، تم التوقيع على مذكرة اتفاق وتعاون بين غرف التجارة في البلدين.

&&ودعا قائدا البلدين أوساط الأعمال في البلدين إلى الاستفادة من فرص الاستثمار والأعمال المتاحة والاضطلاع بدورهم الحيوي في تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين الشق.

&وذكر الملك محمد السادس ورئيس وزراء اثيوبيا بإحداث اللجنة الوزارية المشتركة للتنسيق ومتابعة تنفيذ التعاون بين البلدين، وأعطيا توجيهاتهما من أجل تعميق العلاقات والتعاون بين البلدين من خلال استكشاف مجالات جديدة تمكن الجانبين من إقامة تعاون يعود بالنفع على الطرفين.&

الاستقبال الرسمي للعاهل المغربي في أديس ابابا&

&

ديسالغن يدعم عودة المغرب للاتحاد الافريقي &

على صعيد آخر، اعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالغن، اليوم، دعم بلاده لعودة المملكة المغربية &للاتحاد الأفريقي، بعد مرور 32 عامًا على انسحابها منه، حسب بيان مشترك صدر في أديس أبابا عقب انتهاء زيارة الدولة للعاهل المغربي .

وأعرب &ديسالغن عن"الإلتزام القوي لإثيوبيا من أجل التجسيد الكلي لقيم ومبادئ الاتحاد الأفريقي"، معبرًا عن "دعمه لقرار المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي ابتداء من القمة المقبلة للاتحاد".

من جهته ، اشاد العاهل المغربي بالدور الأساسي الذي تقوم به إثيوبيا في إطار الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والتزامها من أجل السلام والاستقرار والتكامل في المنطقة وفي أفريقيا ككل.

&ونوّه رئيس وزراء اثيوبيا بالتزام ومساهمة المغرب في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في أفريقيا. كما هنأ الملك محمد السادس على رؤيته الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب – جنوب وبين دول أفريقيا، وأشاد بجهوده لضمان ازدهار الرأس المال البشري لأفريقيا.

ترحيب مغربي بفتح سفارة لأثيوبيا بالرباط&

&ورحب العاهل المغربي بافتتاح سفارة لإثيوبيا في الرباط ، وتعيين سفير على رأس هذه البعثة الدبلوماسية،&وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية، والسياسية والأمنية الراهنة في مختلف المناطق في أفريقيا. واتفقا على ضرورة إعطاء الدول الأولوية لتسوية المشاكل بالوسائل السلمية.

& &وأشاد الجانبان بمساهمة عناصر القبعات الزرق المغاربة العاملين في إثيوبيا، ضمن عمليات حفظ السلام والاستقرار ودورهم في القارة.

& وهنأ عاهل المغرب&رئيس وزراء اثيوبيا على انتخاب بلاده عضواً غير دائم بمجلس الأمن، مشيدًا بالتزامه بالدفاع عن مصالح البلدان الأفريقية والنهوض بالحوار من أجل تسوية سلمية للنزاعات.

& &وجدد العاهل المغربي ورئيس وزراء اثيوبيا على التزامهما لفائدة النهوض بالتنمية المستدامة ومكافحة التغيّرات المناخية. وأشاد ديسالغن بريادة المملكة المغربية التي استضافت قمة المناخ (كوب 22) ودفاعها عن القضايا الأفريقية خلال هذا الحدث الهام.

مجسم مشروع انتاج الأسمدة في اثيوبيا&

الالتزام بمكافحة الارهاب&

وجدد ملك المغرب ورئيس وزراء اثيوبيا التأكيد على التزامهما القوي من أجل مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتمظهراته، وتنسيق الجهود دون تحفظ من أجل مكافحة الجريمة العابرة للحدود.

واتفقا أيضا على تنسيق مواقفهما داخل المنتديات الإقليمية والدولية للدفاع وتعزيز الاستقرار الإقليمي، والحد من النزاعات المسلحة واحتوائها، ومكافحة الإرهاب والنهوض بثقافة التسامح والتعايش السلمي.

وقال البيان المشترك إن زيارة ملك المغرب لأثيوبيا مرت في أجواء ودية تعكس عزم البلدين على تعزيز علاقاتهما الثنائية بشكل أفضل.&ووجه العاهل المغربي الدعوة لرئيس وزراء اثيوبيا من أجل القيام بزيارة رسمية للمملكة المغربية بتاريخ يتم الاتفاق عليه بين الجانبين.

توقيع 7 اتفاقيات ثنائية&

وكان الملك محمد السادس والرئيس الإثيوبي مولاتو تيشوم، قد ترأسا صباح السبت بالقصر الوطني بأديس أبابا، حفل التوقيع على سبع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالقطاعين العام والخاص في البلدين .

وتغطي هذه الاتفاقيات ميادين متنوعة من قبيل النقل الجوي، والمجال الضريبي وحماية الاستثمارات، والفلاحة والطاقات المتجددة.

في غضون ذلك، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم تهم التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي، وقعها الوزير المغربي المنتدب في الخارجية والتعاون &ناصر بوريطة ووزير الدولة الإثيوبي في الشؤون الخارجية &تاي أتسك سيلاسي.

وتتعلق الاتفاقية الثانية باتفاق حول خدمات النقل الجوي، وقعه الوزير بوريطة ووزير النقل الإثيوبي أحمد شيد.

وتهم الاتفاقية الثالثة، وهي مذكرة تفاهم، إنعاش التجارة، وقعها الوزير بوريطة، ووزير التجارة الإثيوبي بيكيلي بيلادو.

اما الاتفاقية الرابعة فتتعلق بمنع الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل وقعها وزير الاقتصاد والمالية المغربي&محمد بوسعيد، ووزير المالية والتعاون الاقتصادي الاثيوبي أبراهام تيكيست.

وتتعلق الاتفاقية الخامسة باتفاق في مجال الإنعاش والحماية المتبادلة للاستثمارات، وقعها الوزير بوسعيد ومندوب لجنة الاستثمار الاثيوبية فيتسوم أريغا.

وتهم الاتفاقية السادسة، التعاون في المجال الفلاحي، ووقعها وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز اخنوش ووزير الزراعة وتنمية الموارد الطبيعية الإثيوبي &إياسو أبراها.

أما الاتفاقية السابعة فهي مشروع اتفاق للتعاون في مجال الطاقات المتجددة، ووقعه رئيس الوكالة المغربية للطاقات المستدامة (مازن) ووزير المياه والري والكهرباء الاثيوبي &سيلشي بيكيلي.&

وغادر ملك المغرب أديس ابابا اليوم متوجهًا الى مدغشقر المحطة الثانية من جولته الافريقية التي ستشمل ايضًا كينيا ونيجيريا.&