تبقى فرحة اللبنانيين منقوصة في عيد الإستقلال، فرغم الأجواء الإيجابية بانتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، يبقى عدم تشكيل حكومة قبل عيد الإستقلال، كما كان متوقعًا، مصدر قلق للبنانيين.

إيلاف من بيروت: رغم عدم تمكن المعنيين من تشكيل حكومة قبل عيد الإستقلال في لبنان، غير أن للعيد هذا العام نكهة خاصة تختلف عن السنتين الماضيتين، فلبنان استطاع أن ينتخب رئيسًا للجمهورية بعد عامين ونصف العام من الشغور الرئاسي، واستطاع أيضًا تكليف رئيس الحكومة سعد الحريري، فماذا يمثل هذا العام عيد الإستقلال بالنسبة للبنانيين؟

تهنئة الجيش

"يجب التوجه بالتهنئة أولاً إلى الجيش اللبناني"، يقول آلان فرج، "فهو وحده يستحق التهنئة لمحافظته على أمن لبنان"، ويلفت فرج إلى أن هذا العيد يبقى غصة لدى العسكريين المخطوفين لدى داعش، وعلى العهد الجديد أن ينظر إلى قضيتهم ويحررهم بأقرب فرصة ممكنة، لأن لا طعم لعيد الإستقلال من دون رجوع هؤلاء العسكريين إلى ذوييهم.

مستقلون عن الفساد

يعتبر جمال أبو أنطون أن الإستقلال في لبنان يبقى فعل إيمان بالوطن يجب أن يدرس في المدارس والمعاهد ومدى قيمة هذا العيد، وعلينا أن نكون أيضًا مستقلين كشعب لبناني عن الفساد وعن كل ما يكبلنا كمواطنين وسياسيين، ويجعلنا مرتهنين للخارج، حينها يكون استقلالنا حقيقيًا، وبعيدًا عن الشعارات الرنانة في تلك المناسبات.

وكنت أتمنى، يتابع أبو أنطون، لو جاء العيد في لبنان هذا العام ونحن لدينا حكومتنا، لا حكومة تقاسم قالب الحلوى، إنما حكومة على قدر آمال اللبنانيين، خصوصًا الشباب، كي يتمكنوا من الإستمرار في تحقيق طموحاتهم في لبنان، ولا يعتبروا أن هذا البلد غير لائق بالعيش فيه، حيث معظم شباب لبنان يحلمون بالهجرة فور انتهائهم من دراساتهم، لأنهم يعتبرون أن الخارج يبقى أكثر أهلاً للعيش من وطنهم لبنان.

مسألة كيانية

"عيد الإستقلال ليس أمرًا عاديًا في لبنان، هو مسألة كيانية أكثر منها مسألة عيد يستعاد كل عام مثل كل الأعياد الجميلة التي نحبها"، و"رغم تسخيف البعض لعيد الإستقلال إلا أنه يبقى رمزًا نفتخر به عبر العصور"، يجيب بهيج غصوب، و"علينا كي نستعيد ثقتنا بلبنان، أن يكون العهد الجديد على قدر المسؤولية التي يضعها الشعب اللبناني فيه، وحتى الساعة مع عدم تشكيل حكومة حتى اليوم ومع وجود العراقيل الكثيرة فيها ومنها ما تكمن في عدم تعاطي بعض الفرقاء منطقيًا وجديًا مع مسألة التوزير، ومحاولة الحصول على أوسع مساحة ممكنة من التمثيل، انطلاقًا من محاولة العزف على رغبة لرئيس الجمهورية ميشال عون بانطلاق العهد سريعًا، علمًا أن كل فريق في لبنان يحاول أن يحصل على الحصة الأكبر من الوزارة ولا ينطلق من ثوابت وطنية بأننا كلنا شركاء في هذا الوطن، وللجميع الحق في تولي المناصب الحكومية المرموقة.

تأخير تكتيكي

باسمة حمود ترى أن التأخير التكتيكي لولادة الحكومة يجعل عيد الإستقلال هذا العام منقوصًا، رغم الفرحة التي عمت والتفاؤل الذي ساد بعد انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، وتكليف رئيس الحكومة سعد الحريري، فالأجواء كانت توحي أن تشكيل الحكومة كان سيحصل قبل عيد الإستقلال، وها هو العيد قد جاء ولا يزال الفرقاء في لبنان يختلفون على "الحصص"، ولا يرون في ولادة الحكومة لحمة وطنية يجب أن تجعلهم يتخلون عن مطالبهم الضيقة من أجل تحقيق مطالب المصلحة العامة التي يرى المواطن أنها الوحيدة القادرة على تحقيق العدالة في لبنان مذهبيًا وطائفيًا إذا جاز التعبير.
&