إيلاف من بيروت: يقلل البعض من أهمية انقضاء أكثر من 20 يومًا على تكليف رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري تأليف الحكومة، عندما يقيس المدة التي استغرقها تأليف الحكومات الثلاث الأخيرة في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، فالحكومة الأولى للحريري استغرقت 135 يومًا في العام 2009، والحكومة الثانية لنجيب ميقاتي 139 يومًا عام 2011، والحكومة الاولى لتمام سلام عشرة أشهر وتسعة أيام عام 2014.

تعقيبًا على الموضوع، تؤكد الإعلاميّة سعاد قاروط العشي في حديثها لـ"إيلاف" أن تشكيل الحكومة لا يمكن اعتبار أنه يواجه تعثرًا، وتاريخنا في تأليف الحكومات يبقى حافلاً، وقد تأخرت الحكومات السابقة كثيرًا لجهة تشكيلها، مع بعض الإعتكافات والفراغات التي شهدتها، وإذا نظرنا إلى مكونات الحكومة من أحزاب وطوائف ومذاهب لرأينا أنه من الطبيعي أن يتأخر تشكيل الحكومة لأنها كلها أي الأحزاب والطوائف والمذاهب، تعتبر أن لديها حقوقًا يجب أن تنالها، بعد عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي ووصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وبعدما الأطراف التي ساهمت في وصوله تريد أن تنال ثمن إيصاله، فضلاً عن من يعتبر نفسه أنه ضحى في سبيل وصول عون، ورغم عدم جواز تبرير ذلك لكننا نبقى وطنًا غير سليم وغير معافى حتى اليوم، ولو كنا وطنًا مثاليًا وحتى عاديًا لما جرى ذلك، ونعاني من تبعات سنوات من الحروب والتقاتل والمشاكل الداخلية والخارجية، ومن الطبيعي أن نشهد تعثرًا في تشكيل الحكومة اليوم.

وتضيف العشي رغم كل الإشكالات التي تحصل ورغم كل الضغوطات، هناك تفاؤل بتشكيل الحكومة اللبنانية ولن تتأخر كثيرًا في تأليفها، لأن إذا لم يسرعوا في ذلك سيفشل العهد الجديد، وتفشل الفرصة التي أعطيت لنا من أجل القيام مجددًا من السبات العميق الذي كان لبنان غارقًا فيه.

من المسؤول؟

وردًا على سؤال من المسؤول عن تعثر تشكيل الحكومة هل هو عون أم الحريري؟ تجيب العشي أن الجميع مسؤول، مع تسمية الجميع ولا يمكن أن نلقي باللوم على طرف من دون الآخر، الجميع مسؤول، فمنطقيًا يجب ألا ننكر مسؤولية الجميع.

ولدى سؤالها يبدو من جهة الحريري أنه يخفّض سقف شروطه ولا يضع فيتوات بوجه أحد، فهل هذا يساهم في تشكيل الحكومة قريبًا؟ تجيب العشي هذا يساعد كثيرًا، والواضح أن الحريري يمرر أمورًا أكثر من غيره، ويتقبلها، ويتخطى أمورًا، لأنه يريد النجاح في العهد الجديد، وبعد إقصائه سابقًا عن رئاسة الحكومة، وبعد مشاكله المادية والضغوطات التي يعاني منها كان لا بد أن يصل إلى رئاسة الحكومة وأن يعود إلى ألقه ومجده وقوته التي حرم منها لفترة، وهو لذلك لا يصّعد بل يتجاوز الأمور من خلال ليونته التي نشهدها.

أما هل يمكن أن نشهد ليونة من الطرف الآخر بموازاة ليونة الحريري؟ ترى العشي أنه لا بد بنتيجة الأمور أن نصل إلى ليونة من الجميع، حتى نصل إلى الهدف المنشود، وشاؤوا أم أبوا على الجميع أن يتراجع خطوة أو اثنتين كي نصل إلى الحل المرتقب أي تشكيل الحكومة اللبنانية.

الثنائية المسيحية

ماذا عن الحديث عن امتعاض الثنائية الشيعية اليوم بوجه الثنائية المسيحية الجديدة لذلك توضع العراقيل بوجه الحكومة؟ تلفت العشي إلى أن الأمر ليس بجديد، والثنائيات أصبحت كثيرة منها الثنائية الشيعية المارونية وغدًا قد نصل إلى الثنائية الشيعية السنية، والعراقيل إذا ما وجدت في طريق تلك الثنائيات لا بد من تذليلها، وتبقى العشي متفائلة، وكل العراقيل يكون أحيانًا مقصود إيجادها من أجل التوصل إلى حلول.

وتؤكد العشي أن القرار الدولي والإقليمي أن يبقى لبنان مستقرًا بسبب النازحين فيه وكي لا يلجأوا إلى دول الغرب.

ولا بد أن يتلقف السياسيون هذه الرسالة ويقوموا بتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن.

هل تتوقعين شخصيًا ولادة الحكومة قريبًا، أم سنشهد تأجيلاً لها؟ تشير العشي الى أنها لا ترتقب تأجيلاً كبيرًا لتشكيل الحكومة ونحن بطريق الحل.