إيلاف من لندن: أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن بلادها ستعقد شراكة استراتيجية مع دول الخليج لمواجهة التهديدات الإيرانية، مؤكدة أن بريطانيا ستعزز التعاون الدفاعي مع دول مجلس التعاون الخليجي، وقالت إن أمن الخليج من أمن بريطانيا.

وأضافت ماي خلال كلمة ألقتها في الجلسة الختامية للقمة الخليجية الـ 37 المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة، "ننسق بشكل مستمر مع دول الخليج لمواجهة التحديات المشتركة"، وتحدثت عن التهديد الذي تشكله إيران للخليج العربي.

وقالت: "علينا العمل معًا للتصدي للأعمال العدوانية التي تقوم بها إيران في المنطقة"، وأشارت إلى أن بريطانيا " تريد أن تقطع التزامًا أكثر استمرارية واستقرارًا بأمن الخليج في الأجل الطويل".

ماي تتوسط قادة الخليج في ختام قمة المنامة&

تحديات الارهاب

وقالت: تحدّي الإرهاب يتطلب منا العمل سوياً ونحن أصدقاء على طول الخط "الأمن الخليجي أمننا أيضاً"، نعم؛ نحن هنا للتواصل مع حلفاء جدّد، وأود أن يكون هناك فصلٌ جديدٌ للتعاون الإستراتيجي بين شعوبنا

وأكدت رئيسة الحكومة البريطانية إنها تريد استثمار أكثر من ثلاثة مليارات جنيه إسترليني في إنفاق دفاعي في منطقة الخليج العربي على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأضافت ماي: نحقّق تقدماً كبيراً في الحرب ضدّ "داعش"، وسنلاحق أشكال الإرهاب كافة التي تهدّد استقرار المنطقة، واستقرار منطقة الخليج هو استقرارٌ للعالم بأكمله، وأكثر من 3 مليارات استرليني سننفقها في الخليج والعالم لمواجهة التحديات.

وماي هي أول رئيسة وزراء بريطانية وثاني زعيم أوروبي يحضر قمة خليجية بعد مشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في القمة التشاورية الأخيرة في الرياض.

رؤية السعودية 2030

وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية أن "رؤية السعودية 2030" مفيدة لنا جميعاً ولدينا طموحٌ بعلاقات تجارية قوية مع الخليج".

وتابعت ماي: السعودية ساعدت بريطانيا.. وقدّمت لها معلومات استخباراتية أنقذت حياة آلاف الأشخاص، وسنستخدم خبراءنا لمواجهة الجرائم الإلكترونية، ونود أن نجعل لندن عاصمة الاستثمار الإسلامي، ومسرورة لأنه ستكون هناك مجموعة عمل مشتركة لإنشاء السوق الحرة بين بريطانيا ومجلس التعاون.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية، اجتمع أمس الثلاثاء مع رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات ومجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة.

تجارة حرة&

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية إن لدى بلادها طموحاً بعلاقات تجارية قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأضافت خلال كلمتها أمام قادة دول الخليج اليوم في البحرين "سنعمل على تعزيز التجارة الحرة مع دول الخليج".

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الخليج وبريطانيا، 22 مليار دولار سنوياً، وتعتمد بريطانيا على الخليج في استيراد حاجاتها النفطية والغاز الطبيعي، فضلاً عن الاستثمارات الخليجية في بريطانيا، التي تركز على العقارات بشكل رئيس.

وخلصت ماي إلى القول: "أمن منطقة الخليج هو جزء من أمن بريطانيا.. العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية تواجه العالم.. يجب تعزيز التعاون الاستراتيجي المبني على الشراكات".

الاتفاق النووي

وإلى ذلك، كان تقرير لصحيفة (الغارديان) اللندنية قبل كلمة ماي يوم الاربعاء إن رئيسة الحكومة تعتزم التأكيد على أن بريطانيا ملتزمة بالاتفاق النووي الايراني".

وتقول الصحيفة إن ماي ستقول في كلمتها أمام مجلس التعاون الخليجي إن الاتفاق النووي الايراني "ذو أهمية حيوية"، وذلك في أول تعليق لها على الأمر بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. وتعهد ترامب بإلغاء الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة الرئيس باراك أوباما.

تهديد ايران

وستقول ماي في كلمتها أمام مجلس التعاون الخليجي المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة إنها واقعية في ما يتعلق بالشرق الأوسط والتهديد الذي تمثله إيران للخليج والمنطقة، وإنها على استعداد "لمواجهة الدول التي تزيد الاجراءات التي تتخذها من التوتر في المنطقة".

وتقول مراسلة الصحيفة جيسيكا إليغوت إلغوت في تقرير من العاصمة البحرينية إن ماي ستؤكد أيضاً على أهمية الانفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه عام 2015، لأنه يجعل الاتصال أكثر مباشرة وصراحة مع إيران.

وتختم الصحيفة قائلة إن ماي ستقول: "حصلنا على اتفاق وضع حدًا لاحتمال امتلاك إيران لسلاح نووي لأكثر من عشر سنوات، وأدى إلى أن تزيل إيران بالفعل أكثر من 13 ألف جهاز طرد مركزي والبنية التحتية الخاصة بها وأن تتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد عن 20 في المئة".
&