نصر المجالي: أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حرص بلادها على علاقات قوية مع دول الخليج العربية وعلى أمن هذه الدول، مع إعلانها عن مشاركتها في قمة مجلس التعاون الخليجي، المقررة بالعاصمة البحرينية المنامة، يومي الثلاثاء والأربعاء.&

وستوجه رئيسة الحكومة البريطانية خطابًا خلال الجلسة الافتتاحية للقمة يوم الأربعاء التي يشارك فيها قادة السعودية والبحرين وقطر والامارات وعمان والكويت، وستكون قضايا التجارة والأمن والحروب الأهلية في سوريا واليمن محور محادتثها على هامش الاجتماع.

يشار إلى أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كان وجّه دعوة رسمية لرئيسة الوزراء للحضور كضيفة شرف في قمة مجلس التعاون الخليجي، وذلك خلال لقائهما في العاصمة البريطانية لندن في شهر &أكتوبر الماضي.

وقالت رئيسة الوزراء التي ستكون ثاني زعيم أوروبي يشارك في قمة خليجية بعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وأول أمرأة تشارك في قمة من هذا النوع في بيان صادر عنها، قبيل الزيارة رفيعة المستوى، إنها "تريد أن تفتح فصلاً جديدًا لمرحلة ما بعد بريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) عبر علاقتها مع دول الخليج".

وأضافت ماي: "لا شك هناك بعض الناس في المملكة المتحدة يقولون إننا لا ينبغي أن نبحث عن علاقات تجارية وأمنية مع دول الخليج بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، لكننا لا نكون متمسكين بقيمنا وبحقوق الإنسان عبر إدارة ظهورنا لهذه المسألة".

المشاركة

وأوضحت: يمكننا تحقيق إنجاز أكبر عبر تسريع العلاقات والمشاركة مع هذه الدول والعمل معهم على تشجيع ودعم خططهم للإصلاح".

وتقول الحكومة البريطانية إن هناك فرصاً تقدر قيمتها بـ 30 مليار جنيه إسترليني للشركات البريطانية في 15 مجالاً مختلفاً في المنطقة خلال&السنوات الخمس&المقبلة.

وتابعت رئيسة الحكومة: وبهذه الكيفية تستطيع بريطانيا أن تكون قوة دافعة للخير في العالم، وأيضا نساعد في الحفاظ على أمن شعبنا، وأن نخلق فرصاً جديدة لقطاع الأعمال".

ولفتت إلى أن "هذا العام يمثل ذكرى مرور 200 عام على بدء العلاقات بين البحرين ومرور قرن على العلاقات مع السعودية، لكن خلال السنوات الأخيرة لم تكن العلاقات مع دول الخليج وثيقة كما كانت من قبل، وأنا أريد أن أغير ذلك".

وقالت ماي: "هناك الكثير الذي يمكننا أن نعمله معًا (نحن ودول الخليج)، سواء بأن يساعد بعضنا الآخر في منع الهجمات الإرهابية، أو من خلال الاستثمارات الخليجية في المدن البريطانية، أو مساعدة شركات بلادنا للدول الخليجية، لتحقيق رؤيتها الإصلاحية على المدى البعيد".

وستلتقي ماي مجموعة من الشباب البحرينيين لمناقشة تطورات الإصلاح الاقتصادي والسياسي منذ الاضطرابات على نطاق واسع في دول الخليج منذ عام 2011، والتي لاقت انتقادات جراء قيام السلطات في هذه الدول بالتعامل بقسوة لإحباطها.

تصريج إدوين سموأل

وإلى ذلك، قال إدوين سموأل المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للصحافيين في دبي إن حضور رئيسة الوزراء البريطانية القمة الخليجية في المنامة "يؤكد أن انخراط بريطانيا ودورها الفاعل في المنطقة لا يزال قوياً ولم يتأثر بالتصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما يظهر أن العلاقات البريطانية-الخليجية كانت قوية في الماضي وستبقى كذلك الآن ومستقبلاً".

وأضاف "مما لاشك فيه أن قرار رئيسة الوزراء ماي أن تكون الزيارة الأولى لها إلى منطقة الشرق الأوسط،&الى الخليج، والمشاركة في أعمال القمة الخليجية رسالة بريطانية قوية، بأن لندن لا تنسحب من العالم، وخصوصاً المنطقة، بل تعزز علاقاتها مع الحلفاء والشركاء، كما تعني أن أمن ورخاء دول الخليج أولوية بارزة للحكومة البريطانية، فعلاقاتنا تتعدّى المصالح الاقتصادية والتجارية إلى علاقات استراتيجية وشراكات في مختلف المجالات".