يعيش اللبنانيون قلقًا أمنيًا من سيطرة تنظيم داعش على تدمر في ظل نية داعش القديمة الحصول على منفذ بحري في الشمال اللبناني، بالإضافة إلى خيبة حكومية مستمرة منذ فترة.

بيروت: انعكست سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر السورية قلقًا أمنيًا لبنانيًا في ظل نيات التنظيم القديمة بالحصول على منفذ بحري من البادية إلى المتوسط عبر الشمال اللبناني، أما حكوميًا، فقد خاب أمل المتفائلين بتشكيل الحكومة في ظل استمرار النقاش حول رفع التشكيلة الحكومية إلى 30 وزيرًا، والاعتراضات على بعض الأسماء المطروحة.

تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب السابق مصطفى علوش ل"إيلاف" أنه من الناحية اللوجستية والعسكرية فالأمر شبه مستحيل أن يسيطر داعش على الشمال اللبناني، وعمليًا قدرات تنظيم داعش محدودة، وبالأساس كيف يستطيع أن يترجم حصوله على منفذ بحري بخاصة أن طرابلس وغيرها ليصل إليها عليه أن يمر بمناطق كثيرة بالإضافة إلى أن لا بيئة حاضنة لداعش داخل مدينة طرابلس، من هنا عمليًا هذه المخاوف قد تكون جزءًا من الإحترازات التي يتحدث عنها البعض، لكن برأي علوش تبقى جزءًا من التوهمات والتخيلات.

تدمر ولبنان

وردًا على سؤال كيف تؤثر السيطرة على تدمر السورية من قبل تنظيم داعش على الداخل اللبناني؟ يجيب علوش أن الأمر لا يغير شيئًا في الداخل اللبناني، وسيطرة داعش على تدمر هي عمليًا في ظل كر وفر، وكانت داعش في السابق تسيطر على تدمر وكانت أوضاع التنظيم أسهل بكثير من اليوم، لكن الأمر لم يغير أي شيء في طرابلس وشمال لبنان، لأن الشمال اللبناني بالنسبة لهذه القضية بكل وضوح ضد التطرف، رغم أنه متأثر بالوضع القائم في حلب، لكن طرابلس تعتبر تنظيم داعش جزءًا من مؤامرة للنظام السوري لتشويه وضع المقاومة في سوريا.

الحكومة اللبنانية

ولدى سؤاله من جهة أخرى خاب أمل اللبنانيين بتشكيل حكومة في اليومين الماضيين متى تبصر تلك الحكومة النور؟ يلفت علوش إلى أن الحكومة من الممكن أن تبصر النور خلال الأيام القليلة المقبلة، لكن عمليًا "اعتدت ألا أعطي تاريخًا محددًا، لأن جميع التواريخ لتشكيل الحكومة كانت خائبة، وعملية تأليف الحكومة في لبنان لا تدخل ضمن المنطق السياسي بل ضمن منطق المزاجية والحصص الضيقة".

ثلاثينية

ما الفرق اليوم بين حكومة ثلاثينية أو من 24 وزيرًا؟ يؤكد علوش أن الفرق يبقى في تقاسم المعنيين كعكة الحكومة والدولة.

مشاورات

عن المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بخصوص ولادة الحكومة يقول علوش إن هناك بعض التفاصيل التي لم تنتهي بالنسبة لإنجاز الحكومة، وربما بعض التصريحات الخارجة عن المألوف أدت إلى مزيد من التعقيدات في اليومين الماضيين، والحريري يعكف على العمل عليها.

هموم اللبنانيين

وردًا على سؤال بين الهم الأمني والخوف من داعش والخوف من عدم تشكيل الحكومة في لبنان، كيف يتصرف اللبنانيون باتجاه همومهم اليومية المتزايدة؟ يؤكد علوش أن الهمين لا يمكن السيطرة عليهما، والمسؤولية تبقى على القوى الأمنية، ومسؤولية الحكومة تبقى لمزاجية الحكم أما على الناس أن يهتموا بهمومهم اليومية أي تأمين الإستقرار لعائلاتهم.