تونس: حذرت نقابة الصحافيين التونسيين الأربعاء من "الهجمة الامنية" على الصحافيين في تونس إثر دخول مراسل تلفزيون اسرائيلي البلاد غداة اغتيال مهندس الطيران محمد الزواري في منتصف ديسمبر في عملية نسبتها حركة حماس لاسرائيل.

وقالت "النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين"، وهي هيئة مستقلة، في بيان انها "تحذر من الهجمة الامنية على الصحفيين" و"تسجّل باستياء بالغ تصاعد وتيرة التضييق على الصحفيين التونسيين ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية وطواقمها على خلفيّة تداعيات اغتيال محمد الزواري، ونجاح صحفي إسرائيلي من التغطية الإعلامية من داخل بلادنا".

واعتبرت النقابة ان وزارة الداخلية "تسعى من خلال هذا التصعيد إلى التغطية على الإخفاق الأمني المتعلق باغتيال الزواري واستباحة صحفي إسرائيلي للسيادة الوطنيّة". وقالت انها "ستتصدى بكلّ قوّة لمن يحاول ضرب مكسب حرية التعبير والصحافة أو الالتفاف عليه تحت أيّ حجج أو مبررات" باعتباراه "المكسب الاهم" للثورة التي اطاحت في مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.

وعثر على مهندس ميكانيك الطيران محمد الزواري (49 عاما) الذي يحمل الجنسيتين التونسية والبلجيكية مقتولا بعشرين رصاصة داخل سيارته امام منزله بمنطقة العين من ولاية صفاقس ثاني اكبر مدن تونس، بحسب ما اعلنت السلطات.

ودخل مواف فاردي الصحافي في القناة "العاشرة" الاسرائيلية تونس ظهر يوم 17 ديسمبر قادما من ايطاليا بجواز سفر الماني وقدم نفسه على انه "كاتب"، وغادرها صباح اليوم التالي، بحسب وزارة الداخلية التونسية.

وانتقل الصحافي يوم 17 ديسمبر الى صفاقس التي تبعد نحو 270 كلم جنوب العاصمة تونس، وأنجز تحقيقا صحافيا أمام منزل الزواري وحاور عددا من المواطنين وعاد مساء الى العاصمة حيث قضى الليلة في فندق حجز فيه عبر الانترنت.

وقبل مغادرته تونس، سجل الصحافي مراسلة (غير مباشرة) في مكان يبعد نحو 200 متر عن مقر وزارة الداخلية من دون ان تنتبه اليه قوات الامن رغم انه كان يحمل، خلال التسجيل، شعار القناة ويتكلم باللغة العبرية. والاثنين اعلنت وزارة الداخلية "ضبط" ستة تونسيين ساعدوا الصحافي وفتح تحقيق بشأنهم، وبشأن عناصر أمن قد يثبت تقصيرهم. واستدعت وزارة الخارجية التونسية الاثنين سفير ألمانيا "لطلب توضيحات" حول "هوية" الصحافي وفق بيان للوزارة.