طهران: بدأ الناخبون الايرانيون، صباح الجمعة، التصويت لتجديد أعضاء مجلسي الشورى والخبراء في اقتراع لاستمرار السياسة التي ينتهجها الرئيس حسن روحاني، الذي يأمل أن يعزز موقفه امام المحافظين.

ودعي نحو 55 مليون ناخب مسجلين لاختيار 290 عضوا في مجلس الشورى و88 عضوا في مجلس خبراء القيادة الذي يضم رجال دين مكلفين خصوصا تعيين المرشد الاعلى للجمهورية. ويهيمن المحافظون على المجلسين المنتهية ولايتهما. وكان المرشد الاعلى علي خامنئي بين اول من ادلوا باصواتهم.

وقال بعد ان قام بذلك في مكتب اقتراع داخل مسجد في المجمع الذي يقيم فيه في طهران "على الجميع ان يشارك في التصويت، كل من يحبون إيران، والجمهورية الاسلامية، و(يحرصون على) عظمة ومجد إيران".

واضاف "لدينا أعداء (..) وينبغي ان ننتخب بذهن متقد وعينين مفتوحتين (...) لكي نهزم عدونا". وان كان المرشد الأعلى لم يسم أعداء إيران الا انه يهاجم عادة الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة ويتهمها بانها تسعى الى "التغلغل" في إيران.

وفي مركز اقتراع اقيم في مسجد آخر في طهران قالت عاطفة يوسفي (38 عاما) "علي أن ادلي بصوتي بعد ان امتنعت عن ذلك مرات عدة ثم أدركت انني كنت مخطئة. اتوقع أن تتحسن الأمور مع تطبيق الاصلاحات لأن الحل ليس في تغيير النظام وانما من خلال الاصلاحات".

أما عصمت صفدي (54 عاما) فقال انه يدلي بصوته من اجل "ترسيخ ركائز الجمهورية الاسلامية المقدسة وان نبرهن للداخل والخارج اننا ندعم النظام الى الأبد". فتحت مراكز الاقتراع عند الساعة 08:00 (04:30 ت غ) وستغلق عند الساعة 18:00 (14:30 ت غ) ومن المتوقع صدور اولى النتائج الجزئية في غضون 24 ساعة.

تنظم هذه الانتخابات بعد ستة اسابيع على رفع معظم العقوبات الدولية عن طهران بموجب اتفاق 14 تموز/يوليو 2015 بين إيران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني الذي ابرم بعد سنتين من المفاوضات الشاقة، ويفترض ان يتيح لإيران الخروج من عزلتها وانعاش اقتصاد انهكته عشر سنوات من العقوبات.

ويراهن روحاني المنتخب في 2013 على ان يعزز نجاح الاتفاق حجم تمثيل مؤيديه الاصلاحيين والمعتدلين في مجلس الشورى بشكل خاص وهو ما سيساعده في تطبيق جملة من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية قبل نهاية ولايته في 2017 وخصوصا بفضل الاستثمارات الاجنبية التي يأمل في جذبها الى إيران.

4844 مرشحًا

بعد انسحاب 1400 مرشح في اللحظة الاخيرة انخفض عدد المرشحين المعتمدين الى 4844 مرشحا من بينهم نحو 500 امرأة. ويبلغ عدد المرشحين لمجلس الخبراء 159 جميعهم رجال.

وبعد مقاطعة قسم من الاصلاحيين الانتخابات السابقة احتجاجا على اعادة انتخاب المحافظ محمود احمدي نجاد قبل ذلك بثلاث سنوات في 2012 والتي اعتبروها مزورة، تشارك مختلف التيارات الاصلاحية هذه السنة رغم رفض ترشيح عدد من قادتهم من قبل مجلس صيانة الدستور المحافظ الذي له سلطة قبول او رفض المرشحين.

ولزيادة فرصهم وتجنب تشتيت اصواتهم تحالف الاصلاحيون مع المعتدلين وبينهم محافظون عبر قائمة "اميد" (الامل). في المقابل شكل المحافظون "ائتلاف الاصوليين الكبير" المتوافق مع خط المرشد الاعلى الذي يقوم على محاربة اي "تغلغل" اجنبي في إيران في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

ودعا الرئيسان السابقان الاصلاحي محمد خاتمي والمعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني الناخبين الى التصويت بكثافة للاصلاحيين والمعتدلين المؤيدين لروحاني بهدف قطع الطريق على "التطرف".

ورفض مجلس صيانة الدستور ترشيح حسن الخميني حفيد اية الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية لمجلس خبراء القيادة على اساس عدم التثبت من المامه بعلوم الفقه. ورفسنجاني وروحاني مرشحان فيه وياملان في تحسين تمثيل المعتدلين في المجلس الذي ينتخب لثماني سنوات والذي قد يتعين عليه اختيار خليفة لاية الله خامنئي الذي يبلغ من العمر 76 عاما.