&نجح أمين عام تيار المستقبل، أحمد الحريري، في شد عصب جمهور تياره في الشمال اللبناني، بعد قيامه بزيارة المنطقة عدة مرات.

جواد الصايغ: بعد الكلام الكثير الذي اثير حول تراجع شعبية تيار المستقبل على الساحة اللبنانية بشكل عام والشمالية بشكل خاص، جاءت لقاءات واطلالات أمين عام التيار أحمد الحريري في مدينة طرابلس لتؤكد ان الحياة لا تزال تدب في الشارع المستقبلي.
وفي غضون اقل من شهرين، نجح امين عام المستقبل في اعادة تفعيل عمل التيار، خصوصًا في طرابلس، المدينة التي تعد عصب ومعقل انصار التيار الازرق، &وذلك في خطوة هدفت الى توجيه عدة رسائل &ابرزها أن التيار الحريري متماسك ومتجانس والكلام الذي يقال حول تسرب المحازبين والمنتمين الى احزاب ثانية، لا صحة له.
&
مصالحات ولقاءات
نهاية شهر كانون الثاني الماضي، &قام &الحريري بزيارة طرابلس لعدة ايام متتالية،&استطاع خلالها انجاز عدة مصالحات بين عائلات شمالية وايضا تمكن من انهاء الخصومة التي كانت قائمة بين المفتش العام المساعد للاوقاف الاسلامية في لبنان، الشيخ حسن مرعب، وعميد حمود الضابط اللبناني المتقاعد واحد ابرز مسؤولي المستقبل في الشمال، كما قامت شخصيات طرابلسية بتنظيم حفل غذاء على شرفه في المدينة، حضره حشد من الفعاليات الإجتماعية، وأحدث ضجة كبيرة نظرًا لحضور عدد كبير من الاشخاص كانوا حتى الأمس القريب يحسبون على فعاليات سياسية على خصومة مع المستقبل.
&
التواصل الشخصي مع المسؤولين
مصادر شمالية مواكبة للحراك الحريري، قالت لـ"ايلاف"، وفي اطار ردها على سؤال حول مغزى زيارات امين عام المستقبل للشمال، &"إن الحريري ورغم الإهتمام الكبير الذي يوليه للشمال وطرابلس، غير ان ليس هناك مغزى معين، فهو يعمل بالوتيرة نفسها في الجنوب وبيروت والبقاع وإقليم الخروب. ولهذه الغاية، فإن الشيخ احمد يتواصل بشكل شخصي مع مسؤولي التيار في البلدات والمدن للوقوف عند آرائهم ومتابعة شؤونهم دون اغفال الشخصيات غير الحزبية المؤيدة للخط الحريري".
&
فريق عمل شبابي
&هل ترتبط حركة الحريري بالإنتخابات البلدية، سؤال تجيب عليه المصادر بالنفي، وتضيف،" إعلان الحكومة اقامة الإنتخابات البلدية في موعدها تم منذ اقل من شهرين، بينما النتائج السياسية لحراك امين عام المستقبل التي تظهر اليوم هي ثمرة عمل دؤوب قام ولا يزال الى جانب فريق عمل شبابي يتوافق فكره مع أفكار الحريري".
وترى المصادر،" أن ما يقوم به الحريري يعيد التذكير بالمرحلة التي مر بها المستقبل مطلع الالفية الحالية، حيث تعرض وقتها الرئيس رفيق الحريري لشتى انواع المضايقات حتى جاءت انتخابات عام 2000 لتظهر اجتياحًا ازرق للمقاعد البرلمانية، لأن المستقبل ينطلق من نبض الشرائح الشعبية المؤيدة للاعتدال والوحدة".
&
سياسة المستقبل
وفي ردها على سؤال حول مدى ارتباط حراك المستقبل السياسي بالأموال، تنفي المصادر هذه المقولة، وتشير إلى أن الشخصيات التي تعمل على الأرض ليست بحاجة إلى اموال، بل الى قيادة سياسية تمثل الوجه الحقيقي للشارع كالاعتدال والمحبة، وهذه الميزة موجودة لدى المستقبل، وتضيف: "حتى في الموضوع الخدماتي، فإن أحمد الحريري يعمل وفق قاعدة (بدلاً من أن تعطيه سمكة علمه الصيد)، وبالأصل تيار المستقبل وتحديدًا الرئيس الشهيد قدم منحًا دراسية جامعية لآلاف الشبان والشابات في لبنان، وبات قسم كبير من هؤلاء يشغل مناصب كبيرة، وما يقوم به الحريري اليوم يتوافق مع هذه السياسة البعيدة كل البعد عن الإستقطاب والحشد مقابل الأموال، ولذلك بدأنا نرى نتائج مبشرة جدًا".
&