أرخى إعلان الرئيس الروسي سحب جزء كبير من قواته من سوريا بظلاله على المشهد في منطقة الشرق الأوسط.

جواد الصايغ: جاء الإعلان الروسي عن سحب جزء من القوة العسكرية التي إستقدمتها الى سوريا ليعيد خلط الأوراق ليس على الساحة السورية وحسب، بل على صعيد المنطقة ككل، وبالطبع تعتبر الساحة اللبنانية أولى المتاثرين بالتطورات الجارية في سوريا، وهو ما طرح السؤال عن إنعكاسات هذه الخطوة الروسية لبنانياً، وما ستشهده من تطورات لاحقة خصوصا في ظل ما يحكى عن إنسحاب لحزب الله من سوريا.

النظام السوري وصل الى مرحلة كان يخسر فيها كل شيء

من جهته يرى عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية سيرج داغر في حديث لـ"إيلاف" أنه من المبكر البدء بعملية تحليل إنعكاسات التطورات في سوريا على الساحة اللبنانية، والواضح أن الخطوة الروسية جاءت بالتنسيق مع الجانب الأميركي ، وما أتى الروس من أجله الى سوريا نفذوه فالنظام السوري وصل الى مرحلة كان يخسر فيها كل شيء فأتى الروسي بمهمة تثبيت النظام".

&ويضيف داغر: " أنه من المفروض أن تنتهي الأمور من خلال تسوية سياسية، لأن النظام في حال شعوره بأن لديه فائضاً من القوة سيرفض الدخول في المفاوضات وبالتالي جاء الإنسحاب الروسي ليدفع جميع الأفرقاء نحو الحل السياسي، ولكن الصورة لم تتوضح بعد كيف سيكون شكل النظام مركزياً او فدرالياً".

عودة قريبة لحزب الله من سوريا

وإذ يؤكد عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب أنه ستكون هناك إنعكاسات للتطورات السورية على لبنان، يدعو الى الإنتظار ريثما تتضح الأمور أكثر ونرى مدى إيجابيتها والمدة الزمنية التي ستستغرقها عملية الحل السياسي، ويأمل داغر أن تكون المعلومات عن عودة قريبة لحزب الله من سوريا صحيحة لأن الكل ينتظرها وفق قاعدة أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي".

كما يضيف:"لطالما وجهت أكثر من جهة الدعوات لحزب الله لتحييد لبنان عن الصراع السوري، ، مشدداً على ضرورة إقتناعه بتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، وإذ لا يستبعد داغر حدوث أي تطورات أمنية على الساحة اللبنانية لأن الحلول دائما ما تسبقها حالة من التوتر يلفت أننا لا نريد إطلاق التكهنات في هذا الإطار".

الإنسحاب الروسي جزء من الإتفاق مع الجانب الأميركي

وعلى المستوى الإستراتيجي يعتبر العميد المتقاعد الدكتور محمد عطوي في حديث لـ"إيلاف" أن "إنسحاب القوات الروسية الجوية يأتي في السياق الطبيعي، وعندما تقوم القوات الجوية بمهماتها فهي تكون أمام خيارين اما الإنسحاب نهائياً لعدم الحاجة اليها، أو البقاء بشكل مؤقت حتى إستكمال باقي المهمة بشكل كامل".

ويلفت العميد عطوي أنه ما زال هناك عدد من طائرات السوخوي من طراز 24 و35 و34، كذلك لا يزال هناك مستشارين لأسلحة الصواريخ أس 400.

مقدمة للحل السياسي

كما يرى عطوي انه "لم تعد هناك من حاجة لهذا العدد الكبير من الطائرات الروسية في المنطقة، يضاف الى ذلك أن الإتفاق الأميركي - الروسي قيد التنفيذ وهذا ما جرى الإتفاق عليه بين وزير الخارجية الروسي ونظيره الاميركي، وهو أيضاً كمقدمة للحل السياسي الذي يتم العمل عليه حالياً، ويصف وجود روسيا على الأرض السورية بالحلم، نظراً لما تشكله هذه المنطقة من أهمية إستراتيجية لروسيا وباقي دول العالم".
&