نصر المجالي: أكدت روسيا استعدادها للمساهمة في تعزيز قدرات الجيش اللبناني، معربة عن أملها في أن يتجاوز لبنان عمّا قريب أزمته السياسية، وشددت على ضرورة أن يحل اللبنانيون مشاكلهم بأنفسهم بمعزل عن التدخلات الخارجية.

وتحادث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاربعاء مع سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق وزعيم تيار (المستقبل) حول ملفات ثنائية وإقليمية مهمة.&

وقال بيان نشرته وزارة الخارجية الروسية إن لافروف والحريري "أعربا عن قلقهما المشترك من مستوى الخطر الإرهابي في لبنان، والذي لا يتراجع، إذ أكد الوزير الروسي في هذا السياق استعداد موسكو للمساهمة في تعزيز قدرات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية".

كما تبادل الطرفان الآراء حول تطورات الوضع في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، إذ أكد لافروف دعم موسكو لسيادة لبنان ووحدة أراضيه وشدد على ضرورة الاحتفاظ بالوئام بين مختلف الطوائف ومكونات المجتمع الإثنية عن طريق الحوار بين السياسيين اللبنانيين على أساس دستور البلاد بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.

الحدود السورية اللبنانية

وكان الحريري قال في مقابلة مع وكالة "انترفاكس" الروسية، إن الحكومتين الروسية واللبنانية تجريان اتصالات مكثفة حول المساعدة الروسية المحتملة في تشديد الرقابة على الحدود اللبنانية-السورية.

وأضاف أنه سبق لبيروت&وموسكو، أن أجرتا محادثات حول المساعدات العسكرية المحتملة، وأن الجانب اللبناني يرحب بأي مساعدات روسية.

كيان لبنان&

ومن جهته، قال لافروف: "تجري روسيا اتصالات دورية مع كافة القوى السياسية في لبنان، تشمل الحكومة، وزعماء مختلف التيارات السياسية. ويعكس هذا الموقف اهتمامنا الصادق بالحفاظ على أسس المجتمع اللبناني وكيان الدولة اللبنانية، ورغبتنا في أن نشهد في القريب تجاوز اللبنانيين الأزمة السياسية الداخلية التي عمّت بلادهم".

كما جدد لافروف التأكيد على موقف موسكو الثابت والمتمسك بضرورة أن يحل اللبنانيون كافة مشاكل بلادهم بأنفسهم &بلا تدخلات خارجية، مع الاحترام المطلق لسيادة البلاد ووحدة أراضيها واستقلالها.

وأضاف: "نأمل في أن يتمسك اللاعبون الخارجيون الآخرون بنفس المبدأ، بما يخدم توفير الظروف اللازمة لتجاوز الوضع الراهن" في لبنان.

وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان المشاورات التي يجريها زعيم تيار المستقبل مع ممثلي القيادة الروسية بشكل دوري، مشيرًا إلى اهتمامه بالاطلاع من الحريري على تقييمه للوضع الداخلي في لبنان والمنطقة.

من جهته، أكد الحريري على تقدير بلاده للدور الروسي في القضايا الإقليمية، وأعرب عن تمسكه بمواصلة التعاون مع موسكو في محاربة الإرهاب والرقابة على الحدود اللبنانية.

وفي الختام، أعرب الحريري عن أمله في هذه المناسبة، في أن تسهم مشاوراته مع لافروف في تسوية العديد من الأزمات التي يواجهها لبنان، ومنها التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني وشؤون بلدان المنطقة، الأمر الذي يحول إلى جانب عوامل أخرى دون انتخاب رئيس جديد للبنان.