للمرة الأولى&منذ 800 عام، قررت جامعة أوكسفورد إعفاء طلاب اللاهوت من دراسة المسيحية، وذلك نتيجة شكاوى بعضهم من غياب التنوع، فيما أصبح بإمكانهم أن يختاروا بين مواضيع مختلفة.

لندن: أُعفي طلاب اللاهوت في جامعة اوكسفورد من دراسة المسيحية خلال سنوات تحصيلهم العلمي في الجامعة لأول مرة منذ 800 سنة، وذلك بعد ان شكا بعض الطلاب من غياب التنوع في المادة، فيما أكد أكاديميون أن تغييرات تُجرى على دراسة اللاهوت لمواكبة التحولات التي تشهدها المعتقدات الدينية والثقافة في المجتمع البريطاني الأوسع.&

وسيكون بمقدور طلاب السنة الثانية في قسم اللاهوت ان يختاروا مواضيع منها "المقاربات النسوية إزاء الدين واللاهوت"، كما افادت مجلة التايمز المتخصصة بالتعليم العالي. &

واشار البروفيسور جوهانس زاكهوبر، استاذ اللاهوت التاريخي والمنهجي ورئيس قسم اللاهوت، الى ان بإمكان الطلاب أن يتجنبوا دراسة المسيحية ويختاروا بدلًا منها موضوعا مثل "البوذية في المكان والزمان"، لكنه استبعد ان يختار كثير من الطلاب تجاهل عناصر الديانة المسيحية كلها في دراستهم الجامعية.&

أصول مختلفة

وأُجريت هذه التغييرات بضغط من طلاب ومحاضرين، كما أوضح البروفيسور زاكهوبر قائلا: "نحن ندرك ان الذين يأتون للدراسة في اوكسفورد ينتمون الى اصول مختلفة ولديهم اهتمامات مختلفة بصورة مشروعة، وهم ينتمون الى مكونات محترمة من مكونات بريطانيا". &

وقال البروفيسور زاكهوبر انه "إذا كان المنهج الدراسي المقرر جامدًا سيكون هناك تناشز متزايد بين ما يفعله المحاضرون في وقت بحثهم وما يتعين عليهم تدرسيه، والدافع الرئيسي للتغيير في اللاهوت والدين هو التغير الدراماتيكي الذي حدث في طريقة النظر الى الدين وممارسته في بريطانيا". &

ونوه الأكاديمي زاكهوبر بانحسار هيمنة كنيسة انكلترا ولكن الدين نفسه لم يختفِ، وقال: "نحن نريد ان نقدم للطلاب ما يثير اهتمامهم وهذا تغيَّر الى حد بعيد في السنوات الثلاثين الماضية".

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن متحدث باسم جامعة اوكسفورد قوله "إن المسيحية ما تزال إلزامية في السنة الأولى من المنهج، بل هناك في الحقيقة موضوعان الزاميان فيه، ولهذا فان جميع طلاب اللاهوت سيدرسون المسيحية".&

إزالة آثار الكولونيالية

واكد المتحدث "ان المسيحية ما تزال جزءًا كبيرًا من المنهج في السنة الثانية والثالثة، ومن المستبعد ان يتوجه الطالب الى خيارات لا تغطي المسيحية في هذه السنوات". &&

من جهة اخرى قال بينجامين تومسون، استاذ تاريخ القرون الوسطى في جامعة اوكسفورد، إن تغيرات مماثلة حدثت في مناهج التاريخ، واكد في تصريح لمجلة التايمز المتخصصة بالتعليم العالي "ان هذه التغييرات هي ما يريده الطلاب لأن عالما أكبر يؤثر فينا"، واضاف: "ان المثال الأشد وضوحًا هو صعود الاسلام المتطرف أو أداء الاقتصاد الصيني". &

واشار تومسون الى إزالة آثار الكولونيالية من المنهج بالارتباط مع المطالبة بإزالة تمثال سيسيل رودس والسجال الذي اثاره، وأورد على سبيل المثال دراسة فارس من فرسان القرون الوسطى قائلا إن بامكان الطالب "ان يتناول ملبسه وينسب اصوله الى طرق الحرير في الشرق الأقصى، بدلًا من النظر الى التاريخ بمنظار انكليزي". &