إيلاف من دبي: قد يعتقد البعض أن عنوان هذا التقرير يحمل كلمات ويتحدث عن أماكن وشخصيات لا علاقة بينهم، ولكن ما لا يعلمه البعض أن دبي كانت على علاقة بعالم الفن والثقافة منذ سبعينيات القرن الماضي.

فقد تواصلت الاتصالات بين عبدالحليم حافظ ونزار قباني بين القاهرة ودبي ليتم الاتفاق في النهاية على تعديل بعض من كلمات وأبيات القصيدة الشهيرة "قارئة الفنجان"، والتي كانت بعض ابياتها الأصلية تقول في سنة 1976:

حبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود

والقصر كبير يا ولدي وكلاب تحرسه وجنود

من حاول أن يدخل حجرتها يا ولدي مفقود مفقود&

واتفق حليم والملحن الموجي على تغيير بعض كلماتها.&

وهذا موقف من عشرات المواقف التي يجهلها البعض، وهو ما يتنافى مع الصورة الذهنية لدبي باعتبارها مدينة ناطحات السحاب التي أبهرت العالم في العقد الأخير.

فقد كانت إمارة آل مكتوم تشق لنفسها طريقًا مع القاهرة وبيروت، كواحدة من واحات الثقافة والفنون، فضلاً عن التجارة والأعمال. وفي الوقت الذي كانت تفوح فيه رائحة القاهرة والشام في أغاني حليم وقصائد نزار فإنه من حق دبي أن نشم بعضًا من رائحتها في "قارئة الفنجان".

وفي لحظة حرجة ومناسبة لدبي، وسط أزمات بعض الدول العربية، اختطف مطار دبي الجديد سنة 1973، مع بزوغ تكوين دولة الإمارات، لحظات تاريخية بتحويل مسار الطائرات إلى دبي كحلقة وصل بين الشرق والغرب، وهذا سبب تدفق بعض الفنانين والمثقفين على الإمارة الناهضة التي أصحبت بالنسبة لهم رئة ثالثة مع القاهرة وبيروت.