عقدت الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض اجتماعاً بدأ صباح اليوم الاثنين وانتهى بعد الظهر، وقررت تأجيل المفاوضات بعد ما قالت إنه "دراسة مستفيضة لعدم وجود أي تقدم للمسار الإنساني ولما تتعرض له الهدنة من اختراقات وصلت إلى هجوم وحشي من قبل النظام وحلفائه على حلب وحمص والرستن ومناطق أخرى، ما يجعل الهدنة في حكم المنتهية".
&
وقالت الهيئة &في بيان أعلنه أعضائها لـ"إيلاف" إن ملف المعتقلين لا يزال معلقاً وقد زاد عدد المعتقلين بدل أن يتم الإفراج عنهم، وقد رأت الهيئة أن استمرار المفاوضات في هذه الطروف التي تزداد فيها معاناة شعبنا، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالية، يبدو عبثاً. فلابد من مراجعة جادة".
&
وأشار البيان الى أن "قرار التأجيل ليس تعليقاً للمفاوضات وليس انسحابا منها .. لكنه فرصة أمام الآخرين لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 وللاستجابة للموضوع الأساس وهو تشكيل هيئة حكم لا دور للأسد فيها".
&
اشتعال الجبهات
&
وقال الاعلامي السوري علي سفر لـ"إيلاف" إن تقدير الموقف يرجع إلى المتفاوضين لأنهم هم الذين يخوضون في مجريات الأمر".
&
&ولكنه اعتبر أن السؤال: "ما معنى العملية السياسية في ظل القصف اليومي الذي لم يتوقف، وفي ظل عدم السماح للمساعدات ان تصل كما يقتضي القرار الأممي و ما معنى انتظار رضوخ النظام لمسار الحل السياسي بينما ثمة عشرات أو مئات الآلاف من السوريين معتقلين في سجونه؟ هذه اسئلة رجل الشارع، وأعتقد أنها يجب أن تؤخذ بالحساب قبل أي قرار".
&
ورأى "أن الروس يحاولون التلاعب بمضامين الخطة الدولية، والأميركيون لا يتقدمون اي خطوة في الضغط باتجاه تحقيق اوليات الحل، والمعارضة السياسية لا تمتلك حلا سحريا، وبالتالي فاننا امام احتمال كبير باشتعال الجبهات كلها.".&
&
غير مقبول
&
من جانبه أجلّ رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية مؤتمرا صحافيا كان يعد له اليوم خارج اروقة الامم المتحدة وفي فندق في جنيف حتى الغد ما اعتبره محللون مهلة جديدة للأمم المتحدة بتصحيح مسار التفاوض.
&
وقال حجاب اليوم الاثنين إنه "غير مقبول" أن تستمر محادثات السلام في جنيف إذا لم ترفع الحكومة وحلفاؤها الحصار وتتوقف عن قصف المناطق المدنية.
&
وأضاف في تغريدة على حسابه على موقع تويتر "غير مقبول أن نستمر بالتفاوض والنظام يصر وحلفاؤه على انتهاك حقوق الشعب ومخالفة القانون الدولي".
&
فيما قال كبير المفاوضين محمد علوش على حسابه الشخصي في "تويتر" الأحد: "لا ترقبوا في النظام ولا تنتظروا منه رحمة، فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان".
&
وأضاف: "نحن معكم جميعاً، ولن نقبل بأي تنازل عن أهداف الثورة، أنا شخصيا مؤيد لأي موقف تجمع عليه الفصائل مهما كان هذا الموقف، اتفقوا على موقف وأنا خادم لكم".
&
كما ردّ علوش على بيان حركة أحرار الشام الإسلامية الذي قالت فيه إنها خارج المفاوضات منذ انسحابها من مؤتمر الرياض، حيث قال علوش إن الحركة موجودة في غرفة بممثل يتم إطلاعه على كل التفاصيل مع بقية الفصائل واستشارته.
&
وكانت حركة أحرار الشام الإسلامية أكدت" أنها لم تحضر أي جولة من جولات المحادثات في جنيف، وأن الحل في سوريا ما زال حلا عسكريا – سياسيا ، وفصل المسارين خطأ كبير"، ودعت جميع الفصائل الثورة والفعاليات المدنية إلى التكاتف والتمسك بمطالب الثورة.
&
ثوابت الثورة
&
وكانت الفصائل الثورية المسلحة في سوريا طالبت الهيئة العليا للمفاوضات الانسحاب من المفاوضات في حال عدم تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالثورة، كما طالبت الهيئة بالالتزام بتحقيق ثوابت الثورة، والمهنية في التعاطي الإعلامي تجاه المستجدات، وإجبار ديمستورا على السير في طريق الوفاء بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مؤكدة دعمها للهيئة ما دامت ملتزمة بثوابت الثورة وأولها إسقاط النظام بكل مؤسساته ورموزه.
&
وأكدت الفصائل الثورية المسلحة في سوريا في بيان ، عمّمته صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أنها "تؤمن أن الحل السياسي في الثورة السورية ﻻ بد وأن يبقى متلازماً مع الخيار العسكري، ومن هذا المنطلق فقد دعمت مؤتمر الرياض وقراراته وبالتالي الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة منها.
&
ولفت البيان إلى أن دعم الفصائل الحل السياسي في الثورة السورية كان مرهونا بتحقيق ثوابت الثورة، مع رفض مطلق للتنازل عن أي منها، وخصوصاً رحيل بشار الأسد ونظامه المجرم بكل مؤسساته الإجرامية، وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالثورة السورية وقد قطعت الوعود الدولية والأممية بتنفيذ تلك القرارات، واستجابة للوعود الدولية وافقت الفصائل على (هدنة موقتة) والالتزام بها بشكل كامل على الرغم من خرق النظام المجرم وحلفائه الروس والإيرانيين وميليشياتهم تلك الهدنة أكثر من ألفي خرق، دون أي استنكار أو ضغط من رعاة المفاوضات ودعاة الحل السياسي.
&
وطالبت الفصائل الثورية المسلحة في سوريا الهيئة العليا للمفاوضات الالتزام بتحقيق ثوابت الثورة واتخاذ مواقف حاسمة تجاه ما يطرح من أنصاف الحلول التي يروج لها حلفاء النظام والمبعوث الأممي ستيفان دي مستورا والتي تفضي بالنهاية إلى إعادة إنتاج النظام المجرم. وطالبت أيضا الهيئة والوفد المفاوض التزام معايير الضبط الإداري والتنسيق بين أعضاء الهيئة في المواقف والقرارات والمهنية في التعاطي الإعلامي تجاه المستجدات.
&
وأكدت الفصائل رفضها المطلق تحركات المبعوث الأممي التي تنطوي على ما أسمته "انحيازا تاما إلى جهة النظام المجرم وحلفائه، وأكدت الفصائل الوقوف في وجه مخططات دي مستورا وإجباره على السير في طريق الوفاء بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
&
كما أكدت التزامها دعم الهيئة ما دامت ملتزمة بثوابت الثورة المجيدة وأولها إسقاط النظام المجرم بكل مؤسساته ورموزه، داعية الهيئة إلى اتخاذ موقف حاسم مما تبديه معظم الدول المعنية بالثورة من مواقف تفضي إلى تضييع حقوق الشعب السوري وتعويم النظام المجرم ومؤسساته الإجرامية، فإما تطبيق للقرارات الدولية ذات الصلة بالثورة وإما اتخاذ موقف بتعليق المشاركة في المفاوضات المزعومة أو الانسحاب منها.