تمكن حيوان قارض من تعطيل أكبر معجل للجسيمات في العالم بقضم اسلاك تربط الآلة العملاقة بمحولة كهربائية ذات 66 الف فولت.
 
وصُمم صادم هادرون الكبير الذي يعمل في اطرف مدينة جنيف لمحاكاة الانفجارات التي اقترنت بنشوء الكون على نطاق مصغر ولكن العمل أُوقف في الآلة التي تطلق جسيمات بسرعة خارقة في نفق طوله نحو 28 كلم تحت الأراضي السويسرية لتصليح العطل. 
 
ومن المتوقع ان يبقى الصادم الذي اكتشف جسيم هيغز في تموز/يوليو 2012 عاطلا لمدة اسبوع يجري خلالها استبدال الأسلاك التي قضمها حيوان خز الزان وهو من الثدييات ينتمي الى فصيلة العرسيات. كما تشمل التصليحات إزالة أي مخلفات تركها خز الزان وراءه.
 
وقالت المنظمة الاوروبية للأبحاث النووية في تقرير داخلي عن الحادث ان سبب تآكل الاسلاك التي تربط المحولة بالمعجل حيوان قارض من النوع المحلي. وخلص التقرير الى ان الاسبوع لم يكن من الاسابيع المثمرة في عمل صادم هادرون الكبير. 
 
ويعيد الحادث التذكير بما حدث في عام 2009 عندما قُطع التيار الكهربائي عن احدى منشآت التبريد متسبباً في ارتفاع حرارة الصادم. وأُلقيت المسؤولية على طائر القى قطعة خبز سقطت من منقاره على احد المكثفات المربوطة بمصدر الطاقة الذي يمد الصادم بالكهرباء. 
 
ومن المقرر ان يعمل صادم هادرون الكبير بطاقته القصوى في الاسابيع المقبلة بعد ان أمضى المهندسون اشهر الشتاء على تهيئته. وحين يعود المعجل الى العمل سيطلق بروتونات تتصادم فيما بينها بسرعة تقرب من سرعة الضوء بأمل العثور على أدلة تؤكد وجود المادة الداكنة وجسيمات اخرى يُعتقد انها تنقل قوة الجاذبية.
 
وصادم هادرون الكبير ليس أول معجل في مختبرات المنظمة الاوروبية للأبحاث النووية يتعطل نتيجة حوادث غريبة. ففي عام 1996 تعين تفكيك "صادم الكترون ـ بوزيترون الكبير" سلف صادم هادرون الكبير بعد توقفه عن تمرير حزم الجسيمات عبر انابيبه. وبعد ادخال كاميرات في الانابيب التي تمر فيها الجسيمات بطاقة عالية اكتشف المهندسون ان سبب العطل قنينتا بيرة فارغتان. 
 
ولكن هذه الحوادث كلها تبدو هينة بالمقارنة مع ما حدث بعد ايام على تشغيل صادم هادرون الكبير عندما اطلق ماس كهربائي في الآلة شرارة ضخمة أدت الى انفجار غاز الهليوم في النفق. وظل الصادم عاطلا أكثر من سنة.