وقع قادة عالميون اجتمعوا في لندن يوم الخميس على إعلان لمواجهة الفساد، بينما أعلنت بريطانيا على لسان رئيس حكومتها ديفيد كاميرون، مضيف القمة، عن إجراءات مشددة غير مسبوقة لوقف تدفق الأموال القذرة إلى قطاع العقارات في المملكة المتحدة.

نصر المجالي: افتتح رئيس الوزراء البريطاني ‏الخميس قمة مكافحة الفساد الدولية في قصر (لانكاستر هاوس) في العاصمة لندن، حيث وقع القادة على أول إعلان عالمي ضد الفساد.&

وينص الإعلان على التزام ‏الموقعين عليه العمل سوياً ضد الفساد، والاعتراف بأن الفساد يقوض الجهود الرامية لمكافحة ‏الفقر، ونشر الرخاء ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتصدي للفساد أينما وجد، وملاحقة ‏ومعاقبة مرتكبيه أو مسهليه أو المتآمرين مع هؤلاء.‏

التصدي للارهاب&

وأكد رئيس الحكومة البريطانية أن الانتصار في المعركة ضد الفساد "لا يتم بين ليلة ‏وضحاها، ويتطلب وقتًا وشجاعة وعزمًا"، مضيفًا "معًا نضع مكافحة الفساد حيث يجب أن ‏تكون في صدارة الأجندة الدولية".‏

وقال كاميرون إن التصدي للفساد ضروري لـ "التصدي للتطرف". وجاءت القمة كجزء من جهود موسعة لكاميرون لتزعم مبادرات أوسع للتصدي للتطرف.

وتأتي القمة في أعقاب نشر ما يعرف باسم "أوراق بنما"، التي تكشف عن الوسائل التي يلجأ إليها آلاف الأثرياء والشركات الكبرى والشخصيات الشهيرة في العالم للتهرب من سداد التزاماتهم الضريبية.

اجراءات بريطانية

وقالت الحكومة البريطانية إن الشركات الأجنبية التي تمتلك عقارات في لندن يجب أن تعلن عن اصولها في لندن بصورة عامة في محاولة للقضاء على غسيل الأموال.

&

جانب من قمة لندن في قصر لانكستر الخميس

&

وقال كاميرون: "المفتاح الرئيسي هو وجود شفافية أكبر. ويمكن رؤية بلاد تلتزم بتبادل المعلومات الضريبية، وتبادل المزيد من معلومات الملكية، وللمرة الأولى في حالة بريطانيا وبعض الدول الأخرى، وجود سجل للملكية يدون فيه من يمتلك ماذا، وإتاحته علنًا حتى يمكن للآخرين التحقيق فيه".

وقال كاميرون للصحافيين بعد حضور وفود من نحو 40 دولة، بينهم 11 رئيس دولة، للقمة: "لقد اجتمع العالم اليوم في اكبر حشد للإرادة السياسية نشهده منذ سنوات عديدة".

ومن جانبه، قال جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، إن الفساد يهدد الدول لأنه يغذي الجريمة والإرهاب: "الفساد، بخط عريض، عدو لأنه يدمر الدول كما يفعل التطرف الذي نحاربه".

وقال كاميرون إن الناس في البلدان النامية يريدون العدل كما يريدون الماء النظيف والرعاية الصحية.

سجل للشركات&

وقال داوننغ ستريت إن خطة كاميرون لإنشاء سجل للشركات الأجنبية التي تمتلك عقارات في بريطانيا يجب أن تشمل الذين يمتلكون بالفعل عقارات في بريطانيا، والذين يسعون لامتلاك عقارات فيها، وذلك في محاولة للتصدي لعمليات غسيل الأموال.

ويتعين على الشركات التسجيل في نظام جديد حال امتلاكها لعقارات أو المنافسة على التعاقدات الحكومية.

وأضاف مكتب رئيس الحكومة أن السجل يعني أن "الأشخاص والدول الفاسدين لن يمكنهم بعد ذلك نقل أو غسيل الأموال غير المشروعة وإخفاء أموال غير مشروعة عن طريق سوق العقارات في لندن ولن يستفيدوا من أموالنا العامة".

وبإنشاء هذا السجل "لن تتمكن الشركات والأفراد الفاسدين من غسل، أو إخفاء الأموال المنهوبة داخل سوق العقارات في لندن، ولن يستفيدوا من نظام التمويل العام".

مئة الف عقار

وحسب رئاسة الوزراء البريطانية، تمتلك الشركات الأجنبية حوالي مئة ألف عقار في انكلترا وويلز، أكثر من 44 ألفًا منها في لندن وحدها.

ويشار إلى أنه خلال قمة الخميس أعلن كاميرون عن انضمام بعض الأراضي التابعة للمملكة المتحدة خارج حدود بريطانيا، و33 دولة أخرى، إلى نظام إداري موحد يقضي بمشاركة سجلاتهم لممتلكات الشركات، وغيرها من المعلومات بحيث تكون متاحة للشرطة.

كما أعلن عن خطط لمركز التنسيق ضد الإرهاب في لندن، والمزيد من العقوبات للمسؤولين الذين يفشلون في منع الرشوة وغسيل الأموال داخل شركاتهم.