نصر المجالي: قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اجتماع القوى الدولية في فيينا الثلاثاء إن المملكة تعتقد أنه كان ينبغي الانتقال إلى خطة بديلة منذ فترة طويلة، بشأن الأزمة السورية.&

وأضاف أن خيار الانتقال لخطة بديلة وخيار تكثيف الدعم العسكري للمعارضة بيد نظام الأسد وإنه إذا لم يستجب لاتفاقات المجتمع الدولي فسيتعين حينها دراسة ما يمكن عمله.

وخلصت اجتماعات في العاصمة النمسوية&فيينا من اجل دعم السلام في سوريا الى ان مفاوضات السلام المرتقبة ستستبعد اي طرف من اطراف الصراع السوري يخرق الهدنة. كما دعت فصائل المعارضة السورية إلى التنصل من تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" جغرافيا وأيديولوجيا.

موعد أغسطس&

وكان دبلوماسيون يرافقون وزير الخارجية الأميركي جون كيري في فيينا قالوا: "إن واشنطن لا&تزال مصممة على رحيل الأسد، على أن يتم بحث كيفية الوصول إلى تحقيق ذلك قبل شهر أغسطس".
وبعد الاجتماعات، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الثلاثاء، بداية شهر أغسطس المقبل موعدا مفترضا لبدء المرحلة الانتقالية في&سوريا، قائلا إن مجموعة دعم سوريا ستقصي منتهكي الهدنة عن محادثات السلام التي تجرى في العاصمة النمسوية.

لكن الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه كل من إيران وروسيا، لم يظهر إلى الآن أي بوادر على قبوله الرحيل عن الحكم، في الوقت الذي لا تزال قواته تحارب من أجل استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها بسبب الحرب.

وانضمت أستراليا وإسبانيا وكندا خلال اجتماعات فيينا إلى مجموعة دعم سوريا التي كانت تضم سابقا كلا من روسيا والولايات المتحدة ومصر والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والعراق والأردن ولبنان وعمان وقطر والسعودية وتركيا والإمارات. كما حضر الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

آلية مشتركة

وتلا وزير الخارجية الأميركي البيان في المؤتمر الصحافي في أعقاب الاجتماع الذي عقده بجانب نظيره الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا البيان الختامي، الذي كشف عن اتفاق روسي- أميركي على استحداث آلية مشتركة للتعامل مع المتمادين في خرق الهدنة بالإضافة إلى آلية لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة جوا بالاعتماد على جهود برنامج الغذاء العالمي.

وتعهد كيري، خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا المنعقد في&فيينا، بوقف إطلاق نار شامل و"دفع الأطراف لتثبيت هذا الموقف"، مطالبا "جميع الأطراف"، التي لم يسمها&بعينها، للابتعاد بنفسها عن داعش وجبهة النصرة.

وفي ما يتعلق بوضع الرئيس السوري بشار الأسد قال إنه "انتهك القرار الدولي الخاص بسوريا. ولا يمكن له أن يهاجم حلب ويبرم صفقات مع داعش. لدينا خيارات كثيرة للتعامل مع الأسد إن لم يلتزم بالحل السياسي".

ايصال المساعدات&

وشدد قائلا: "يجب استئناف إيصال المساعدات إلى دوما وداريا وعربين ومناطق أخرى دون أي تباطؤ أو وضع عراقيل". وأشار جون كيري إلى أن المجموعات الدولية دعت لبدء إلقاء المساعدات على المدن السورية.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن اللجوء للعقوبات على النظام السوري يعقد الأوضاع خاصة الإنسانية، معربا عن دعم بلاده لاتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا.

وأضاف "روسيا تحارب التنظيمات الإرهابية في سوريا وفقا لقرارات الأمم المتحدة. لا ندعم الأسد لكننا ندعم الجيش في مواجهة الإرهاب"، مشددا على ضرورة محاربة داعش على الحدود التركية السورية.

وأوضح لافروف أن مجموعة دعم سوريا أكدت خلال اجتماعها القاعدة المتفق عليها للتسوية السورية بكاملها دون حذف أي بند منها، موضحا أن الحديث يدور عن الاتفاقات السابقة للمجموعة وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2218 و2254 و2268.

فصائل متشددة

وشدد لافروف على أن موسكو تتنظر من جميع أعضاء مجموعة دعم سوريا الاستفادة من تأثيرها على فصائل المعارضة السورية من أجل دفعها للتنصل من "جبهة النصرة" التي تأخذ وجوها مختلفة وتعقد تحالفات منفصلة مع فصائل مسلحة متنوعة سبق لها أن انضمت إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية، لكنها لا تلتزم بهذا الاتفاق إلا حينما يروق لها ذلك، قائلا: " إنهم يخرجون من هذا الاتفاق بشكل موقت، ومن ثم يعودون إليه".

واستطرد قائلا: "إننا نأمل في الوفاء بالالتزامات التي أخذتها الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى على عاتقها والمتعلقة بدفع المعارضة المتزنة غير المتطرفة للتنصل من جبهة النصرة، بما في ذلك التنصل جغرافيا".

أما المبعوث الدولي إلى روسيا ستيفان دي ميستورا فقال إنه "غير قادر على تحديد موعد لاستئناف جولة المحادثات السورية المقبلة"، مشيرا إلى أنه لم يتم الاتفاق بعد على موعد استئناف المحادثات، "لكن لا يمكن الانتظار طويلا"، على حد قوله.