استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر السلام بجدة، الأحد، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والوفد المرافق له. وجرى خلال الاستقبال بحث أوجه التعاون بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة،.

جدة: استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وزير الخارجية الأميركي جون كيري صباح اليوم في قصر السلام&في جدة، في حضور وزير الخارجية عادل الجبير ومسؤولين آخرين يرافقون نظيره الاميركي. وفي بداية اللقاء، شكر كيري العاهل السعودي على التعاون مع الولايات المتحدة في ملفات عدة، متحدثا عن مبادرات جديدة.

وإلى ذلك، عقد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اجتماعاً مع كيري جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تنسيق التعاون المشترك في عدد من المجالات خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب. وجاء ذلك خلال استقبال ولي العهد في مكتبه بقصر السلام في جدة، الأحد، لكيري والوفد المرافق له.

كما جرى خلال الاجتماع بحث آخر تطورات الأحداث في المنطقة وموقف البلدين الصديقين منها.

واوضح مسؤولون اميركيون ان اللقاء مع العاهل السعودي يركز على اجتماعين، يعقدان الاثنين والثلاثاء في فيينا، لبحث ملفي ليبيا وسوريا. وسيخصص الاجتماع حول ليبيا الاثنين لبحث دعم حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي تحاول اعادة تنظيم القوات المسلحة المفككة بين سلطتين متنازعتين في شرق البلاد وغربها.

اما الاجتماع، الذي يعقد الثلاثاء برئاسة كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، لمجموعة الدعم الدولية لسوريا، فيخصص لبحث سعي المجموعة الى تثبيت وقف هش للاعمال القتالية بين نظام الرئيس بشار الاسد، المدعوم من روسيا وايران، والمعارضة المسلحة المدعومة من دول عدة، منها الولايات المتحدة والسعودية. كما تأمل المجموعة التي تضم 17 دولة في "ضمان وصول المساعدات الانسانية الى كل انحاء البلاد وتسريع العملية الانتقالية السياسية" بحسب ما افادت الخارجية الاميركية هذا الاسبوع.

رهان على التعاون
هذا ويحاول كيري في الأسبوع المقبل إيجاد أفضل صيغة لوقف الحرب المدمرة في الشرق الأوسط، من وقف لإطلاق النار إلى إيصال المساعدات الإنسانية وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، لكن استراتيجية واشنطن باتت تتعرّض أكثر فأكثر للانتقادات.

ويراهن كيري، الذي تدعم بلاده المعارضة السورية، منذ اشهر، على تعاون الولايات المتحدة وروسيا حليفة دمشق، لإسكات الأسلحة وإغاثة ملايين السوريين، وايجاد تسوية سياسية بين النظام ومعارضيه.

جولة أسبوعين
ومع نظيره الروسي سيرغي لافروف، يتولى كيري رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي وضعت في نهاية 2015 في فيينا خارطة طريق للخروج من الازمة. وصادق عليها قرار دولي في ديسمبر.

ويبدأ كيري في نهاية الاسبوع جولة جديدة في العالم، تستمر اسبوعين، في اطار جهود الخارجية في الاشهر الماضية لتسوية هذا النزاع. وسيزور اولًا السعودية، التي تدعم المعارضة السورية، قبل العودة الثلاثاء الى فيينا لاجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا.

وستسعى المجموعة، التي تضم 17 بلدًا وثلاث منظمات دولية - منها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وايران والاتحاد الاوروبي - الى "ترسيخ وقف الاعمال القتالية (...) وضمان وصول المساعدات الانسانية الى كل انحاء البلاد وتسريع العملية الانتقالية السياسية"، بحسب الخارجية الاميركية.

تجميد مباحثات السلام&
لكن بحسب المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي، "فإن الامور في سوريا لا تسير كلها في الاتجاه الصحيح". ودان المسؤول الاميركي منع الخميس دخول قافلة انسانية الى مدينة داريا المحاصرة، و"التهديد" بانهيار وقف اطلاق النار، وعدم احراز عملية السلام السورية المجمدة حاليًا في جنيف "اي تقدم يذكر".

وقال كيربي: "ما زال امام المجموعة الدولية الكثير من العمل". وفي نظر باريس، "يجب تسريع وتكثيف الجهود" اولًا لتشكيل في الاول من اغسطس هيئة سياسية انتقالية سورية، كما نص قرار للامم المتحدة. ورغم غياب توافق حول مصير الرئيس بشار الاسد، يبدو هذا الاستحقاق بعيدًا اكثر فاكثر بالنسبة الى الدبلوماسيين الغربيين في واشنطن.

لا خطة بديلة
كما كان كيري اعرب عن استيائه عندما تحدث قبل اسبوعين عن "خطة ب" غامضة اميركية لانهاء النزاع. لكن لم يكشف ابدًا عن أي معلومات ملموسة.&وقال جيمس جيفري السفير السابق في ادارة جورج بوش الابن الجمهورية "في الواقع ليست هناك خطة ب لسوريا". واضاف: "الاسوأ هو ان الروس يحققون انتصارات باسم سوريا وايران".

ومنذ مارس 2011 اوقع النزاع في سوريا اكثر من 270 الف قتيل، وساهم في تهجير الملايين، وسبب ازمة انسانية كبرى في المنطقة واوروبا. ورفض باراك اوباما، الذي يشكك في التدخلات العسكرية، مشاركة كبيرة للقوات المسلحة الاميركية في حرب أخرى في الشرق الاوسط. وفضل الرئيس الاميركي اللجوء الى الدبلوماسية، رغم انه شكل في صيف 2014 تحالفًا دوليًا بقيادة واشنطن، لقصف "جهاديي" تنظيم الدولة الاسلامية.

وانتقده الجمهوريون لغياب استراتيجية في سوريا. لكن مع اقتراب نهاية ولايته في ديسمبر بدأت الانتقادات تنهال عليه داخل معسكره. وقال الدبلوماسي فيليب غوردن، الذي ترك قبل عام مهامه كمستشار للبيت الابيض للشرق الاوسط، "إن مقاربتنا منذ سنوات غير مجدية، ولن تكون مجدية على الارجح".

تأجيل الإطاحة
واوصى غوردن الخبير في مركز الدراسات "كاونسل اون فورن ريلايشنز"، والقريب من المرشحة الديموقراطية الى البيت الابيض هيلاري كلينتون، بـ"تأجيل مسألة" رحيل الرئيس الاسد التي تنقسم حولها الدول الكبرى في العالم والمنطقة.

وقال الدبلوماسي الاميركي: "لن نتفق على هذه النقطة، لا مع النظام ولا مع الروس، ولا مع الايرانيين. والاستمرار في جعل هذه النقطة شرطًا مسبقًا لوقف النزاع افضل وسيلة لإطالة امده".