حملت محادثات فيينا الأخيرة التي اختتمت أواخر الأسبوع الماضي المزيد من الاحباط للسوريين نتيجة فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في تحديد موعد للعودة الى طاولة المفاوضات، وبالتالي تحقيق انفراج ما في الأزمة المستمرة منذ سنوات.

إيلاف من لندن: اعتبر محمد طه، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، أن تصريحات الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا الأخيرة تحمل ثلاثة عناوين ما بين التفاؤل والضرورة وعدم الامكانية، وذلك وسط عجزه عن تحقيق أي اختراق في ملف المفاوضات والحل السياسي.

ولفت في تصريحات لـ"ايلاف" الى أنها ثلاثة عناوين متناقضة بشكل كامل، وهي ما اتسمت به عناوين تصريحات دي ميستورا الأخيرة، وأضاف: "بالعناوين نفسها يمكننا عنونة تصريحاته منذ توليه مهمته كمبعوث للأمم المتحدة العاجزة مثله عن تقديم رؤية تطابق تطلعات الشعب السوري وتوصف الأمور بمسمياتها، دون الاعتماد على لغة دبلوماسية تداعب خواطر الأطراف الدولية اللاعبة في الملف السوري ومن خلفها النظام الاسدي".

وأشار الى أن دي ميستورا صرح بإمكانية استئناف المحادثات، وشدد على ضرورة عقدها بأقرب فرصة كي "لا تفقد الزخم".

تناقض

وأضاف: "لا نعلم من أين جاءه هذا التفاؤل والجميع يرى الوضع المأسوي المتفاقم في سورية وانسحاب هيئة التفاوض وتصريحات الكبار والنظام يدفع للجزم بسذاجة تفاؤله الذي حاول استخدامه في لغته الدبلوماسية التي خانته بشدة هذه المرة؟".&

وتابع: "لا نعلم عن أي زخم يتحدث والجميع يشاهد ويتابع المفاوضات منذ جنيف1 ويرى أن لا تقدم يذكر وكل ما يتم هو الاستماع للأطراف المتناقضة وكل ما تم يدفع للإحباط". أما الضرورة التي يتحدث عنها الموفد الأممي فاعتبر طه أنها "ربما ضرورة لمهمته ولكن في ظل عدم التزام الجميع بالأرضية المتفق عليها للتفاوض وتحقيق حقيقي للهدنة وايصال المساعدات وحل ملف المعتقلين وغيره من الملفات".

وقال: "تبقى هذه الضرورة فاقدة لمعناها اللفظي والعملي. والسيد دي ميستورا يناقض نفسه بنفسه عندما يصرح محذّرا من أنه لا يمكنه الدعوة الى استئناف المحادثات التي تتوسط فيها الامم المتحدة في جنيف في حال استمر القتال، وفي ذلك اعتراف منه بفشل الهدنة التي يتغنى بها والتي يعتبرها سببا من اسباب تفاؤله، ليختم بعبارة تندر بها الكثير من الناس على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث قال إن على المفاوضين أن يأخذوا في الاعتبار أن شهر رمضان سيبدأ بحلول السادس من يونيو".

وأشار طه الى أن كل هذا التناقض في تصريحات دي ميستورا يعكس "الشلل الكامل لمنظمة الامم المتحدة والمجتمع الدولي معها في ظل تحكم الدول الكبرى، حيث كل حسب مصلحته بهذه المؤسسة الدولية، فالروس يستمرون في دعم النظام المجرم، &والولايات المتحدة تستمر في غيابها عن اية رؤية واضحة للملف وغياب أية سياسة حقيقية فيه، وباقي اللاعبين يدورون في هذا الفلك المظلم، فيما يستمر الشعب السوري في دفع ثمن خروجه مطالبًا بحقوقه وكرامته".

اطلاق المحادثات

وكان دي ميستورا أعرب الأربعاء الماضي في فيينا عن تفاؤله بإمكانية استئناف محادثات السلام السورية المعلقة، إلا أنه شدد على ضرورة عقدها "في أقرب وقت" لتجنب ما أسماه "فقدان الزخم".

جاءت تصريحات دي ميستورا غداة فشل المحادثات بين الدول الكبرى في فيينا بتحقيق أية نتيجة واضحة لحل الأزمة المستمرة منذ خمس سنوات حيث في ختام اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا تعهد المشاركون تعزيز وقف إطلاق النار الهش في البلاد التي مزقتها الحرب، وإيصال المساعدات الإنسانية، فيما أخفقت المجموعة في تحديد موعد جديد لاستئناف محادثات السلام.

دي ميستورا اعتبر رغم كل هذا المشهد أن "هناك أملاً"، بمعزل عن التقدم البطيء. وقال: "أشعر براحة كافية لأوضح للشعب السوري والمجتمع الدولي أنه يمكننا إعادة إطلاق المحادثات، لأنه من الواضح أن ليس هناك حل عسكري"، في حين كان قد حذر من أنه لا يمكنه الدعوة الى استئناف المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف في حال استمر القتال.

وأضاف: "لكن نحن في حاجة إلى القيام بذلك في أقرب وقت، ليس في وقت متأخر، وإلا سنفقد الزخم"، وأوضح أن على المفاوضين أن "يأخذوا في الاعتبار" أن شهر رمضان سيبدأ بحلول السادس من يونيو.
&