لا يزال الغموض يحيط بما حدث على متن الطائرة (صورة أرشيفية)

ازداد النقاش من قبل الكتّاب والمحللين حول الحادث بعد أن نشر الجيش المصري يوم السبت 21 مايو/أيار عددا من الصور لبعض أجزاء حطام الطائرة المصرية ومتعلقات بعض الركاب، حيث رأى بعض الكتّاب أن واقعة سقوط الطائرة "عمل إرهابي".

وفي سياق متصل، صرح رئيس لجنة التحقيق في الحادث أن التقرير المبدئي لكشف ملابسات الحادث سيصدر بعد شهر.

"لغز الطائرة المنكوبة يقترب من الحل"

الشغل الشاغل لأغلب الصحف المصرية كان محاولة الوصول لأي خيط جديد يكشف للرأي العام السبب الحقيقي وراء سقوط الطائرة ومتابعة الجهود المبذولة لانتشال الصندوقين الأسودين لتحديد أسباب الكارثة.

ترى بعض الصحف كالمصري اليوم أن "لغز الطائرة المنكوبة يقترب من الحل" واهتمت صحيفتا الشروق الجديد والوفد بتقرير نشره موقع متخصص يفيد بأن "الطائرة أرسلت سبع إشارات آلية خلال ثلاث دقائق عن وجود دخان قبل اختفائها عن شاشات الرادار".

وتحت عنوان "الطائرة والصيد في الماء العكر"، تقول جريدة الأهرام المصرية في افتتاحيتها: "إن مصر تخوض الآن معركة شرسة ضد الإرهاب والإرهابيين، وبالتالي ينبغي لنا توخي الدقة في التعامل مع الإعلام المغرض خارج حدودنا، كي لا نقع في مصيدة مؤامراتهم الخبيثة."

وأضاف أن مصر شهدت في الأيام القليلة الماضية "سباقا غير مسبوق على تسريب الأخبار ما أنزل الله بها من سلطان، وبعضها يثير السخرية، وإذا فتشنا وراء تلك التسريبات فسنجد أهدافها لئيمة لتحقيق أجندات مغرضة لبعض الراغبين في إيذاء مصر... ولننتظر نتائج تحقيقات الجهات المتخصصة".

من جانبه، يتهم السيد البابلي في صحيفة الجمهورية أطرافاً لم يسمها بالوقوف وراء سقوط الطائرة، مضيفاً أن تلك الأطراف لم يكن هدفها تفجير أو إسقاط الطائرة فوق البحر المتوسط "وإنما كانوا يستهدفون تفجيرها فوق مطار القاهرة لإحداث أكبر قدر من الدمار".

وأضاف الكاتب: "الهدف في النهاية واحد وهو أن تؤدي هذه الأعمال الإرهابية إلى فرض حظر سفر دائم على الرحلات الجوية إلى مصر وهو ما يعني عزلة مصرية وانهيارا كاملا للسياحة والاقتصاد".

في صحيفة الرياض السعودية، يقول هاشم عبده هاشم إن سقوط الطائرات أحدث "حالة هلع شديدة عند الناس بشكل غير مسبوق... سواء كانت أسباباً فنية.. أو عمليات إرهابية.. أو أعراضاً طارئة.. فإن المخاوف تثير قلق الناس كثيراً.. وتجعلهم في حالة رعب دائم.. كلما وجدوا أنفسهم مضطرين للسفر من بلد إلى آخر".

 

أسر الضحايا في انتظار معرفة الحقيقة

"عمل إرهابي"

يرى محمد مبارك جمعة في جريدة أخبار الخليج البحرينية أن مصر اليوم "في أخطر المراحل التاريخية".

وأضاف أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "يواجه حربا لا هوادة فيها داخليا وخارجيا. جماعات إرهابية تستهدف قوات الجيش والشرطة في سيناء، وتضرب في عمق القاهرة، وقوى خارجية تحيك مؤامرات لا تنتهي ضد اقتصاد مصر وثقة مواطنيها فيها. ومؤخرا، سقطت طائرة إيرباص المصرية القادمة من مطار شارل ديغول الفرنسي قبل أقل من ساعة على بدء عملية الهبوط إلى القاهرة، ويرجح أنها سقطت بانفجار قنبلة على متنها...والآن، تنشغل مصر مجددا بالتحقيق في هذه المأساة".

وبالمثل، يرى أحمد ذيبان في جريدة الرأي الأردنية أن حادث الطائرة هو "عمل إرهابي" يعكس "عدم الاستقرار الأمني في المنطقة".

أما عالية شعيب في الرأي الكويتية فقد وجهت رسالة نقد لبعض الأطراف بمصر التي رأت الكاتبة في مواقفهم "شماتة" فيما حدث.

تقول الكاتبة: "الذين يشمتون بأوطانهم، فهؤلاء لم يتبق فيهم ذرة وطنية. فقد علق بعض المصريين على تضارب بيانات المؤسسات الرسمية في شأن الطائرة بأنها متوقعة...غريب فعلا... كيف يمكنك الشماتة بكوارث بلدك. نعم بعض القيادات كذلك، وبعض الحكومات والمسؤولين كذلك. لكن ألا يجب أن يظل الوطن شامخا عاليا منزها عن الشتائم والشماتة؟ ألا يجب أن يكون قابلاً للنقد لكن لا للتحقير والتسفيه، وإلا لما كان وطنا."