قدمت صحيفة (الغارديان) البريطانية اعتذاراً عن تقارير مفبركة كان كتبها مراسل يتعامل بالقطعة معها من القاهرة ونشرتها الصحيفة على مدى سنوات.&

وقالت صحيفة الغارديان في مقال كتبته رئيسة تحريرها في الولايات المتحدة لي غليندينيغ إن مراسلها الصحافي الأميركي الجنسية جوزيف مايتون والذي كان بدأ عمله في القاهرة العام 2009، قام بنشر تقارير صحافية "مفبركة" نشرتها الجريدة على مدى سنوات قبل أن تتحقق من زيفها.&

وأضافت الصحيفة اللندنية أنها بدأت التحقيق في الأمر عندما اتصل بها أحد المصادر التي زعم مايتون أنه تحدث إليها في إحدى مقالاته وقال إنه لم يتحدث إلى الصحافي.

وتابعت أنه بعد نفي العديد من المصادر لإدلائها بتصريحات في التقارير التي اعتمد وأرسلها مايتون للصحيفة، وقيام الغارديان بالتأكد من ذلك، فإنها حذفت نحو 13 تقريرا صحافيا كتبها الصحافي لها ولم يمكنها التحقق من صدقيتها.&

تحقيقات

وذكرت الغارديان أنها أجرت تحقيقات في مدى صحة الموضوعات التي نشرها الصحافي فور معرفتها بأن المصادر أنكرت الإدلاء بتلك التصريحات.

&وأوضحت الصحيفة البريطانية أن مايتون وبعد عمله في مصر تولى لاحقا تغطية الشؤون الأميركية في العام 2015 على أساس مستقل من ولاية كاليفورنيا.&

وتراوحت القصص التي كان يكتبها من تغطية حرائق الغابات إلى القضايا ذات الصلة بمزارع الماريجوانا، وكروم&العنب لتصنيع النبيذ ونفوق حوت على الساحل.

وقالت(الغارديان) في مقال الاعتذار إنه "عندما عجز مايتون عن تقديم أدلة موثقة على الموضوعات التي يتم التحقق منها في فبراير الماضي، فإنها قامت بالاستعانة بمحقق للتأكد من صحة المعلومات التي احتوتها جميع موضوعاته، والتي تصل إلى حوالى 37 تقريرا نشرت في الفترة مابين 2015- 2016، وحوالى 20 مقال رأي في الفترة مابين 2009 و2015".&

معلومات مفبركة

وذكرت الصحيفة أن المحقق وجد أن هناك معلومات مفبركة أو تبدو كذلك، منها قصص عن فعاليتين، حيث قال المنظمون لهما إن مايتون لم يحضرهما، كما أن بعض المصادر التي استعان بها في موضوعاته الصحافية تعثر الوصول إليها بسبب عدم وجودها حتى على شبكة الإنترنت، فى حين نفى بعض المصادر الإدلاء بالتصريحات التي نشرها مايتون فى موضوعاته.&

وأوضحت الغارديان أن محرريها تقابلوا مع مايتون مرتين بشكل شخصي وتراسلوا معه عبر البريد الإلكتروني عدة مرات، وأعطوه أكثر من شهر منذ بدء التحقق من المزاعم، وطالبوه بتقديم أدلة على صحة موضوعاته ومقابلاته الصحافية "لكنه رفض الاتهامات بفبركة الموضوعات، كما رفض تقديم أدلة واضحة على صحة المعلومات والمصادر التي أوردها في التقارير التي هي موضع التحقيق".&

حذف تقارير&

وتابعت الصحيفة قائلة إنه في ضوء ما أحاط بالعديد من التقارير من اتهامات بـ"الفبركة والتزييف" وعدم التأكد منها، فإنها قررت حذف 12 تقريرا خبريا ومقال رأي من موقع الصحيفة، كما تم حذف أجزاء من موضوعات أخرى ما زالت منشورة للصحافي مايتون وهي قصص لم تدر حولها شبهات.&

وأوضحت (الغارديان) أنها تتلقى المئات من الأفكار من الصحافيين المستقلين&سنويا، وكلهم مطالبون بالالتزام بالقواعد التحريرية للصحيفة، وأنها تقوم بالتحقق من مراعاة تلك الموضوعات مع معاييرها التحريرية التي يستحقها قراؤها.&

وقالت إن الصحافي مايتون كان يكتب بشكل متقطع وكانت موضوعاته تلائم معايير الغارديان حيث تم بناء الثقة معه على هذا الأساس، ونوهت بأنه كان من الصعب اكتشاف التصريحات المفبركة حيث إنها كانت نسبت لأشخاص يصعب التوصل لهم للتحقق منها.&

عدة أسئلة

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنها خلال عملية التحقق من تلك القصص الزائفة طرحنا عدة أسئلة من أجل التصرف بشكل مختلف في المستقبل لمنع تكرار الواقعة وتم الاستعانة بشركتين للاستشارات .

& واعترفت (الغارديان) بأنه كان يتعين علينا في البداية معرفة الكثير من المعلومات عن المراسل المستقل قبل الاعتماد على تقاريره، كما أننا الآن بصدد اعتماد سياسة التأكد من التقارير التي تكون عادة من مصادر مجهولة وهل تستحق النشر لأسباب مقنعة أم لا ؟.&

وخلصت الصحيفة إلى القول: "نعتذر لهولاء الأشخاص الذين فهمت كلماتهم أو نقلت بشكل خاطئ أو زورت، و"نكرر اسفنا للأخطاء التي وقعت، آملين ألا تكون أثرت سلبا في ثقتك في صحيفة الغارديان. ونحن نؤكد لكم أننا سوف نفعل ما هو أفضل".&

يشار في الختام، إلى أن الصحافي مايتون كان اعتقل من جانب المجلس العسكري الحاكم في مصر خلال الانتفاضة الشعبية العام 2011 واطلق سراحه بعد تدخل من السفارة الأميركية في القاهرة، وكان حينها يحرر موقع Bikyamasr.com الإخباري.&