قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر تتعرض لضغوط دولية بسبب ملف حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الغرب ينظر إلى حقوق الإنسان من منظور الحريات فقط، ودعا في مقابلة تلفزيونية، بمناسبة مرور عامين على توليه الحكم، إلى تطوير مفهوم حقوق الإنسان ليشمل الحق في التعليم والحق في الصحة والحق في العمل.

إيلاف من القاهرة: بمناسبة مرور سنتين على توليه الحكم في 8 يونيو 2014، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء امس الجمعة، إن مصر تتعرض لضغوط دولية، فيما يخص ملف حقوق الإنسان، &وأرجع تلك الضغوط &إلى أن "مصر دولة تحترم نفسها، وتتعامل بقيم ومبادئ ليست موجودة، وحريصة على أن تكون مستقرة".

وأضاف في مقابلة مع الإعلامي أسامة كمال، إن مصر تحاول شرح مواقفها من حقوق الإنسان للعالم بشكل واضح، مشيراً إلى أن العالم يحتاج تطوير مفهوم حقوق الإنسان.

وذكر أن الدول الأجنبية حلّت جميع مشاكلها، لذلك تجد أن التعبير عن الرأي والتظاهر محل نقاش لدى المصريين، لافتاً إلى أنه يجب تطوير مفهوم حقوق الإنسان ليشمل أيضاً الحق في العمل والحق في الصحة والحق في التعليم.

وأفاد بأنه يرد على إنتقادات الدول الأجنبية بهذا الشكل، ويدعوهم إلى مساعدة مصر، لإنجاز هذه الحقوق الإنسانية، منوهاً بأن هذه الدول لا تتجاوب مع مطالب مصر في هذا الشأن، لأنها سوف تكلفهم أموالًا كثيرة.

علاقة استراتيجية

ووصف العلاقات المصرية الإميركية بـ"الإستراتيجية"، وقال: "لا يعرف لماذا الكثير يتصور أنها علاقة ليست بالمستوى المطلوب، مؤكداً أن أدبيات السياسة السابقة غير ملزمة لنا، والعلاقة بيننا استراتيجية قوية، ونعترف بأنهم كان لهم دور إيجابي جداً مع مصر خلال السنوات الماضية وحتى الآن".

وقال السيسي "أدبيات السياسة منذ 30 عاماً لا تصلح الآن". وأضاف أن أميركا ما زالت راعياً لعملية السلام في الشرق الأوسط، "شئنا أم أبينا".

ودعا إلى ضرورة تحقيق السلام وإقامة دولة للفلسطينيين، مشيراً إلى أن مبادرته للسلام، جاءت في سياق "جهود دولية تتم وهناك مبادرة فرنسية مطروحة، وهناك مبادرة في باريس لصالح هذه القضية، وقال "من المهم أن نلقى الضوء عليها لأننا لو حليناها كلنا هنعيش ويبقى فرصة أفضل من اللى احنا فيها".

وأضاف أن أهم أولوية له عندما تولى الحكم هي الحفاظ على مؤسسات الدولة، وعدم السماح بإسقاط مصر، وتحقيق الأمن لـ90 مليون مواطن مصري.

وأشار إلى أنه لا يمنع أحدًا من التعبير عن رأيه بحرية، وقال: "الـ90 مليون يتكلمون كلهم، ومفيش حد لما يقول كلمة هيتسجن".

وأوضح السيسي انه لم يغضب بسبب رفض البرلمان لمشروع قانون الخدمة المدنية، الذي كان يهدف إلى تقليل أعداد الموظفين في الجهاز الإداري للدولة، وقال إن "البرلمان سلطة تناقش، وملاحظاته على القانون نتجاوب معها لأنها في صالح المواطن"، لافتاً إلى أنه ليس كل ما يريده هو سيوافق عليه البرلمان. وتابع: "الهدف في النهاية مصلحة مصر، وليس هناك تقاطع وتعارض بين المواطن ومؤسسات الدولة".

الشباب بخير&

كما أعلن السيسي أنه غير غاضب من الشباب، وقال إنهم يحبون بلدهم، معتبراً إياهم "أولادي". على حد تعبيره.

وأقر بحق الشباب في المعارضة والتظاهر، لكنه قال يجب عليهم "اتباع الإجراءات القانونية، لأن عدم اتباعها يدمر الدولة، ويجب أن نفرق بين الشباب اللي بيحب مصر، وبين اللي بيحبها لدرجة إنه يدمرها، مستنكرًا الحديث عن وجود أعداد كبيرة من الشباب داخل السجون.

وقال السيسي، إن "90 بالمائة من الموجودين في السجن يقضون أحكاما قضائية &في تهم جنائية، والآخرون قليلون للغاية، مضيفًا: "أنا نظرت في أمر الشباب المحبوس 3 مرات، وهننظر الرابعة".

وأثني على الشباب المصري، وقال إنه "بخير وواعي وفاهم، وليسوا مختلفين"، مضيفاً: "شبابنا بخير، لكنه يحتاج فرصة، ويجب إعطاؤه فرصة للعمل والحوار والنقاش، لكن حتى الآن لم نستطع الوصول إلى صيغ وآليات تحقق الحوار".

وأشار السيسي خلال مقابلته إلى ظاهرة مشجعي كرة القدم المعروفة بـ"أولتراس"، داعياً شباب تلك الروابط إلى تنظيم أنفسهم، &وتقديم "نموذج للشباب المصري المتحمل المسؤولية"، وقال: "عايز الألتراس ينظم نفسه، ويتحمل المسؤولية، ويوري العالم كله شباب مصر لما بيتحمل المسؤولية، لو تحملوا المسؤولية هيعملوا حاجة كويسة".

ونفى السيسي أن يكون لديه خلافات مع الإعلام، وقال إنه يجب أن تكون هناك قيادة للإعلام المصري، وقال: "مفيش إعلام في العالم بلا قيادة، ومفيش وزارة للإعلام عشان الدستور نص على ذلك، لازم يكون فيه حاجة لضبط إيقاع الإعلام مش التدخل فيه".

العاصمة الجديدة

ورداً على سؤال بشأن انتقادات المصريين، لمشروع انشاء العاصمة الإدارية الجديدة، في الوقت الذي تعاني فيها قطاعات التعليم والصحة من التدهور الحاد، قال إن العاصمة الإدارية الجديدة شأنها شأن بقية المشروعات ستؤتي ثمارها على المدى القريب، مشيراً إلى أنه يفعل كل ما تحتاجه الدولة من أجل الاستثمار.

وقال إن لأموال التي تنفق في المشروعات القومية الكبرى، سوف تعود بالربح على مصر، وقال إنه لم يضع أية أموال في أي مشروع، إلا عندما يتأكد من ان "الجنيه هيجيب جنيهات، وعلى المدى القريب".

وفيما يخص تطوير ملف التعليم، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي "إن الأجهزة تتحرك للعمل بجدية في الملفين، لكن التعليم يحتاج مدى زمنيا كبيرا، مع افتراض نجاحنا، قائلًا: "مش قبل 12 أو 13 سنة، هنحقق اللي إحنا عايزينه".

عن ملف الصحة، قال إن "الأمر لا يحتاج قدرة مالية فقط، وإنما يجب على الجميع العمل لخلق نظام صحي جيد"، ولفت إلى أنه "تمت مضاعفة ميزانية الصحة مرتين أو ثلاثًا، لكن الوصول إلى نظام صحي جيد يحتاج إلى جهد".

وحول شكاوى المصريين من ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والغاز المنزلي، قال السيسي إنه رغم هذا الارتفاع، فإنه لا يساوي التكلفة الحقيقية لتقديم تلك الخدمات، مشيراً إلى أن "الدولة لا تحصّل 50 مليار جنيه سنويًا من فواتير الكهرباء"، وقال إنه "يتم تحصيل 50 أو 60% فقط من التكلفة الحقيقية لتلك الخدمات".

واتهم من وصفهم بـ"أهل الشر" بالوقوف وراء ضعف السياحة المصرية، والتسبب في أزمة الدولار، وقال: "اقتحمنا مشكلة الدولار، لكن ناخد بالنا إن فيه أزمة اقتصادية في العالم كله، وموسم السياحة كان هيساعد لولا أهل الشر".

ودعا السيسي الإعلام إلى ضرورة زرع الأمل لدى الناس، وقال: "زراعة الأمل شيء مهم جدًا، ومن حق الناس أن تعرف التفاصيل، وهذا دور الإعلام"، مضيفاً "نريد أن نطمئن الناس الى أن هناك غدا أفضل، وبكرة أحسن".
&