فاجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأقباط بزيارة الكاتدرائية ليلة أمس، حيث يقام قداس عيد الميلاد. وقدم تهنئة لهم بالأعياد، وقدم للمرة الأولى في تاريخ مصر إعتذاراً عن تعرّض بعض الكنائس للإحراق تزامناً مع فض اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، كما ووعد بإصلاحها هذا العام.
&
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يحتفل المسيحيون الأرثوذكس في مصر بعيد الميلاد اليوم الخميس، وسط أجواء تعمها الفرحة، وتأتي احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد في أعقاب انتهاء الانتخابات البرلمانية التي فازوا فيها بـ 39 مقعداً في مجلس النواب، وهو أعلى تمثيل لهم في تاريخ الحياة النيابية، فضلاً عن فوز حزب المصريين الأحرار الذي أسسه ويديره رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس بالمركز الأول في البرلمان بـ63 مقعداً.
&
أجواء الإحتفال ترافقت مع اجراءات أمنية مشددة، فيما كثفت قوات الشرطة الاجراءات الأمنية حول الكاتدرائية في القاهرة، ومختلف الكنائس في أنحاء البلاد، في وقت خرج الأقباط للاحتفال في الحدائق والمتنزهات العامة، بينما خرج الأثرياء منهم إلى المنتجعات السياحية الفاخرة في الساحل الشمالي والغردقة وشرم الشيخ أو الأقصر وأسوان.
&
ترميم الكنائس
&
وفاجأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأقباط بالحضور إلى مقر الكاتدرائية، وقدم التهنئة إلى البابا تواضروس الثاني أثناء قداس عيد الميلاد، ولقي حضور الرئيس الكثير من الترحاب والتصفيق الحاد من الحاضرين الصلاة في الكنيسة، ووجه السيسي كلمة إلى الأقباط قائلا: "اسمحوا لي أن أوجه لكم جميعا التحية والتقدير والاحترام وأهنئكم كل عام وأنتم بخير".
&
وأضاف: "أريد أن أوصيكم وأوصي كل المصريين بهذه المناسبة بأنه لا أحد يستطيع أن يفرق بيننا، هذا الموضوع مهم جدا وسنفعله كلنا، وكلنا لا بد أن نعود أكثر من الأول".
&
وأشار الرئيس المصري إلى أن الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها بلاده، لن تؤثر على المصريين، وقال: "أوصيكم ونفسي وكل الموجودين أنه لا شىء يؤذينا، سواء ظروفنا الاقتصادية أو السياسية، أي حاجة سنقدر عليها".
&
ولفت إلى أن الاختلاف من سنن الحياة، وقال: "من سنن ربنا سبحانه وتعالى التنوع والاختلاف، ربنا خلقنا أشكالا وألوانا وديانات ولغات وعادات وتقاليد مختلفة، ولا أحد يستطيع جعل الناس كلهم شيئا واحدا".
&
ووعد السيسي الأقباط بانجاز ترميم الكنائس هذا العام، وقال: "تأخرنا عليكم في ترميم وإصلاح ما حرق من كنائس خلال عام 2013، وخلال هذا العام سيتم إصلاح كل ذلك، وأرجو أن تقبلوا اعتذارنا عما حدث، وإن شاء الله السنة القادمة لن تكون هناك كنيسة أو بيت من بيوتكم إلا وقد تم ترميمها"، مشيراً إلى أن "إصلاح الكنائس ليس تفضلا منا وإنما حق لكم، ولن ننسى أبدا الموقف الوطني المشرف العظيم للبابا تواضروس خلال تلك الفترة، أشكر البابا وأشكركم".
&
تعزيز النسيج الوطني
&
وأثارت زيارة السيسي للكنيسة الكثير من الشعور بالفرح لدى الأقباط وعموم المصريين، وقال القيادي في حزب التجمع نبيل زكي، إن الزيارة تنم عن أن السيسي رئيس لكل المصريين عن حق، وأضاف لـ"إيلاف" أن هذه الزيارة تؤشر الى أن الرئيس حريص على عدم السماح لأحد باختراق النسيج الوطني للمصريين، واعتبر أن اعتذار السيسي عن التأخر في اصلاح الكنائس التي أحرقها الإخوان في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، يؤكد أنه على وعي بجميع المشاكل التي يعاني منها المجتمع وبخاصة الأقباط.
&
بينما قال المهندس حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، في تصريحات له، تلقت "إيلاف" نسخة منها، إن زيارة السيسي للكاتدرائية في عيد الميلاد، تؤكد أن المصريين نسيج واحد وأنه رئيس لكل المصريين. وأضاف رئيس حزب الشعب الجمهوري، أن قرارات الرئيس تثبت أنه "أب" يحرص على تهنئة أبنائه ومشاركتهم في فرحتهم وعيدهم.
&
ولفت إلى أن زيارة الرئيس للكاتدرائية للعام الثاني على التوالي أبلغ رد على مروجي الإشاعات، ورسالة للعالم أن مصر بلد السلام . وأشار إلى أن زيارة الرئيس للكاتدرائية تعطي الشباب "القدوة" والبعد عن التعصب وتعطي معنى حقيقيًا للإسلام وهو دين التسامح عكس ما يروج له فى الخارج والداخل من قبل العناصر الإرهابيه التى تريد تشوية صورة الإسلام .
&
تقدير مضاعف
&
وحصل الأقباط على 39 مقعداً في الانتخابات البرلمانية، وهو أعلى عدد من المقاعد يحصلون عليه في تاريخ الحياة النيابية المصرية، وحصل حزب المصريين الأحرار الذي أسسه ويديره رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس على المركز الأول في البرلمان بـ63 مقعداً، وحل حزب مستقبل وطن الذي أسسه ويترأسه الشاب محمد بدران على المركز الثاني بـ53 مقعداً.
&
واعتبرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأميركية للأنباء أن زيارة السيسي للكنيسة وتقديمه اعتذاراً للأقباط على الهجمات التي تعرضت لها الكنائس، "حظيت بتقدير مضاعف من الأقباط".
&
وأضافت في تقرير لها عن الزيارة: "قدم (السيسي) اعتذارًا علنيًا نادرًا واعترافًا بالهجمات التى استهدفت المسيحيين وكنائسهم عقب ثورة 30 (يونيو) حزيران 2013، من قبل الإسلاميين الذين رأوا أن المسيحيين ساندوا الجيش ضدهم".
&
وأضافت: "السيسى الذى ينظر إليه كمنقذ للمسيحيين تلقى تحية نجوم "الروك" فى الكاتدرائية، حتى إن قوات الأمن فشلت فى احتواء الهتافات وإلقاء الورود من قبل الحاضرين أثناء خروجه، مما أجبرهم على الرجوع والمغادرة من مخرج آخر". ولفتت إلى أن "عبر التاريخ لم يشارك أي رئيس فى قداس عيد الميلاد، مما يجعل زيارة السيسي هذا العام الثانية من نوعها تحظى بتقدير مضاعف".
&
ونقلت الوكالة عن&مشاركين في قداس عيد الميلاد اعرابهم عن الامتنان لزيارة السيسي، ومنها: "إنه يحبنا ونحبه: فالرؤساء السابقون اعتادوا أن يتجاهلونا، إلا أنه يأتى إلى الكنيسة ويبدي لنا الاحترام ويبتسم".
&

&