شغل الطفل المرافق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء تدشين حفل افتتاح قناة السويس الجديدة العالم، لاسيما أنه وقف إلى جوار الرئيس، وكان يرتدي زيًا عسكريًا، ويرفعان معًا علم مصر. وظن البعض أنه حفيد السيسي أو أحد أبناء كبار رجال السلطة في مصر، ولكن المفاجأة أن الطفل مريض بالسرطان، ويتمنى أن يصبح ضابطًا في الجيش وأن يلتقي الرئيس، الذي حقق أمنية الطفل، وحمله معه على يخت المحروسة.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بثت مختلف وسائل الإعلام المصرية والدولية حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وظهر طفل صغير يرتدي الملابس العسكرية، إلى جوار الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان يحمل العلم المصري ويلوّح به، بينما احتضنه الرئيس.
بداية الحلم
شغل هذا الطفل المصريين، وذهب بعض الخبثاء إلى أنه حفيد السيسي أو أنه ابن أحد المتنفذين في السلطة، ولكن المفاجأة أن الطفل يدعى عمر صلاح، وهو مريض بالسرطان منذ خمسة أعوام، ويتلقى العلاج في مستشفى "57357" في القاهرة.
أحب الطفل عمر الزيّ العسكري والجيش المصري، عندما زار مجموعة من طلاب الكلية الحربية المستشفى، واصطحبوا الأطفال المرضى إلى مقر الكلية في يوم للترفيه عنهم، وهناك درّب الطلاب الأطفال على ركوب الخيل، والمشية العسكرية، وتعلق عمر بهم، وقال إنه يتمنى أن يشفى من السرطان ويصبح ضابطًا في الجيش. وأمر مدير الكلية اللواء مراد عصمت بتفصيل ثلاث بزّات عسكرية له، كان عمر يواظب على ارتدائها دائمًا أثناء الذهاب لتلقي العلاج في المستشفى.
لم تكن لعمر أية أمانٍ بعد الشفاء سوى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وألحّ في تحقيق أمنيته، ونشرت وسائل إعلام مصرية قصة عمر، وناشدت الرئيس أن يحقق له أمنيته.
وقالت والدة الطفل عمر لـ"إيلاف" إن طفلها يبلغ من العمر تسعة أعوام، ويعاني مرض السرطان منذ خمسة أعوام، مشيرة إلى أنه تعلق بالزيّ العسكري والجيش المصري، منذ زيارته مقر الكلية الحربية مع الطلاب.
فوق التوقعات
وأضافت أن عمر كان يتمنى لقاء الرئيس السيسي، لافتة إلى أن أحدًا لم يتوقع أن يحقق الرئيس أمنية طفل صغير، وسط كل الهموم التي يحملها على كاهله. وأوضحت أنها فوجئت باتصال من مؤسسة الرئاسة صبيحة يوم الاحتفال 6 أغسطس/ آب الجاري، مشيرة إلى أن الرئاسة أخبرتها بأن الرئيس سوف يصطحب طفلها معه أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، هو وأسرته.
وأكدت أنها لم تكن تتوقع مرة أخرى أن يصطحب الرئيس طفلها معه على اليخت أثناء تدشين الاحتفال. وأعربت عن خالص امتنانها للرئيس، ومتوقعة أن تسهم تلبية أمنية طفلها بلقاء الرئيس في شفائه نهائيًا من مرض السرطان، ولفتت إلى أن طفلها قال للرئيس: "أنا بحبك". وقالت: "ربنا يفرّح قلب الريس زيّ ما فرّح قلب ابني".
لم تكن المرة الأولى التي يحقق فيها السيسي أمنية طفل مريض بالسرطان، بل سبق بتاريخ 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، أن استقبل في القصر الجمهوري، الطفل أحمد ياسر، المريض السرطان، والذي يتلقى العلاج في المستشفى& نفسه. واستغرق اللقاء نحو خمس دقائق. وقال الطفل للسيسي في اللقاء الذي بثته التليفزيون في حينها: "ربنا يحميك يا ريس"، وتابع: "إنت حبيبنا يا ريس"، ورد السيسي: "إنت كمان حبيبنا يا أحمد"، وقدم الطفل للسيسي هدية عبارة عن نسخة من القرآن الكريم. وقبل السيسي القرآن، قائلاً: "متشكر يا أحمد كتر خيرك"، ووعده بتقديم هدية إليه أيضًا. وتقدر وزارة الصحة المصابين بالسرطان بنحو مائة ألف شخص سنويًا، ويعالج مستشفى "57357" نحو 1500 طفل سنويًا بالمجان.
&
التعليقات