تقارير دولية عدة أشارت إلى تضييق على حرية الصحافة في مصر

فجر إلقاء السلطات المصرية القبض على الإعلامية ليليان داوود- التي ظلت لسنوات تعمل في فضائية ال "أون تي في"، وترحيلها إلى لبنان بطريقة بدت مهينة للكثيرين، من دعاة حرية التعبير- فجر مجددا الجدل حول الطريقة التي تتعامل بها السلطات هناك مع الصحفيين والإعلاميين، ونظرتها لأصحاب المهنة خاصة ممن يخالفونها الرأي.

وربما لم تكن ليليان داوود الأولى بين إعلاميين مختلفي المشارب في مصر، اختلفوا في أسلوبهم وآرائهم مع تصور السلطة، فلقوا نفس الجزاء بل أن كثيرين منهم زج بهم داخل السجون منذ سنوات، ويرى كثير من نشطاء حرية التعبير في مصر، إن السلطة باتت تقسم الصحفيين والإعلاميين إلى معسكرين، أحدهما يتبنى وجهة نظرها تماما ويسعى لإيصال وجهة النظر تلك للجماهير، وهؤلاء يتمتعون بكل الحرية والحماية.

أما المعسكر الآخر فهو معسكر المعارضين وفق تصنيف السلطة، وهو الذي يفند ما تقوله السلطة، ويسعى لمعرفة الأوضاع في أوساط الناس، وهذا لا يحظى بأي حرية ولا بأي غطاء ويتعرض للوصم من قبل السلطات وإعلامها، كما يوصف بأوصاف متعددة منها العمالة والخيانة وغير ذلك من كل ماهو مشين من الأوصاف.

الصحفيون السجناء

وكانت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك قد قالت في تقرير لها، صدر في يونيو من العام الماضي، إن عدد الصحفيين في سجون مصر، هو الأعلى منذ أن بدأت اللجنة الاحتفاظ بسجلات، وإن السلطات تستخدم الأمن القومي ذريعة للتضييق على حرية الصحافة، وأشار إحصاء للصحفيين السجناء أجرته اللجنة في ذلك الوقت، إلي وجود 18 صحفيا مصريا على الاقل خلف القضبان لأسباب ترتبط بعملهم الصحفي وهو أعلى عدد في مصر منذ أن بدأت اللجنة تسجيل بيانات عن الصحفيين المسجونين في عام 1990.

وقالت اللجنة في تقريرها "يعتبر التهديد بالسجن في مصر جزءا من مناخ تمارس فيه السلطات الضغط على وسائل الإعلام لفرض الرقابة على الأصوات الناقدة وإصدار أوامر بعدم التحدث عن موضوعات حساسة."

وأضافت أن معظم الصحفيين المسجونين، يواجهون تهما من قبل الحكومة بأنهم ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين، التي تصنفها القاهرة على أنها منظمة ارهابية أو يتعاطفون معها.

نفي رسمي

غير أن مسؤولين مصريين نفوا مرارا، ما تتحدث عنه التقارير الدولية من أن الصحفيين المعارضين يواجهون السجن دوما، لمخالفتهم السلطة في الرأي، وفي حديث للبي بي سي يعلق العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية على ملابسات مع ما جرى مع ليليان داوود، فيعترف بداية بأن ما جرى ربما لم يكن صحيحا من الناحية الإجرائية، لكنه يؤكد على أنه كان ممتازا من حيث التعامل وأن ليليان داوود نفسها، لم تتحدث بعد وصولها لبيروت، عن أي إساءات لفظية أو جسدية تعرضت لها خلال القبض عليها ، ويضيف عكاشة إن أي دولة وأي جهاز أمني في العالم لديه الحرية الكاملة لمنع أي شخص من الوجود في بلده إذا كانت لديه تحفظات على هذا الشخص.

ويرفض عكاشة ما يقال عن سجن الصحفيين المعارضين، ويقول إن الدليل هو أن هؤلاء المعارضين موجودون ويتحدثون ضد الدولة عبر العديد من وسائل الإعلام، دون منع وهو يرى أن التقارير التي تصدرها هيئات دولية هي مليئة بالمغالطات لأنها لا تذكر أسماء ولا وقائع محددة انما تطلق الاتهامات جزافا.

برأيكم

  • كيف تقيمون طريقة تعامل السلطة في مصر خلال القبض على ليليان داوود وترحيلها؟
  • وكيف ترون واقع الصحافة والإعلام في مصر؟
  • لماذا يحظى جانب من الصحفيين بالحرية والحماية بينما يتعرض جانب آخر للملاحقة والتضييق؟
  • هل تتفقون مع ما تقوله السلطة في مصر من أن الصحفيين والإعلاميين يسعون لأن يكونوا فوق القانون؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة االأربعاء 29حزيران/يونيو من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على[email protected]

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوكمن خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar