إيلاف من القاهرة: وقعت اشتباكات ذات صبغة طائفية في مصر اليوم الخميس، وانتهت بإحراق أربعة منازل مملوكة لمسيحيين في قرية كوم اللوفي في مركز سمالوط محافظة المنيا، وهي المحافظة نفسها التي شهدت تعرية سيدة قبطية، بسبب شائعات عن علاقة عاطفية بين ابنها وسيدة مسلمة.

بدأت الأحداث عندما دشنت مجموعة من الأقباط في القرية كنيسة في منزل أحدهم بإقامة الصلاة فيها، من دون الحصول على ترخيص من الجهات الأمنية، ولما علم المسلمون تجمع المئات منهم حول المنزل، وأعلنوا اعتراضهم على تحويل المنزل إلى كنيسة، ووقعت اشتباكات بين الطرفين.

ووفقاً لتحريات الشرطة، فإن العميد محمد أبو الليل، مأمور مركز شرطة سمالوط، تلقى بلاغًا من أهالي قرية كوم اللوفي بتجمع نحو 15 من مسلمي القرية أمام منزل تحت الإنشاء، ملك "أيوب خلف"، إثر تردد بعض الشائعات عن اعتزامه استخدام المنزل ككنيسة عقب التشييد.

وانتقلت قوات الأمن إلى موقع الحادث، وتبين أن المنزل عبارة عن أعمدة تحت الإنشاء بارتفاع الوجه 5 أمتار، ومقام على قطعة أرض زراعية، وبسؤال صاحب المنزل أكد عدم اعتزامه تحويل المنزل كمبنى كنسي، وتم إيقاف الأعمال ومخاطبة الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية؛ لمعاينة المنزل.

ورغم أن الشرطة كثفت من تواجدها في القرية، إلا أن ذلك لم يحل دون تجمع نحو 300 شخص من مسلمي القرية، ومهاجمة المنزل، واشعال النيران بالأخشاب المستخدمة في أعمال البناء والتشييد، وامتدت النيران إلى أربع غرف مجاورة وملحقة بالمنزل، إضافة إلى أربعة منازل أخرى، دون حدوث إصابات.

ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمسلمين المهاجمين، الذين رشقوا القوات بالحجارة؛ وأسفر عن ذلك تحطم الزجاج الأمامي لسيارتين تابعتين للشرطة، وهرب بعضهم إلى الزراعات، وتمكنت قوات الأمن من القبض على 25 مشتبها به.

وقال اللواء جمال قناوي رئيس مدينة سمالوط، في تصريح له، إن الأجواء الأمنية في القرية هادئة تماماً، بعد سيطرة الأمن على الأوضاع، مشيرًا إلى أن معاينة المنزل كشفت أنه مخالف تنظيميا ومن دون رخصة.

وتنتشر قوات الأمن في القرية، خشية تجدد أعمال العنف أو تعرض المسلمين للأقباط، فيما قررت السلطات المحلية صرف مبلغ 30 ألف جنيه لكل من إبراهيم خلف مترى، وشقيقه أمير، بواقع 15 ألف جنيه لكل منهما، تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهما، كما قررت صرف مبلغ 10 آلاف جنيه لوالدتهما سمرية خليل سليمان، تعويضا لهم عن الضرر الذي وقع بمنازلهم الثلاثة، على خلفية الأحداث التي وقعت فجر اليوم، والخاصة بحرق منازلهم بقرية كوم اللوفى في مركز سمالوط.

وجاءت الأحداث بالتزامن مع مقتل قس في العريش في شمال سيناء، وقالت وزارة الداخلية المصرية، إن القس روفائيل موسى "كاهن كنيسة مارِي جرجس في&العريش" في المنطقة الصناعية في دائرة قسم ثان العريش؛ تعرض للقتل، أثناء إصلاح سيارته الخاصة، مشيرة إلى أن أحد المجهولين أطلق أعيرة نارية تجاهه، ما أدى إلى إصابته وتوفى متأثرًا بها.

وكانت محافظة المنيا نفسها، شهدت أعمال عنف طائفية في قرية الكرم، أسفرت عن إحراق نحو سبعة منازل لأقباط، وتعرية سيدة مسنة، وذلك على خلفية شائعات تزعم بوجود علاقة عاطفية بين رجل مسيحي وإمرأة مسلمة متزوجة، وما زالت التحقيقات في القضية جارية أمام القضاء.
&