نصر المجالي: سيطر تسريب وثيقة من 7 نقاط عن تعاون عسكري أميركي ـ روسي في سوريا ومصير بشار الأسد وهجوم نيس، على محادثات وزير الخارجية جون كيري، التي بدأها مساء الخميس واستمرت حتى فجر الجمعة مع بوتين، وتستمر اليوم مع لافروف.&

ووصفت مصادر دبلوماسية غربية زيارة كيري لموسكو بـ"جهد الفرصة الأخيرة"، من جانب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحقيق انفراجة في التعاون مع روسيا بشأن الصراع في سوريا قبل انتهاء ولاية الرئيس أوباما.

وأكد الكرملين أن موقف روسيا من مسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغيّر، وهذا ما برز خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوزيري الخارجية الروسي والأميركي.

وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، ردًا على أسئلة الصحافيين حول المحادثات التي جرت ليلة الجمعة 15 يوليو: "في ما يخص مصير الأسد، فالموقف الروسي المعروف لم يتغيّر".

مقترحات&

وقالت تقارير إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري حمل إلى موسكو مقترحات لتعزيز التعاون العسكري وفي مجال المعلومات ضد تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في سوريا، رغم الشكوك التي تساور المسؤولين الأميركيين.

ووصف مسؤولون أميركيون الزيارة بأنها اختبار لرغبة موسكو في استخدام نفوذها لدى الحكومة السورية للمساعدة في إحياء عملية السلام في سوريا، وأن الوقت المتاح لذلك آخذ في النفاد. وأضاف بيسكوف أن روسيا تؤكد ضرورة استمرار المفاوضات حول التسوية السورية، باعتبار عملية جنيف الطريق الوحيد للتسوية السياسية.

وفي الوقت نفسه، امتنع بيسكوف عن تقييم مدى التقدم الذي حققه الطرفان خلال المحادثات، مضيفًا أن وزيري الخارجية الروسي والأميركي سيعلنان عن نتائج اللقاء خلال مؤتمر صحفي سيعقدانه اليوم الجمعة.

صيغ تعاون

وأكد الناطق باسم الكرملين أن اللقاء بين بوتين وكيري ركز على تداعيات الأزمة السورية ومختلف الصيغ للتعاون بهذا الشأن، لكنهما لم يتطرقا إلى إمكانية إطلاق التعاون المباشر بين العسكريين الروس والأميركيين في محاربة الإرهاب بسوريا.

وأردف قائلاً: "تبادل المعلومات بين العسكريين مستمر، لكننا لم نتمكن حتى الآن، للأسف الشديد، من الاقتراب من إطلاق التعاون الحقيقي لزيادة فعالية الجهود الرامية إلى محاربة الإرهاب في سوريا".

وتابع أن المحادثات شهدت استمرارًا للحوار البناء والصريح والمفصل حول عدد من المواضيع، مضيفًا أن اللقاء الذي بدأ مساء الخميس، انتهى فجر يوم الجمعة.

هجوم نيس

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل محادثاته مع كيري أن الحوار الروسي- الأميركي يزداد أهمية وإلحاحًا بعد الهجوم الإرهابي الأخير في نيس الفرنسية.

وشدد خلال جلسة المحادثات، على أن اللقاء الذي سبق أن عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كيري في الكرملين الليلة الماضية، أظهر ضرورة تكثيف العمل الروسي- الأميركي المشترك في سوريا، واصفًا اللقاء بأنه كان مفيدًا جدًا.

بدوره، أعرب كيري عن استيائه الشديد من الهجوم الدموي في نيس، وشدد على ضرورة اتخاذ كافة الخطوات اللازمة للقضاء على الإرهاب. وأكد أن سوريا تمثل بالدرجة الأولى تربة خصبة للإرهاب.

وأضاف: "إنني أعتقد أن العالم كله يعلق آماله بنا، وينتظر منا أن نتخذ بأقصى درجات السرعة إجراءات ملموسة تظهر للناس أننا بذلنا كل ما بوسعنا من أجل القضاء على الخطر الإرهابي".

وقبل بدء جلسة المحادثات، وقف لافروف وكيري وأعضاء الوفدين دقيقة صمت على أرواح هجوم نيس في فرنسا.

لقاء بوتين ـ كيري&

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل مساء الخميس في الكرملين وزير الخارجية الأميركي بحضور لافروف جون كيري، وبحث الطرفان ضرورة تشديد الضغط على تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، بالإضافة إلى عدد من القضايا الدولية الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

وحسب بيان الخارجية الأميركية، فإن كيري أشار خلال اللقاء مع بوتين، الذي استغرق ثلاث ساعات وانتهى صباح الجمعة، إلى أهمية اتخاذ خطوات واقعية وبذل جهود دبلوماسية حول سوريا.

وقال كيري إنه لا يمكن أن تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف الحرب في سوريا، إلى أمد غير محدود، ومن دون "خطوات معينة".

تصريح كيربي&

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي في مؤتمر صحفي، أن محادثات بوتين وكيري من شأنها دفع المحاولات لإستئناف نظام وقف الأعمال القتالية في سائر سوريا وإقامة ظروف ملائمة لاستئناف المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة حول الانتقال السياسي في البلاد.

ووفقًا لكيربي، فإن الوزير الأميركي حمل خلال اللقاء مع بوتين السلطات السورية المسؤولية عن انتهاك نظام وقف إطلاق النار، معربًا عن قلقه حيال هذه التطورات. وأضاف أن المحادثات الروسية الأميركية حول سوريا ستتواصل يوم الجمعة خلال لقاء بين جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وثيقة مسربة&

وإلى ذلك، فإنه تزامنًا مع لقاء كيري وبوتين مع تسريب وثيقة نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) حول مقترح أميركي من سبع نقاط يتعلق بالتنسيق بينهما في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

وامتنع كيري عن التعليق على محتوى الوثيقة الني نشرتها واشنطن بوست، قبل وصوله إلى وكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه يمتنع عن التعليق على محتوى الوثيقة، إلى أن يستمع المسؤولون الروس لوزير الخارجية الأميركي.

معلومات استخبارية

وبحسب الصحيفة، فإن الوثيقة تضمنت دعوة لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول قيادات التنظيمات المسلحة، ومعسكرات التدريب، وأهم خطوط الإمداد التي يستخدمها المسلحون، وكذا المقار الرئيسية التي تتواجد فيها قيادات جبهة النصرة ومسلحوها في سوريا".

كما تحتوي الوثيقة على بند يقترح أن تقوم طائرات أميركية أو روسية بقصف تلك الأهداف، على أن تتم تلك العمليات من خلال مركز للتنسيق يتم إنشاؤه في ضواحي العاصمة الأردنية عمان.

كما تقترح الوثيقة أن يقيم الأميركيون والروس مركزين منفصلين لكل منهما، ومكتباً مشتركاً لتبادل المعلومات، يتم إرسال خبراء أمنيين وضباط من كلا الجانبين إلى تلك المراكز، التي ستضطلع بمهمة الإعداد للخطط العسكرية والطلعات الجوية وأهدافها.

وتشير الوثيقة إلى إمكانية أن يتفق الطرفان على تاريخ تنفيذ تلك الغارات الجوية ضد أهداف تابعة لجبهة النصرة.

وتنص أيضًا على توقف الطيران الحكومي السوري عن أي قصف جوي في مناطق يتم تحديدها مسبقًا، عدا تلك الطلعات الجوية غير الحربية أو الهجومية، أو الغارات التي تستهدف جبهة النصرة في حالة سيطرتها على مزيد من المناطق.