بوتين استقبل كيري الخميس في موسكو لبحث المقترح الأمريكي

لا يزال الانتقال السياسي في بريطاني وتولي تيريزا ماي رئاسة الوزراء يهيمن على عناوين الصحف البريطانية التي أسهبت في تغطياتها للحدث مع إعلان تشكيل وزراء الحكومة الجديدة وأبرزهم بوريس جونسون، عمدة لندن السابق، الذي تولى وزارة الخارجية.

وقد صدرت الطبعة الورقية للصحف بوقت قصير عقب الهجوم الدامي في مدينة نيس الفرنسية، وراح ضحيته أكثر من 80 قتيلا وعشرات الجرحى.

وبالرغم من هيمنة أخبار حكومة تيريزا ماي على تغطية الصحف إلا أن بعضها تطرق إلى قضايا الشرق الأوسط بشكل مقتبضب.

فقد نشرت صحيفة التايمز تحليلا عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو لعرض مقترحات واشنطن حول التنسيق بين واشنطن وموسكو عسكريا في سوريا.

وقالت الصحيفة إن "على موسكو أن تكون سعيدة بالمقترح الامريكي، فطالما دعت روسيا إلى ضرورة إشراكها في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة".

وترى الصحيفة أن روسيا يجب أن تعتبر المقترح الأمريكي فرصة أمامها لتحقيق مصالحها، مقابل أن تمارس ضغوطا على نظام بشار الأسد لوقف الغارات الجوية على المناطق التي يتم الاتفاق عليها، خاصة تلك التي تكون آهلة بالمدنيين.

حالة من الاحباط بين اللاجئين

أما صحيفة فاينانشال تايمز فكتبت مراسلتها من جزيرة ليسبوس اليونانية مقالا تحت عنوان "حالة الإحباط التي يعاني منها اللاجئون تتجسد في مخيماتهم في اليونان"، إذ تقول الكاتبة إن مخيم موريا في جزيرة ليسبوس تحول إلى رمز لمعاناة اللاجئين واحباطهم.

وقد زارت المخيمات هناك وتحدثت إلى عدد من اللاجئين، لتصل إلى أن أسوأ ما يمكن أن يواجه اللاجئ هناك هو حالة الفراغ التام، فلا عمل ولا نشاطات ولا ساحات لممارسة الرياضة ولا دروس لتعلم اللغة.

وتضيف الكاتبة أن المخيم شهد عددا من الاحتجاجات على الضروف السيئة التي يمر بها اللاجئون، وأن هذا الوضع ينعكس أيضا في الاتفاق التركي الاوروبي الذي يتأرجح هو الآخر بسبب الانتقادات بين الطرفين حول مدى الالتزام ببنوده. وتصل الكاتبة غلى استمرار هذا الوضع مع تواصل تدفق المهاجرين واللاجئين إلى اليونان قد يهدد الاتفاق المذكور بالانهيار.

نوتينغ هيل ترحب بكاميرون

ديفيد

ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني السابق

أما صحيفة التايمز، فجاء تعيين بوريس جونسون وزيرا للخارجية موضوعا رئيسيا على صدر صفحتها، إذ تقول "إن تيريزا ماي جلعت حلفاء كاميرون في آخر قائمة المناصب داخل حكومتها الجديدة، في إشارة إلى عدم اهتمامها بمعسكر البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، وتمثيله في التشكيلة الجديدة.

كما اهتمت في مقال داخلي باليوم الأول لبوريس جونسون على رأس الدبلوماسية البريطانية، وقالت إن هذا التعيين يلقي مزيدا من الشكوك ما إن كان اجتماع مقرر لوزراء الخارجية الأوروبيين، على مأدبة عشاء يوم الأحد، سيتم في موعده أو يلغى بعد خبر تعيين جونسون المفاجئ.

كما اهتمت الصحيفة بقصة مغادرة كاميرون لمنصبه وشقته في 10 داونينغ ستريت، وعنونت أن نوتينغ هيل ترحب بعائلة كاميرون في بيته الجديد، مشيرة إلى أن كاميرون سيحتفظ بحراسة الشرطة.

وذكرت الصحيفة أن كاميرون التقى هناك مع حليفه وزير الخزانة السابق جورج اوزبورن وتناولا القهوة في أحد المطاعم القريبة من البيت الجديد.

تيريزا

أما صحيفة الغارديان فكتبت تحت عنوان "التغيير الوزاري الذي أجرته ماي أذهل الحرس القديم". وتقول الصحيفة "إن التغيير الذي أجرته رئيسة الوزراء الجديدة، وبعد أن طردت أهم الوراء الرئيسيين في الحكومة السابقة، فإنها بذلك دشنت عهد ما بعد كاميرون".

وتضيف الصحيفة أن الحكومة الحالية تتمير ببريق أقل من أصحاب النفوذ المقربين وذوي الامتيازات، عما كانت عليه في عهد كاميرون، في إشارة إلى أن تيريزا ماي جات بفريق أكثر تواضعا وأكثر انفتاحا وتكنوقراطية من الحكومة السابقة.

قصيدة شعر حول إردوغان

الغارديان بدورها أفردت مساحة كبيرة للحديث عن تعيين جونسون وزيرا للخارجية، كما ركزت بالخصوص على أبرز آراء الوزير الجديد وتعليقاته عن بلدان العالم والرؤساء والمسؤولين.

وتوقعت الصحيفة أن ردة فعل الحكومة التركية لن تكون عادية تجاه جونسون، وذلك بسبب قصيدة شعر نظمها جونسون يتهجم فيها على الرئيس التركي طيب رجب إردوغان.

صحيفة الدايلي تلغراف أيضا جاء اهتمامها كبيرا بالحكومة الجديدة، وبتفاصيل كثيرة ودقيقة حول الوزراء، وهذا مايترجم عنوانها الرئيسي الذي جاء بصيغة "وزراء تيريزا ماي من ذوي التعليم الحكومي" في إشارة إلى أن أغلبية المسؤولين الجدد لا ينتمون للمدارس المرموقة الخاصة والنخبوية.

كما تحدثت بإسهاب أيضا على العنصر النسوي الحاضر بقوة في حكومة تيريزا ماي من خلال سبع وزيرات جديدات، وهي الخطوة الأبرز التي ستتميز بها ماي عن باقي من سبقوها في رئاسة الوزراء.