بين انتقال السلطة من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى القادمة الجديدة إلى "10داونينغ ستريت" تيريزا ماي، وأزمة حزب العمال الداخلية جاءت العناوين الكبرى للصحف البريطانية الصادرة اليوم الاربعاء، وكان هذا أكبر ما يشغلها بالدرجة الأولى. لكن بعض الصحف اهتمت إلى جانب ذلك بمواضيع مختلفة، مثل صحيفة التايمز التي اهتمت باستطلاع للرأي حول موجة الهجرة إلى أوروبا والإرهاب، إذ نشر مركز بيو للأبحاث نتائج استطلاع للرأي حول هذه القضية، وتوصل إلى أن غالبية من الأوروبيين يخشون من وقوع أعمال إرهابية بسبب قدوم المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا. كما أن نصف هؤلاء الذين استطلعت آراؤهم، يعتقدون أن المهاجرين عبء على مجتمعاتهم، لأنهم يأخذون من الأوروبيين فرص العمل والامتيازات الاجتماعية. ويخلص مركز البحث الى نتيجة أن أزمة اللاجئين والتهديدات الإرهابية مفهومان مرتبطان ببعضهما في ذهن الكثير من الأوروبيين. وقد بلغت نسبة من يخشون من حدوث "تهديدات إرهابية" بسبب المهاجرين 76 في المئة في بلغاريا، و61 في المئة في ألمانيا، و52 في المئة في بريطانيا، بينما لم تتجاوز نسبة الربط بين الهجرة والإرهاب لدى الفرنسيين نسبة 46 في المئة، وإسبانيا 40 في المئة. وأفردت صحيفة الدايلي تلغراف صفحتها الأولى لموضوع مغادرة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون منصبه، وعنونت: "مع مغادرتي أتمنى أن يرى الشعب بلدا أكثر قوة من بعدي" وفي المتن ركزت الصحيفة على تفاصيل اللحظات الأخيرة لكاميرون في مكتبه، وأخر اجتماع له بالوزراء، مذكرة بانجازاته في تقوية بريطانيا من الناحية المالية، ودعمه للاقتصاد وللأجور والاصلاحات في مجال التعليم. وتورد الصحيفة أيضا تفاصيل وأسماء للوزراء الجدد المحتملين ضمن فريق رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي، وتقول ضمن ذلك أن هناك أخبارا تتحدث عن أن وزير الخزانة جورج أوزبورن سيكون أحد ضحايا التغيير الوزاري، وأن وجوده على رأس وزارة الخزانة كان - حسب الصحيفة - مرتبطا أكثر بمنصب ديفيد كاميرون رئيسا للوزراء. كما اهتمت الدايلي تيلغراف أيضا بالأزمة التي يمر بها حزب العمال أكبر أحزاب المعارضة، ووصفت التصويت حول حق كوربن في الترشح لزعامة الحزب بشكل تلقائي بأنه صفعة قاسية في وجه الجناح المناهض لزعامة كوربن داخل الحزب. وتنبأت الصحيفة بأن هذا الصيف سيكون ساخنا جدا داخل هذا الحزب الذي يعاني من انقسام شديد، تصفه الصحافة أحيانا بالحرب الأهلية التي جعلت جناحا يثور على جناح آخر. أما صحيفة التايمز، فبدورها اهتمت بأزمة حزب العمال، تحت عنوان "حزب العمال معرض لانقسام حاد بعد نجاح كوربن في توجيه ضربة موجعة لخصومه" تقول الصحيفة إن كوربن زعيم الحزب حقق انتصارا على خصومة في الحزب بتأمينه أن اسمه سيدرج بشكل أوتوماتيكي ضمن قائمة المرشحين لزعامة الحزب في أي تنافس قادم. وافردت الصحيفة صفحتين كاملتين للحديث عن تفاصيل هذه القضية. وكباقي الصحف الأخرى كتبت الدايلي تيلغراف الكثير حول خبر تولي تيريزا ماي رسميا منصبها، لكن ما يثير الانتباه أنها وضعت إلى يمين صورة كبيرة لماي في قلب الصفحة الرابعة، صورة أخرى لعمدة لندن السابق بوريس جونسون ومقالا بعنوان: "جونسون يتمسك بالأمل في منصب رفيع بالرغم من الإذلال الذي لحق بزعامته." تنقل الصحيفة عن أصدقاء مقربين من جونسون قولهم إنه يرغب في أن يتولى منصبا في حكومة ماي، وأن لديه الكثير مما يمكنه تقديمه للبلاد، لولا الطعن في قدراته القيادية الذي تلقاه من زميلة في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزير العدل ميشال غوف. وتصل الصحيفة إلى القول إن هذه الملاحظة ربما ستجعل جونسون يحصل عما يبحث عليه في الحكومة الجديدة، فقد تولى عدة مناصب في السابق في الخارجية والدفاع، وإن رئيسة الوزراء الجديدة -تقول الدايلي تلغراف- قد تأخذ ذلك بعين الاعتبار وتمنحه دورا في حكومتها، وهنا تذكر الصحيفة أيضا أن جونسون أعلن دعمه لرئيسة الوزراء الجديدة مباشرة بعد دقائق من إعلانها أنها ستتسلم مهامها اعتبارا من يوم الأربعاء. الفاينانشال تايمز اختارت عنوانها الرئيسي حول موضوع أخر وهو قرار محمة التحكيم الدولية التابعة للأمم المتحدة، وعنونت: "الأمم المتحدة تلقي باللوم على الصين في مسألة النزاع حول بحر الصين الجنوبي." هذا الموضوع شغل الفاينانشال تايمز، واختارت افتتياحيتها لتكون حوله، إذ قالت إن رفض الصين لقرار المحكمة الملزم يبعث باشارة إلى العالم أن بكين تؤمن بالقوة كوسيلة لفض النزاعات، وأن عليها أن تراجع قرارها باعتبارها قوة عظمى في العالم. الصحيفة من جهة أخرى نصحت بريطانيا بأن تتخلى عن نظرتها الضيقة وأن تصطف إلى جانب الولايات المتحدة في هذه القضية، لأنه بالرغم من أن بحر الصين الجنوبي أبعد ما يكون عن أوروبا، إلا أنه منطقة تجمع بين قوتين عظميين من القوى الكبرى في العالم، وأي خلاف بينهما سوف يشكل خطرا كبيرا في حالة عدم حله بالطرق الصحيحة. وتقول الصحيفة أيضا أن أكثر من 5 تريليون دولار أمريكي من التجارة العالمية تمر من خلال بحر الصين الجنوبي، وعليه يجب أن يكون قضية كل واحد منا، حسب قول الفاينانشال تايمز. كما اهتمت الصحيفة أيضا بموضوع الدعم الذي تلقته مرشحة الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون من المرشح بيرني ساندرز. وكتب مراسلها بارني جوسبن أن ساندرز قد قال في بداية شهر يونيو/ حزيران قال ساندرز إنه في نهاية المطاف قد يفكر في التصويت لصالح كلينتون، لكنه لم يقدم خطابا رسميا بدعم ترشيحها، وواصل السباق إلى أن أصبح واضحا تماما أنه لن يستطيع مواصلة المنافسة، فقرر الآن التنازل لصالحها. وانتقد المرشح الديمقراطي المنسحب كلينتون بأنها لا تفعل الكثير لاستقطاب مزيد من الديمقراطيين الشباب، وأضاف بالقول أن منافسها الجمهوري دونالد ترامب ربما سيساهم بشكل غير مباشر في استقطاب هؤلاء الديمقراطيين الشباب ليلتفوا حول كلينتون، بسبب خطابه، أكثر مما تفعله هي كي تستقطب أصواتهم، حسب ما نقلت الصحيفة عن المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز. "خروج بريطانيا قد يتطلب ست سنوات من المفاوضات" هكذا عنونت التايمز أيضا في اهتمام بتصريحات وزير الخارجية فيليب هاموند. تلك التصريحات جاءت - حسب الصحيفة ردا على تصريحات للمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، التي قالت إنه يتعين على رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي أن تعلن بسرعة عن استراتيجيتها وعما ستكون عليه بريطانيا في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. التايمز تنقل على لسان هاموند أن بريطانيا ستبقى عضوا بكامل الشروط في الاتحاد، إلى أن تفعل المادة 50 من معاهدة لشبونة، ثم تتم عملية الخروج من الاتحاد. وفي الوقت الذي تقول فيه ألمانيا إنها تريد الاحتفاظ بعلاقات تجارية مع بريطانيا كما كانت في السابق، وأن تحد من تأثير "البريكست" على دول الاتحاد، فان الفرنسيين - حسب الصحيفة- اتخذوا خطا متشددا تجاه بريطانيا، إذ قالت باريس إن خروج بريطانيا سوف يؤثر على أي نوع من العلاقات التجارية بين الاتحاد وبريطايا. وركزت صحيفة الغارديان على رئيسة الوزراء الجديدة ماي، التي عبرت عن رغبتها في أن يضم فريقها الوزاري مزيدا من الوجوه النسوية. وتقول الصحيفة إن وزير الخزانة جورج أوزبورن مهدد بمغادرة الفريق الوزاري، بسبب رغبة ماي في إعادة التوازن بين الجنسين داخل الطاقم الحكومي. وتتوقع الصحيفة أن تأتي الاسماء الجديدة للوزراء بصيغة 50/50 مناصفة بين الجنسين، وتتوفع أن يبدا الإعلام عن الأسماء بعد دخول ماي مكتبها في 10 داونينغ ستريتز. وقالت متحدثة باسم ماي بأن العمل إنطلق بالفعل من أجل تأسيس وزارة جديدة يقودها كاتب دولة مكلف بمسالة "البريكسيت" أي خروج بريطانيا من الاتحادالأوروبي . واضافت المتحدثة أنه تم تكليف مسؤولين في الإدارة بضرورة البحث عن المبنى المناسب الذي يمكن أن يكون مقرا للوزارة الجديدة، التي سيناط بها التحضير للمفاوضات القادمة مع الاتحاد الأوروبي حول اجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد.جونسون: أريد منصبا في الحكومة
بحر الصين الجنوبي: قضيتنا جميعا
ترامب في خدمة كلينتون
البحث عن مقر "وزارة بريكسيت"
- آخر تحديث :
التعليقات