إيلاف من دبي:&أنقذ القدر في الإمارات شخصًا إماراتيًا (من أصحاب المراسيم بدبي) من الاختفاء للأبد، ومن دون أن يشارك أهله في تشييعه لمثواه الأخير، وكاد يختفي كيميائيًا كالمحاليل الذائبة، والغريب في ذلك أن هذا الشخص كان سيدفن حاملاً اسم وهوية شخص آخر غير موجود في الوجود، فعندما تم نقل المتوفي إلى مستشفى الكويت في الشارقة بعد إصابته بجلطة دماغية وبسؤاله عن اسمه ذكر انه مصطفى البرج، ومن دون أن تقوم المستشفى او مكتب الشرطة الكائن فيها بالتأكد من الأوراق الثبوتية التي اتضح في ما بعد أن المتوفي يحملها في مخبأه كندورته، تم إدخاله للعلاج وبعد مرور نحو شهر توفي المريض تحت هذا الاسم المستعار، وخلال كل ذلك الوقت كان أهله يبحثون عنه متلهفين لمعرفة مكانه، حيث ظلوا يبحثون عنه مرارًا وتكرارًا في جميع مراكز الشرطة والمستشفيات في الإمارات السبع دون جدوى، لأنه مسجل داخل المستشفى باسم آخر غير اسمه الحقيقي، والمثير للدهشة أن أهل الرجل المفقود ترددوا كثيرًا على ذلك المستشفى التي يمكث فيها والدهم، وكان بينهم وبينه اقل من 5 أمتار، ولكن القدر أبى أن يجمعهم بوالدهم.

الهوية في الأمانات.. والإهمال مستمر.. فأين المحاسبة؟!

واستمرت التراجيديا في البحث عن الرجل المسن المفقود الذي يبدو وكأن الأرض انشقت وابتلعته، فلم يحاول المختصون بالشرطة ولا إدارة مستشفى الكويت التعرف على ذويه بشكل إنساني ولم يعيدا التفكير ولو قليلاً في أن الرجل يعاني من فقدان الذاكرة "الزهايمير" حسب تقرير المستشفى، وأنه من الممكن ان يكون الاسم الذي قدمه لهما خاطئًا، ولم يفكروا حتى في البحث عن بطاقة هويته وبطاقته الصحية الموضوعة لدى أمانات المستشفى، وظلا غافلين مما يتطلب وقفة صارمة لمحاسبة المقصرين فيه.

بصمات مريض الزهايمر تنقذه من الاختفاء للأبد

بعد وفاة الرجل المسن تم وضعه في مشرحة المستشفى لمدة 45 يومًا، ومن المعروف انه بعد مرور شهر على وضع أي جثة في المستشفى تقوم المستشفى بدفن الجثة إذا لم يستدل على ذويها، ولكن القدر أبى أيضا أن يموت ذلك الرجل ويموت معه السر للأبد، فأخيرًا تحركت الشرطة بعد وصول رسالة إليها من قبل المستشفى بالحصول على بصمات الجثة تمهيدًا لدفنها لأنه لم يتعرف احد عليها، وهنا تظهر المفاجأة أن بصمات المتوفي لا تنطبق على اسمه وتظهر لشخص آخر مفقود يبحث أهله عنه طوال شهرين ونصف، ويتم إخبارهم بالعثور على والدهم، ولكنه لن يستطيع رؤيتهم أو يستطيعوا التحدث معه لأنه توفي ويمكث جثة هامدة في مشرحة المستشفى.

الداخلية الإماراتية تتفاعل

وقام أهل المتوفي بالشكوى إلى وزارة الداخلية عبر موقعها الإلكتروني النشط بالتفاعل مع قضايا المجتمع بشكل فاعل، ولكن بعد فترة وصلتهم رسالة من شرطة الشارقة بأنه تم حل المشكلة وتم إغلاق الشكوى، ليصابوا بالذهول أن الشكوى تم إغلاقها بعد عدة أيام قليلة من تقديمها، وفي المقابل هم عثروا على والدهم بعد شهرين ونصف من اختفائه.

أين السلامة والعلم.. يا سليم العلماء؟

ويتساءل السوشياليون عن دور وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع محمد سليم العلماء، وأين تفاعله ومهارته الفنية والإدارية التي اكتسبها من كلية الجراحة الملكية بأيرلندا، وهارفارد الأميركية من هذه الكوارث غير الإنسانية؟!!!.

وأضافوا أن الأمر الغريب أن وكلاء وزارة الصحة ووقاية المجتمع يقومون بزيارات للمستشفيات التابعة للوزارة لمناقشة موضوعات منها نتيجة تقييم مركز الخدمة لديهم التي أفضت إلى حصولهم على 3 نجوم من قبل برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة إلى جانب خطط المستشفيات للحصول على 5 نجوم في دورات التقييم، ونسوا أن يفتحوا ثلاجات الموتى في المستشفى المكدسة بجثث لا تعلم هوية أصحابها.. فأين التقدم والتطور، وأين خدمات الخمس نجوم؟!.