كشفت مصادر أردنية أن الكاتب الأردني ناهض حتر، سلم نفسه طواعية للأجهزة الأردنية المختصة، وقال محافظ العاصمة خالد أبو زيد إنه استمع إلى اقوال الكاتب بوجود محام، وقرر توقيفه إلى صباح الأحد، ليحال إلى القضاء.

وكانت وزارة الداخلية الأردنية أعلنت ليل الجمعة ـ السبت أن الكاتب حتر فار من وجه العدالة بعد أن كانت أرسلت "قوة أمنية" لاعتقاله بسبب نشره كاريكاتيرا قيل أنه يسيء للذات الإلهية، لكن القوة لم تجده في منزله.

وقالت صحيفة (الرأي) الحكومية، إن الكاتب حتر حضر الى مبنى المحافظة برفقة احد الاشخاص، بعد استدعائه على خلفية منشوره المذكور على حسابه الذي أغلقه سلفاً على موقع (فايسبوك).

وكان رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي اوغز&الى وزير الداخلية سلامة حماد، مساء الجمعة بالتحقق بما نسب الى حتر من نشر مادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمس الذات الالهية. وطلب الملقي من وزير الداخلية استدعاء الكاتب المذكور من خلال الحاكم الاداري واتخاذ المقتضى القانوني بحقه.

حرية التعبير&

وشدد الملقي على ان القوانين ستطبق بحزم على كل من يقوم بمثل هذه الممارسات الطارئة على مجتمعنا، علما بان حرية التعبير مصانة للجميع لكن ضمن المحددات الدستورية والقانونية.

وعلم موقع صحيفة (الراي) الالكتروني ان محافظة العاصمة طلبت تعزيزات امنية تحسبا من اية اعمال احتجاجية قد تحدث اثناء تواجد حتر في مبنى المحافظة.

ومن جهته، قال الكاتب حتر لوسائل إعلام إنه سلم نفسه بمبادرة منه للمحافظ وشرطة العاصمة، مؤكداً اعتزازه واحترامه للقضاء الأردني النزيه.

حملة الإخوان&

ودشن الإسلاميون الأردنيون وخاصة جماعة (الإخوان) حملة اتهامات وانتقادات ضد الكاتب حتر، وأصدرت بيانا دعت فيه السلطات الأردنية المعنية باتخاذ أقصى العقوبات ضد من يتطاول على المعتقدات الإسلامية.

وقال بيان للجماعة: "في سابقة خطيرة تابعنا اليوم ما صدر من إساءة سافرة وتطاول على الذات الإلهية، واستهزاء بمعاني اليوم الآخر، من قبل المدعو ناهض حتر، الأمر الذي يعتبر استفزازا لكل أردني، وتطاولا على معتقداته، وإساءة لدستور الدولة الذي ينص على أن دين الدولة الإسلام".

وأضافت الجماعة: "كما تشكل هذه الجريمة إثارة للنعرات، وعبثا بالقيم، وتفتح بابا للفتنة؛ لذا ندعو الجهات الرسمية المعنية باتخاذ اقصى العقوبات بحق كل من يتطاول على معتقداتنا وديننا، كما نطالب دائرة قاضي القضاة، ووزارة الأوقاف، بالقيام بدورهما لمواجهة الحملة المنظمة التي تستهدف هويتنا وعقيدتنا الاسلامية، كما نهيب بعلمائنا أخذ دورهم والقيام بواجبهم لمواجهة فكر الإلحاد والتشويه لهذا الدين الحنيف".

الوسط الإسلامي&

من جانبه، استنكر حزب الوسط الإسلامي ما وصفه بـ"التصرف المشين" الذي وقع فيه أحد الكتاب من خلال نشره كاركاتيراً مسيئاً بحق الذات الإلهية.

وقال الحزب الذي كان انشق قبل سنوات عن جماعة (الإخوان) في بيان يوم السبت انه في الوقت الذي نعمل فيه جميعاً على التصدي للفكر التكفيري الضال الذي يعمل على الإساءة لديننا وأمتنا، و نعمل على زيادة اللُحمة الوطنية، نجد أن بعض الناس يؤججون نيران الفتنة، ويدفعون الناس إلى أحضان التطرف و الفكر الضال.&

واكد الحزب أن ما ينـطلق منه هذا الكاتب لا يمثل إلا رأيه، ولا ينسب إلا إليه، وإننا بلد قانون و مؤسسات هي التي تتولى محاسبة هذه الكاتب بعيداً عن صيحات إهدار الدم والقتل، فهذا انجرار إلى الفتنة لا يصح الوقوع فيها .لافتا الى انه من حق الأردني أن يغضب لدينه و قيمه مما يدل على عمق الإيمان و الانتماء مؤكدا بان كلمة تقال من جاهل أو عابث أن تمس بأمن المجتمع وأمانه، وهذا لا يمثل طائفة و لا فئة بل يمثل رأيه و فكره الضال.

وطالب الحزب المؤسسات الدينية المختلفة أن تتخذ موقفاً حازماً لبيان رأيها و موقفها من هذا العابث و على رأسهم دائرة قاضي القضاة و دائرة الإفتاء و وزارة الأوقاف و المؤسسات الكنسية المختلفة.

داعيا الحكومة أن تتخذ الإجراءات الحاسمة بحق كل يثيرون الفتن بين الناس و يشككون بدينهم و قيمهم، و لا يستفيد من هذا إلا أعداء الوطن المتربصون به و بأبنائه.

حزب زمزم&

على هذا الصعيد، استنكر حزب المؤتمر الوطني (زمزم) كل المحاولات غير المسؤولة التي تصدر عن بعض الجهات المحلية والتي من شأنها زعزعة الأمن الوطني وتهديد السلم المجتمعي عن طريق الإساءة إلى الأديان والمقدسات، من خلال نشر الرسوم المسيئة للعقيدة الإسلامية التي تحوي قدراً كبيراً من السخرية والاستهزاء بقدسية الله الخالق جل وعلا.

وقال الحزب في تصريح نشره موقع (عمون) الإخباري يوم السبت: نحن في الوقت الذي ندعو فيه منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية للتوافق على وضع تشريع دولي يجرم الإساءة إلى كل الأديان والمقدسات لدى جميع شعوب العالم، نأمل أن نشكل في الأردن نموذجاً للعيش المشترك بين أصحاب الأديان والمذاهب ونشر قيم التسامح واحترام عقائد الآخرين ومقدساتهم، مما يقتضي تعزيز سلطة القانون في منع العبث والإساءة إلى النسيج المجتمعي أو إثارة النعرات الدينية والمذهبية والاجتماعية في مجتمعنا الأردني المتسامح.

تطويق&

وتمنى الحزب وهو أحدث حزب إسلامي في الأردن على جميع الأطراف من كل الجهات والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والعلماء ورجال الدين والشخصيات السياسية والوطنية العمل على تطويق حادثة النشر المسيئة بطريقة قادرة على المعالجة الحكيمة البعيدة عن الإثارة والتهييج التي لا تحمد عقباها.

وفي الأخير قال: حفظ الله الأردن آمناً مستقراً ونموذجاً للعيش المشترك والاحترام المتبادل بين جميع المكونات المجتمعية.