بعد ساعات من انطلاق حملة (درع الفرات) العسكرية في سوريا، أعلن الرئيس التركي، أن الحملة لا تقتصر على محاربة تنظيم (داعش) المتشدد، بل تطال أيضًا ضرب القوات الكردية. تزامناً، وصل جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي الأربعاء الى تركيا&في زيارة تستغرق يومًا واحدًا.

إيلاف من لندن: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد وقت وجيز على بدء التوغل البري في سوريا، "بصراحة العملية العسكرية تستهدف داعش وميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا"، قاطعًا الشك باليقين حول الأهداف الحقيقية للحملة.&

وأضاف أردوغان: لا يصبح المرء مسلمًا بربط عصابة أو حمل راية مكتوب عليها كلمة التوحيد، أو باستغلال لفظ الجلالة. هؤلاء (تنظيم داعش) لا علاقة لهم بالإسلام، على العكس إنهم مصيبة عليه.

توافق دولي

وقال الرئيس التركي إنه في حال لم يتوصل العالم إلى توافق دولي بخصوص مكافحة الإرهاب، ستكون البشرية بأكملها مسؤولة عن ذلك، لذلك فإن المواجهة المشتركة واجبة.&

وأكد: منذ البداية لم تكن لدينا نية أخرى سوى تقديم العون الخالص إلى أشقائنا السوريين الذين تربطنا بهم روابط تاريخية قوية، ولم نفعل إلا ذلك.

مكيدة&

وقال أردوغان: لن ترضى تركيا بالمكيدة التي يُراد تنفيذها في سوريا، ولن تقبل بفرض الأمر الواقع. سنستخدم جميع إمكانياتنا لحماية وحدة الأراضي السورية، بما في ذلك تولي الأمر بشكل فعلي في حال الضرورة.

وتأتي تصريحات أردوغان بعد إشارات مبطنة عكستها تصريحات وزير الداخلية التركي، أفكان آلا، حول الهدف الحقيقي من العملية العسكرية، التي بدأتها أنقرة بعد ضوء أخضر أميركي-إيراني ومباركة روسية.

وأطلقت العملية تحت شعار طرد داعش من مدينة جرابلس الحدودية، إلا أن تصريحات آلا ألمحت إلى أن التطورات بين أنقرة وطهران وموسكو، أرخت بظلالها على مسار الحرب السورية، قبل أن يحسم ذلك أردوغان.

خلط الأوراق&

والعنوان الأكبر لعملية خلط الأوراق في سوريا ليس إلا تقدم القوات الكردية على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، الأمر الذي أثار مخاوف أنقرة وطهران بشأن تشجيع أكراد الداخل على تصعيد حراكهم.

ويخشى البلدان أن يساهم نجاح أكراد سوريا في السيطرة على مناطق واسعة من ما يعتبرونها كردستان التاريخية، في تصعيد حراك أكراد إيران وتركيا الرامي إلى نيل الاستقلال، أو بالحد الأدنى الحكم الذاتي.

ودفعت الهواجس المشتركة البلدين إلى تجاوز الخلافات بشأن الحرب السورية، إذ تخلت تركيا على ما يبدو عن أولوية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مقابل مشاركتها على الأرض السورية بالتصدي للمشروع الكردي.

بايدن في تركيا

وإلى ذلك، وصل جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى تركيا في زيارة تستغرق يومًا واحدًا، وهو أكبر مسؤول أميركي يتوجه إلى أنقرة منذ وقوع الانقلاب الفاشل.

ومن اللافت أن زيارة بايدن تأتي بالتزامن مع إطلاق أنقرة عملية عسكرية في محيط مدينة جرابلس السورية بمساندة مقاتلات أميركية.

واضطر بايدن للقيام باستدارة كاملة في طريقته إلى تركيا، وهو وصل أنقرة قادمًا من لاتفيا، ومن ثم سيعود في اليوم نفسه إلى شمال أوروبا، متوجهًا إلى السويد المحطة القادمة في جولته الخارجية.

وجدول بايدن حافل باللقاءات خلال زيارته القصيرة لتركيا، بما في ذلك محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

فتح الله غولن

ويتوقع أن تركز المحادثات على مصير الداعية المعارض فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي تطالب أنقرة بتسليمه لها على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل ليلة الـ16 يوليو الماضي.

وينفي غولن جميع التهم، فيما تصر واشنطن على ضرورة تقديم أدلة دامغة تثبت تورط الداعية الإسلامي في الانقلاب قبيل ترحيله إلى تركيا.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أكدت الثلاثاء على لسان المتحدث باسمها مارك تونر، عشية زيارة بايدن، الشروع في دراسة طلب تسليم غولن المقدم من قبل أنقرة، وقال تونر: "يمكننا أن نؤكد أن تركيا طلبت منا تسليم السيد غولن لها".

وأوضح الدبلوماسي الأميركي أن الحديث يدور عن "طلب تسليم رسمي"، نافيًا أن يكون هذا الطلب مرتبطًا بمحاولة الانقلاب في تركيا.
&