قالت إيران إن دعمها لنظام أردوغان ضد المحاولة الانقلابية يعتبر دعمًا للشرعية تمامًا، كما تدعم شرعية الرئيس السوري بشّار الأسد. واتهمت الولايات المتحدة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.

إيلاف من لندن: قال مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران وأنقرة أدارتا العلاقات الدبلوماسية بطريقة بارعة، ولم يتخذ أي من الطرفين أي خطوات من شأنها دفع الخلافات حول القضية السورية إلى الواجهة، وحافظتا على الشراكة الاستراتيجية.

وقال عبداللهيان لوكالة (سبوتنيك) الروسية حول العلاقات بين ايران وتركيا، أنه وعلى مدار الخمسة أعوام الأخيرة وعلى الرغم من تطور الأزمة السورية وتركيز الجهود الدبلوماسية التركية بشأن الخلافات حول مستقبل سوريا، فإن هذا لم يؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وطهران.

حل التناقض

وأشار مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية والأفريقية إلى أن وزارتي الخارجية الإيرانية والتركية كثفتا الاتصالات منذ نحو عامين، موضحًا أن حل التناقض في وجهات النظر بين طهران وأنقرة بشأن المستقبل السياسي للرئيس السوري المنتخب شرعيًا بشار الأسد، كان في العمل الدبلوماسي الكبير بين خارجيتي البلدين.

وعلق مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني على التطورات الداخلية الأخيرة في تركيا قائلاً: من الواضح أن الأميركيين هم من وقفوا وراء محاولة الانقلاب الفاشلة. فمن غير المقبول أن تقلع المقاتلات الأميركية من قاعدة "إنجرليك" الجوية من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية التركية. ولا أعتقد أن واشنطن لم تكن تعرف شيئًا عن الأمر.

رئيس شرعي

وأكد عبد اللهيان أنه لهذه الأسباب ولأسباب أخرى، كان رد إيران على الأحداث التي وقعت في تركيا ليلة 16&يوليو هو دعم الرئيس المنتخب شرعيًا للبلاد رجب طيب أردوغان.

وتابع عبد اللهيان: من المهم هنا التأكيد على أن إيران دعمت أردوغان لنفس السبب تمامًا الذي دفعها لدعم الأسد من قبل، وهو انتخابهما شرعيًا لرئاسة بلديهما. فالاتساق في تطوير المواقف واتخاذ القرارات إشارة مميزة لشفافية سياساتنا الخارجية، خاصة على المستوى الإقليمي.

وحول آفاق السياسة الخارجية لأنقرة والتغييرات التي شهدتها، قال عبد اللهيان إنه مع الأخذ في الاعتبار المخططات غير القانونية للولايات المتحدة الأميركية لمحاولة الإطاحة بالرئيس المنتخب شرعيًا للبلاد، فإنه من الطبيعي أن يعيد السيد أردوغان وفريقه النظر في السياسات الخارجية للبلاد وأخذ التدابير اللازمة، لأنه وقبل كل شيء، فإن هذا يتعلق بالمستقبل السياسي في سوريا.

وقت طويل

واشار إلى ضرورة التعامل مع الأمر بواقعية، فعلى الرغم من زيارة أردوغان لموسكو والاجتماع اللاحق لوزيري خارجية تركيا وإيران، فإن التغييرات الجذرية في السياسة الخارجية لأنقرة ستستغرق وقتًا، مؤكدًا أنه ما زال هناك طريق طويل أمام تركيا لتقطعه في هذا الأمر.

وخلص عبد اللهيان إلى القول: مازلت متفائلاً، وأنا مقتنع بأن التغييرات المعقدة التي تتخذ في عقيدة السياسة الخارجية التركية تصب في صالح السلام والاستقرار في المنطقة، فتركيا باعتبارها أحد اللاعبين الإقليميين الأكثر أهمية، تلعب دورًا بناء في مكافحة الإرهاب في سوريا والعمل على استقرار الوضع السياسي هناك.