إيلاف من لندن: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو وواشنطن أقدمتا على خطوة جديدة لإطلاق التعاون حول سوريا، مؤكدا بقاء نقاط اختلاف تقنية، ولم يستبعد التوصل إلى اتفاق مع واشنطن حول سوريا في غضون أيام عدة.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي عقده في أعقاب قمة العشرين في الصين يوم الاثنين 5 سبتمبر، إن الطرفين الروسي والأميركي بحثا خلال اللقاء جميع المسائل المطروحة بالتفاصيل وتوصلا إلى تفاهم متبادل.

وتعليقا على لقائه الأخير بنظيره الأميركي باراك أوباما، قال الرئيس الروسي: "إننا مع أوباما انخرطنا في النقاش بالتفاصيل وجها لوجه. وأعتقد أننا توصلنا إلى تفهم لمواقف بعضنا البعض وإلى تفهم للقضايا التي نواجهها. ويجب علينا معالجة بعض النقاط التقنية، وإذا تمكن (وزيرا الخارجية) كيري ولافروف من إحراز هذا الهدف، فسيعني ذلك أننا أقدمنا على خطوة جديدة إلى الأمام لتسوية الأزمة السورية".

أمل&

وأضاف بوتين: "من السابق لأوانه الحديث عن أي أطر لاتفاقنا، لكنني أعول كثيرا على التوصل إلى هذا الاتفاق، ولدينا ما يبعث على الأمل في تحقيق هذا الهدف خلال الأيام القليلة القادمة. ويمكنني القول إن عملنا المشترك مع الولايات المتحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك على المسار السوري، سيشهد تحسنا وتكثيفا بقدر كبير".

وأوضح أن وزيرتي الخارجية في روسيا والولايات المتحدة تواصلان العمل على إتمام صياغة للاتفاقات الأولية، لكنه أعرب عن قناعته بـ"إننا على الطريق الصحيح، وأعتقد أنه بإمكاننا أن نتوصل إلى اتفاق لو لفترة زمنية معينة، لكي نحاول معا وبنشاط، تصويب الوضع في سوريا".

وأكد أنه على روسيا أن تجري مشاورات مع الحكومة السورية حول مضمون تلك الاتفاقات، وإبلاغ الشركاء الآخرين، وبالدرجة الأولى، إيران.

موسكو ـ واشنطن&

كما أكد بوتين استعداد روسيا لاستعادة العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة، واصفا وضعها الحالي بأنه غير طبيعي. وتابع أنه على واشنطن، إن أرادت تحسين العلاقات مع موسكو، إلغاء العقوبات والبحث عن حلول وسط. وكشف أنه لم يتناول موضوع العقوبات مع نظيره الأميركي إلا بشكل مقتضب جدا.

وأكد أن الولايات المتحدة شريك مهم جدا بالنسبة لروسيا ولاسيما في المجال الأمن.

تعاون ثلاثي&

وقال ردا على سؤال حول التعاون الروسي الأميركي التركي في الملف السوري وحول أهداف عملية محاربة الإرهاب التي أطلقتها أنقرة في شمال سوريا: "لا يمكننا أن نكون واثقين مئة بالمئة من أهداف أحد، لكن حوارنا حول المسائل المتعلقة بسوريا مستمر مع الشركاء الأتراك والأميركيين على حد سواء".

وأضاف بوتين: "على الرغم من كل شيء، هناك تقارب معين لمواقفنا وتفاهم حول ماهي الخطوات التي يمكننا أن نقدم عليها من أجل نزع فتيل التصعيد في سوريا والبحث عن حلول مقبولة للجميع".

العملية التركية

وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس الروسي أن توغل القوات التركية شمالي سوريا لم يفاجئ روسيا. وقال: "كنا ندرك ما يحدث وإلى أين تتجه الأمور. ونحن نرى تحركات القوات، والتطلعات، والقضايا التي تظهر في تركيا بسبب الأحداث في سوريا.. إننا نرى كل شيء جيدا، وبشكل عام، لا مفاجآت بالنسبة لنا. لكنني أكرر مجددا: إننا لا نرحب بأي خطوات تتعارض مع أحكام ومبادئ القانون الدولي".

واستطرد قائلا: "وفي ما يخص استعادة علاقتنا، فيجري العمل في هذا الاتجاه طبقا للخطة، ولكن ليس بالوتيرة التي يريدها الشركاء الأتراك". واعتبر أن "الشيء الأهم هو توفير القاعدة لاستعادة التعاون كامل النطاق".

وأضاف أن موسكو تنتظر صدور نتائج التحقيقات مع المذنبين في إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في سماء سوريا وقتل قائدها.

تطبيع العلاقات

وأوضح أن الشروع في تطبيع العلاقات الروسية-التركية مرتبط بهذه التحقيقات. وأوضح قائلا: "يرتبط ذلك باعتقال الطيار الذي وجه الضربة إلى طائرتنا، كما ألقي القبض على شخص أطلق النار من أراضي سوريا على الطيارين الروسيين بعد قفزهما من الطائرة".

وأضاف: "إننا ننتظر نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات التركية، وفي أي حال من الأحوال، إننا نرى سعي القيادة التركية لاستعادة العلاقات الروسية - التركية".

وأضاف أن الجانب الروسي يسمع اليوم من أنقرة أن استهداف القاذفة التركية جاء بلا موافقة من القيادة التركية، وشدد مجددا على ضرورة انتظار صدور نتائج التحقيقات.

روسيا واليابان

وإلى ذلك، أشار بوتين إلى أهمية خلق الأجواء المناسبة من أجل توقيع اتفاق سلام بين روسيا واليابان، وأعلن أنه من المهم للغاية، أن تخلق أجواء مناسبة لتوقيع اتفاق سلام بين روسيا واليابان.

وقال الرئيس الروسي: "إن خلق الظروف المناسبة لحل أي مسألة، بما في ذلك اتفاق السلام، أمر مهم جدا". داعيا للامتناع عن البحث عن "الخطوط الحمراء" ضمن المفاوضات مع اليابان، حول جزر الكوريل، وإلى أن تتحرك الأطراف باتجاه بعضها البعض.&

وقال بوتين في هذا الصدد: "دعونا لا نبحث عن "الخطوط الحمراء"، دعونا نتحرك، ليس باتجاه الطريق مسدود، بل في الشوارع التي تسمح لنا بالحركة،…، الحركة في اتجاهات مختلفة، في كلا الاتجاهين".&

وأكد أن شحَّ الاتصالات مع اليابان سببه اعتماد طوكيو على واشطن ضمن توجهات سياستها الخارجية، وذلك لكون طوكيو تعتمد بشكل رئيس في سياستها الخارجية على شريكها الرئيس المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية.