موسكو: تبدو قمة مجموعة العشرين التي تبدأ الاحد في هانغتشو شرق الصين كاجتماع الفرصة الاخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما للتوصل الى اتفاق حول سوريا وأوكرانيا قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الاميركية.

ومنذ لقائهما الثنائي الذي لم يكن مرتقبا في&نوفمبر 2016 في تركيا والذي كسر الجليد بين موسكو وواشنطن حول الازمة السورية، واجه الرئيسان صعوبة في تقريب مواقفهما حول تسوية هذا النزاع رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها وزيرا خارجيتهما.

وروسيا والولايات المتحدة اللتان تشنان ضربات جوية بشكل منفصل ضد مجموعات إرهابية في هذا البلد الذي يشهد نزاعا مسلحا بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة، تختلفان بعمق حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد حيث تعارض موسكو بشدة رحيله الذي تطالب به واشنطن.

واكد اوباما في مطلع اغسطس انه رغم العلاقة "القاسية والصعبة" مع روسيا لا تزال الولايات المتحدة تسعى الى التعاون مع موسكو لتحقيق&انتقال سياسي في سوريا،&ولايجاد حل دبلوماسي للنزاع الاوكراني بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا.

من جانب اخر اعتمدت واشنطن، التي تعبر بانتظام عن قلقها من العدوان الروسي&في اوكرانيا رغم نفي موسكو القاطع لأي تدخل، لهجة مختلفة في اغسطس حيث قللت علنا من شأن مخاطر اجتياح روسي لهذا البلد وهي الفرضية التي كان يثيرها باستمرار الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو.

اللقاء

وقال يوري اوشاكوف مستشار الكرملين "رسميا من غير المرتقب عقد اي لقاء بين بوتين واوباما" خلال قمة مجموعة العشرين،&واضاف "لكننا لا نستبعد ان يتمكن الرئيسان من ايجاد الوقت لإجراء اتصال عمل على هامش اعمال القمة كما حصل في السابق".

وقال المحلل الكسي ماكاركين نائب رئيس المركز الروسي للتكنولوجيات السياسية لوكالة فرانس برس انه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر، "سيحاول اوباما حل اكبر قدر من القضايا لكي لا يترك كثيرا من الامور العالقة للرئيس الذي سيخلفه، اي التوصل الى اتفاق حول اوكرانيا وسوريا وتسوية مع روسيا".

من جهته، يمكن ان يستفيد بوتين من فرصة انعقاد قمة العشرين "لكي يحاول الحصول من اوباما، الموجود في موقع ضعف مع انتهاء ولايته، ما لم يتمكن من الحصول عليه من واشنطن" في السنوات الماضية كما تقول المحللة المستقلة ماريا ليبمان،&واكد ماكاركين "لكن لم يتبق امامهما الكثير من الوقت، وهناك ازمة ثقة كارثية بين البلدين".

تجنب الاسوأ

وترى ليبمان ان العلاقات بين اوباما وبوتين لم تسدها الثقة ابدا ما حال دون تمكن الرئيسين من تحويل "التعاون الى شراكة حقيقية".

وعشية اول لقاء بينهما في 2009 قرب موسكو في منزل بوتين حين كان رئيسا للوزراء، وبعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين وصفه اوباما بانه رجل الماضي متهما اياه بانه يدير الشؤون تارة على الطريقة القديمة وطورا حسب الطريقة الجديدة،&ورد بوتين انذاك "نحن نتطلع دائما الى المستقبل".

وذكر المحلل فيودور لوكيانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع بان اوباما كان "حذرا جدا على الدوام" على مستوى التحرك في القضايا التي تشمل روسيا.

وفي هذا السياق عدل الرئيس الاميركي في 2013 عن استخدام القوة ضد النظام السوري ووافق على إعطاء فرصة للدبلوماسية، بعد اقتراح من موسكو بتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي.

وبعد سنة في العام 2014 استبعد اوباما اي استخدام للقوة "لحل القضية الاوكرانية" اثر طلب من اوكرانيا لمنحها مساعدة عسكرية واسعة النطاق.&واكد لوكيانوف "لقد تمكن بوتين واوباما معا من تجنب الاسوأ، وحالا دون تدهور العلاقات الاميركية-الروسية الى نزاع مباشر".

وفيما تعتبر المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون المدافعة عن نهج حازم حيال روسيا، الاوفر حظا في الانتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة في نوفمبر فسيكون الامر "اكثر صعوبة كثيرا لموسكو لايجاد ارضية توافق مع واشنطن بعد رحيل اوباما".