أعطى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤشرات إيجابية في تصريحات في لندن، يوم الثلاثاء، عن أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا خلال 24 ساعة.


نصر المجالي: نقلت تقارير عن الجبير قوله حين سُئل في إفادة صحفية في لندن أن يعلق على فشل الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فقال إنه لن يصف ذلك بالفشل وإنما بالعمل المستمر.

وأضاف: "هناك إمكانية للوصول إلى تفاهم في الساعات الأربع والعشرين المقبلة أو نحو ذلك، والذي سيختبر جدية بشار الأسد في الالتزام." لكن الوزير مضى يقول إن تاريخ الأسد لا يبعث على التفاؤل بشأن تنفيذ أي اتفاق.

وعبّر وزير الخارجية السعودي عن أمله بأن تسفر محادثات لندن والمحادثات الروسية الأميركية عن اتفاق ينهي الصراع السوري وينقل سوريا لمستقبل لا مكان للأسد فيه، وفقًا للجبير.

كما أكد الجبير أن المفاوضات الأميركية الروسية قد تسفر عن اتفاق خلال أربع وعشرين ساعة، مؤكدًا أن الخيار لنظام الأسد إما الرحيل بحل سياسي أو عسكري.

وتداعى اتفاق لوقف الاقتتال، توسط فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في فبراير، في غضون أسابيع مع اتهام واشنطن قوات الأسد بانتهاك الاتفاق.

تقدم&

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تحقق تقدمًا في المحادثات مع روسيا بشأن التوصل إلى وقف للقتال المستمر في سوريا.

وصرح مارك تونر، المتحدث باسم الوزارة، أن الولايات المتحدة لن تقبل بأقل من اتفاق مثالي، حول وقف القتال، مستدركًا بالقول إنها تحتاج نهجاً واضحاً لتحقيق وقف للقتال في أرجاء البلاد من أجل التوصل إلى اتفاق.

وهذه التطورات تأتي غداة عقد الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما لقاء ثنائيًا، على هامش قمة مجموعة الـ 20 في الصين، بحثا خلاله الأزمة السورية، علمًا أن الجانبين أكدا أن اللقاء كان مثمرًا، مع ضرورة استمرار العمل لمعالجة بعض النقاط التقنية.

وكان مصدر في وزارة الخارجية الروسية أفاد الاثنين بأن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري لم يتوصلا إلى تفاهم بشأن سوريا، إلا أنه من السابق اعتبار المباحثات فاشلة.

وأشار بيان رسمي صدر عن الخارجية الروسية الاثنين إلى أن الوزيرين الروسي والأميركي واصلا بحث "آليات التعاون بين البلدين للقضاء على الإرهابيين في سوريا من أجل المساعدة على إيجاد حل سياسي للمواجهة المستمرة على مدى سنوات طويلة في سوريا".

ويتنظر أن يعقد وزيرا الخارجية الروسي والأميركي اجتماعًا لبحث سبل تجاوز نقاط الاختلاف وصياغة اتفاق جديد حول سوريا من شأنه تعزيز نظام الهدنة.

اجتماع سوري

ويستضيف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اجتماعًا للهيئة العليا للمفاوضات لقوى المعارضة السورية يوم الأربعاء 7 سبتمبر، لإطلاق رؤيتهم السياسية حول المفاوضات من أجل إنهاء الصراع، ورؤيتهم حول مستقبل النظام السياسي ومستقبل سوريا.

وتضم الهيئة العليا للمفاوضات طيفًا واسعًا ومتنوعًا من المعارضين السوريين، بمن فيهم مجموعات مقيمة في دمشق، إضافة إلى جماعات معارضة مسلحة ومعتدلة، وهذا التنوع في الهيئة يعني وجود آراء متنوعة أيضا داخل الهيئة تمثل تنوّع المجتمع السوري، ولكن جميعهم أعلنوا التزامهم بالحل السياسي التفاوضي على أساس بيان جنيف.

نهج سياسي شامل

وأكد المبعوث البريطاني الخاص بسوريا غاريث بايلي في تصريحات نشرتها (إيلاف) يوم الثلاثاء، أن بلاده تتعاون فقط مع المعارضة الملتزمة بنهج سياسي شامل لكل السوريين، كما أن بريطانيا لا تقيم أي اتصالات مع جماعات متطرفة أو إرهابية مثل جبهة النصرة (فتح الشام حاليًا) أو جند الأقصى.

&وشدّد بايلي على أن الحكومة الانتقالية في سوريا يجب أن تكون بعيدة عن الأسد الذي كان سبباً رئيساً في ما وصلت إليه بلاده من دمار، &لكن هذا لا يعني أن الحكومة الانتقالية ستكون مكونة من فئة أو مجموعة سياسية واحدة، بل يجب أن تكون تشاركية تمثل كافة شرائح المجتمع السوري وتوقف سفك الدماء وتكون قادرة على محاربة التطرف والإرهاب.
&
وقال غاريث بايلي إن دور بريطانيا في استضافة ودعم اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات لقوى المعارضة السورية "يأتي في إطار دعمها للحل الصحيح والمناسب، أي الحل السياسي عبر حكومة انتقالية"، وكذلك في "إطار الدور الرئيسي والمهم الذي تلعبه بريطانيا في سوريا من خلال تقديم 2.3 مليار جنيه استرليني مساعدات إنسانية للشعب السوري، والتعهد بتقديم مليار جنيه استرليني من أجل إعادة إعمار سوريا، ومحاربة داعش، والسعي الدائم من أجل حصول عملية انتقال سياسي في البلاد."