إيلاف من لندن: أفصحت بيانات لمؤسسة Intergenerational البحثية البريطانية عن أن الأسر الشابة أضحت كالأقليات في المناطق الداخلية من المدن، بسبب أزمة السكن، بينما بات يشعر ملاك المنازل من كبار السن بحالة انعزال في الضواحي الموجودة بويلز وانجلترا.

وأضافت المؤسسة أن عدد المناطق، التي تقطنها أغلبية تزداد أعمارها عن الـ 50 عاماً، قد زاد بمقدار 7 أضعاف منذ العام 1991 مع تزايد انتقال الشباب للعيش في المدن، وهو ما يعني أن أجيالاً مختلفةً بدأت تعيش بشكل منفصل على نحو متزايد.&

فيما ردت الحكومة البريطانية على ذلك بقولها إن عمليات بناء المنازل تعتبر من ضمن "أولوياتها المطلقة".

وتوصلت المؤسسة، التي تهدف إلى حماية حقوق الأجيال الشابة عند وضع السياسات، لتلك البيانات بعد تحليلها ظروف انفصال الشبان والشابات عن أسرهم حسب المرحلة السنية في المناطق المحلية بانجلترا وويلز.

واستعانت المؤسسة بتقييمات سكان يعيشون في مناطق صغيرة من آخر ثلاثة أعوام خاصة بالتعداد السكاني هي 1991، 2001 و2011، بالإضافة الى بيانات من العام 2014 بهدف التحقق من الطريقة التي اختلف بها الانفصال حسب السن مع مرور الوقت. &&

كما أخذت المؤسسة&في الاعتبار بيانات أخرى تعود للعام 2011 من مكتب الإحصاءات الوطنية بخصوص التصنيف من الريف إلى الحضر.

وعلّقت المؤسسة هنا بقولها "عادة ما ينتج انفصال الأبناء عن ذويهم في سن ما عن أمور متعلقة بالسكن".&

ودعت المؤسسة في هذا السياق إلى ضرورة توفير منازل معقولة السعر مناسبة للشباب الصغير، وبناء منازل أخرى لمن يرغب منهم العيش في مساحات صغيرة، توفير عدد أكبر من المنازل التي يمكن استئجارها، تشجيع أصحاب المنازل كبار السن على تقسيم منازلهم، البناء في المناطق الفقيرة بيئياً بالحزام الأخضر، وزيادة الكثافة عن طريق البناء صعوداً (إلى أعلى)، وخلق مزيد من المساحات الخارجية المشتركة.

وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، عن أنغوس هانتون، المؤسس المشارك للمؤسسة، قوله: "نحن نتجه صوب ظهور مجتمع يتألف من مستويين، يتعرض فيه الشباب لحالة من العزلة، بدفعه قيم إيجارات مرتفعة في مراكز المدن لأصحاب العقارات كبار السن، الذين يتمتعون برغد العيش في المناطق الريفية والحضرية".

وتابع أنغوس حديثه بالقول: "زادت عمليات الانفصال وفق المرحلة السنية بصورة كبيرة في أوساط البالغين الشبان نتيجة إقدامهم على استئجار سكن. وهو ما يوضح أن ذلك ناتج عن تلك المشكلات التي تعاني منها سوق الإسكان في المملكة المتحدة".

وكانت وزارة المجتمعات والحكومة المحلية قد أكدتا على أن مسألة بناء المنازل التي يحتاجها المواطنون طوال الوقت هي أولوية مطلقة بالنسبة للحكومة، وأنهم قد انتهوا بالفعل من تسليم ما يقرب من 900 ألف وحدة سكنية منذ نهاية عام 2009.