يعيش نحو 400 شخص في ظروف قاسية في أحد المستشفيات العسكرية السابقة، تعود للعصر السوفيتي في العاصمة الجورجية تبليسي. وقام المصور جاكوب بوردن بالتقاط صور لحياة هؤلاء الذين يعيشون على هامش المجتمع.

بعد نحو 25 عاما من سقوط الاتحاد السوفيتي السابق، اضطر الكثيرون الذين يكابدون من أجل إيجاد منزل ووظيفة في جورجيا إحدى جمهوريات الاتحاد المتفكك، إلى اتخاذ المباني المهجورة مأوى لهم. وبعض هؤلاء لاجئون من أبخازيا، وهي منطقة من جورجيا شهدت حربا انفصالية عامي 1992-1993. ونزح نحو ربع مليون شخص داخل جورجيا بسبب هذه الحرب، بينما تشرد آخرون لضيق الحال.

مايا دياوري، البالغة من العمر 45 عاما، تعمل على تحويل إحدى الغرف في مستشفى سابق إلى مكان قابل للمعيشة. وتقول: "ليس لدينا الكثير، كل ما نملكه هو بعضنا البعض".

المستشفى المهجور غير آمن، ويوصل إليه المرافق مثل الكهرباء عن طريق مجموعة من الأسلاك والأنابيب بينما تتسرب مياه الصرف الصحي عبر جدران البناية بسبب تهالك شبكة الصرف.

يعيش في البناية نحو 80 طفلا، أغلبهم أقل من عمر ست سنوات، مثل نيكولوز بيرياشويلي الذي يبلغ من العمر عامين، وينام في ذات الغرفة مع أمه وأبيه وشقيقته.

يعتمد أغلب السكان على الإعانات التي تقدمها لهم الدولة، ويفضلون أن ينفقوا مبلغ الـ 300 لاري الذي يتلقونه شهريا على الغذاء بدلا من استئجار منزل متواضع.

سيارة من الحقبة السوفيتية في موقف للسيارات خارج المبنى. ويتذكر بعض السكان من كبار السن الحقبة الشيوعية بنوع من الحنين إلى الماضي، ويقولون إنهم كانوا حينها يمتلكون منازل ووظائف ويتمتعون بالاستقرار.

تقف ماتيكو برتسكولافا، وهي أرملة تبلغ من العمر 46 عاما، في مسكنها الذي يضم غرفتين. وتعيش وحدها بعد أن ذهب ابناها المراهقة لتلقي تعليمهما الديني.

يبذل السكان قصارى جهدهم لتحسين المبنى وجعل غرفه مريحة، ويستخدمون مخلفات ورق الحائط والأرضيات في المناطق المجاورة لتحويل الغرف الخرسانية إلى منزل نظيف.

يعيش نحو 150 أسرة في المبنى. وتتشارك مريم غابيسونيا البالغة من العمر سبع سنوات الغرفة مع شقيقتها، وتلعب لعبة المطاردة مع غيرها من الأطفال في طرقات المستشفى السابق.

"أيا أوكأوري" تبلغ من العمر 42 عاما وهي أم لطفلين، وتعيش مع زوجها وشقيقه، ويعملان في أعمال غير منتظمة لكسب قوتهم.

تقول ماتيكو برتسكلافا، البالغة من العمر 46 عاما: "لا أشعر أنني جزء من المجتمع الجورجي". ويشعر الكثير من السكان بأن المجتمع الحديث قد تجاهلهم وطرحهم على الهامش.