اتهمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روسيا بـ"البربرية" في القصف بمدينة حلب السورية.

وفي اجتماع طارئ بمجلس الأمن الدولي التابع للمنظمة، قالت سامانثا باور إن روسيا كذبت على المجلس بشأن سلوكها في سوريا.

كما قالت باور إن روسيا والنظام السوري "يدمران ما تبقى من مدينة شرق أوسطية أيقونية".

وتقول روسيا إنها تحاول القضاء على إرهابيين في سوريا مع الحد بقدر الإمكان من الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن إرساء السلام في سوريا أصبح "مهمة شبه مستحيلة الآن". كما اتهم جماعات المعارضة المسلحة بتخريب وقف إطلاق النار الذي انهار مؤخرا.

وأصبحت مدينة حلب، شمالي سوريا، واحدة من ساحات القتال الرئيسية في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات.

وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية اليوم إن العاملين بمجال الإغاثة على الأرض ذكروا أن نحو نصف الضحايا الذين يتم انتشالهم من وسط الركام أطفال.

وقال القائمون على مستشفى هناك إن 43 في المئة من المصابين الذين تلقوا العلاج أمس كانوا أطفالا، فيما قال طاقم إسعاف سوري إن أكثر من 50 في المئة ممن تم نقلهم خلال اليومين الماضيين كانوا أطفالا.

وأبلغت باور المجتمعين في مجلس الأمن أن روسيا، التي تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، "كان لديها القدرة منذ فترة على إنهاء المعاناة".

وأضافت "بدلا من السلام، فإن روسيا والأسد يجنحان إلى الحرب. بدلا من إيصال مساعدات إنقاذ حياة للسوريين، فإن روسيا والأسد يقصفان المستشفيات وفرق الطوارئ".

واتهمت روسيا بالإعداد للضربات الجوية على القسم الشرقي من حلب في الوقت الذي كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يُبلغ الأمم المتحدة أن بلده ملتزم بالحل السلمي في سوريا.

ودعت باور المجلس إلى "التحلي بالشجاعة لأن يُعلن هوية المسؤول ويُبلغ روسيا أن تتوقف".

وألمح عدد من الممثلين في الاجتماع إلى أن روسيا ربما ارتكبت جريمة حرب بقصف قافلة مساعدات إنسانية بالقرب من حلب يوم الاثنين الماضي.

ونفت روسيا تنفيذ الغارات التي أسفرت عن تدمير 18 شاحنة من إجمالي 31 كانت تتألف منهم القافلة. وقالت روسيا إن القصف كان إما عن طريق مسلحي المعارضة أو بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار.

ويأتي الاجتماع، الذي عُقد بطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بعد زيادة في شدة حملة القصف في حلب.

وقال ستافان دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا إن 213 مدنيا على الأقل قتلوا منذ بدء الحملة، كثير منهم أطفال ونساء. وأضاف أن النزاع بلغ "مستويات مرتفعة جديدة من الإرهاب".

وبعد ساعات من انتهاء وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا، أعلن النظام السوري شن حملة جديدة ضد شرقي حلب، وبدأت الطائرات قصف المنطقة المحاصر فيها نحو 275 ألف شخص.

وقال مندوب روسيا إن هناك ممر إغاثة يُمكن للمدنيين استخدامه لكن مسلحي المعارضة أغلقوه.

وقال دي مستورا إن ثمة تقارير تشير إلى أن روسيا استخدمت أسلحة حارقة في حلب "تسببت في لهب شديد لدرجة أنه أضاء ظلام حلب كما لو كان ضوء النهار".

وأضاف أن روسيا والحكومة السورية تستخدمان القنابل الخارقة للحصون، المصممة لتدمير الأرض والقضاء على أهداف موجودة أسفلها، في مناطق آهلة بالسكان.

وقال "الاستخدام المنهجي الذي لا يُميّز لمثل هذه الأسلحة في مناطق يوجد بها مدنيون قد يصل إلى حد جريمة حرب".

ودعا دي مستورا المجلس إلى اقتراح هدنة أسبوعية لمدة يومين بهدف ضمان قدرة موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة على الوصول إلى شرقي حلب.