إيلاف من لندن: أكد جميل دياربكرلي، مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، أن يوم الأول من شهر يناير هو يوم للسلام العالمي يخصصه المسيحيون في كل أنحاء العالم للصلاة من أجل السلام في العالم. من أجل "هذا المصطلح الذي فقدناه منذ زمنٍ طويل في بلدان منطقة الشرق الأوسط، ففي يوم السلام العالمي يحتضر السلام في أرض السلام والحضارات منطقة الشرق الاوسط".

وأشار لـ"ايلاف "الى أنه بينما كان العالم بأسره يحتفل بالإعياد الميلادية من خلال نصب الاشجار، و إطلاق المفرقعات النارية، و تشييد مغارات ميلادية، وإقامة احتفالات موسيقية كبيرة من وحي العيد "كان معظم سكان منطقة الشرق الأوسط يحتفلون بدورهم بالأعياد، ولكن على طريقتهم الخاصة، فقد قطعوا الاشجار ليتدفئوا عليها علها تقيهم برد الشتاء، ولم يستطيعوا تزيين منازلهم بالمغارات الميلادية لانهم يسكنون بها، بعد أن لفظتهم الأرض، ولم تغب المفرقعات النارية عنهم ولكن المفارقة ان اجسادهم كانت هي من تتطاير هنا وهناك نتيجة هذه المفرقعات، وبما يخص الحفلة الموسيقية فبكاء الأمهات التي فقدت اولادها، ونواح الزوجات على موت رجالها، وتنهدات الاطفال الذين يشتاقون لآبائهم المفقودين كلها شكلت سمفونية الشرق المعذب".

وشدد ديار بكرلي أننا "اليوم وأكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة إلى نشر ثقافة السلام بين الناس، لان السلام هو السلاح الفعال ضد التعصب وضد العنف وضد الحقد والكراهية وضد الطائفية وضد الإرهاب، إن السلام الحقيقي هو حب الخير للآخرين كما للنفس، بل إن السلام هو المحبة وقبول الآخر والتسامح معه وصولا إلى بناء اوطان امنة وتسع الجميع".

ودعا في هذا اليوم الذي نفتتح به سنة 2017 كل شخص للمساهمة في نشر السلام في مجتمعاتنا المنقسمة والمشتتة والفاقدة للسلام، وناشد كل المؤسسات الدولية التي تتبنى مفاهيم السلام والعدل شعاراً لها "بالعمل بجدية والتدخل الفوري لوضع حدّ لمأساة سكان منطقة الشرق الأوسط الذين انهكتهم الحروب والنزاعات العرقية والطائفية والإقلية".

وقال "إن الأديان والمذاهب والتيارات ومن خلال تعاليمها القائمة على السلام، تدعو كل فرد منا في هذا اليوم لنكون دعاة حقيقين وناشرين للسلام ونبدأ ببناء نظامٍ اجتماعي عادل وسلمي، يمكن التعبير فيه عن حقوق الإنسان الأساسية وتحقيقها بصورةٍ كاملة ، لنستحق الطوبى التي جاءت على لسان السيد المسيح لكل من يسعى لفعل السلام وتعزيزه. "طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون".

ومع بداية العام الجديد تمنّى "أن يحلّ السلام في منطقة الشرق الآوسط، وبالتحديد في سوريا والعراق، فيعزي القلوب المنكسرة، ويعيد الألفة بين المتخاصمين، ويعود المختطفين والمعتقلين إلى أهلهم، ويرجع النازحين والمهجرين إلى بيوتهم، وتعود أوطاننا إلى سالف عهدها منارةً للتنوع الحضاري والانساني".