بيروت: كشفت الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة أن عدد من غادروا لبنان، في السنوات الخمس الماضية، إلى سوريا للقتال في صفوف الجماعات المسلحة وتنظيمي داعش وجبهة النصرة وصل إلى نحو 6000 بين لبنانيين وفلسطينيين، وبحسب الإحصاءات، فقد قُتِل من هؤلاء نحو 1300 شخص.

والسؤال الذي يطرح ماذا يعني تزايد تجنيد لبنانيين في صفوف تنظيم داعش والنصرة خصوصًا أن من قام بعملية الكوستا في الحمرا كان لبنانيًا؟

يعتبر النائب إيلي ماروني في حديثه لـ"إيلاف" أنه منذ بداية الحرب في سوريا حذرنا من التفجيرات والمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا، لأن من شأن ذلك أن يخلق ردات فعل، وعندما طالبنا حزب الله بالعودة من سوريا، لم نكن نطالب من أجل العودة فقط، بل من أجل تجنيب لبنان ردّات فعل لدى الطوائف الأخرى وبالتالي سيؤدي إلى إدخال اللبنانيين في هذه الحرب التي جرّت على لبنان وسوريا الكثير من المأساة والتي لا تزال مستمرة.

أما لماذا تزايد تجنيد الشباب اللبنانيين في التنظيمات "الإرهابية" فلأسباب عدة بحسب ماروني ويبقى السبب الأساس برأيه الفكر الأصولي المتشدد الذي ينتشر في البلد، وله أسبابه من الحرمان والضغط النفسي الذي يمارس على هؤلاء الشباب، وكلها جعلت من الفئة المتشددة من الشباب تنخرط ضمن هذه التنظيمات، في وقت يجب أن يتجنّب الجميع كل هذه التنظيمات من داعش وغيرها.

تجنيب لبنان

كيف يمكن تجنيب لبنان تجنيد شبابه في داعش والنصرة؟ يجيب ماروني أنه يجب العمل بما قامت به بعض الدول المتحضرة، وضبط الحدود ومنع تدفق المسلحين بالإتجاهين بين لبنان وسوريا، وسحب الجنسية اللبنانية من كل من يقاتل خارج الحدود اللبنانية واعتقالهم لدى محاولة عودتهم إلى لبنان، عندها يمكن ضبط هذا الإيقاع المتفجر الذي قد يجرّ الويلات أكثر على لبنان.

بيئة حاضنة

هل الموضوع الذي أثير عن أعداد المقاتلين اللبنانيين في داعش والنصرة يظهر أن في لبنان بيئة حاضنة لهذه التنظيمات؟ يجيب ماروني أن الأعداد أكثر مما ذكر ممن ينخرطون من لبنانيين في التنظيمات "الإرهابية"، ويحكى عن أعداد أكبر بكثير، ولبنان حضاري ولكن في بعض الأماكن قد تكونت بيئة حاضنة لذلك يجب الإسراع من قبل الحكومة بمعالجة هذا الأمر كي لا تتحول هذه البئية الحاضنة إلى بيئة أكبر.

أمن لبنان

كيف يساهم هذا الموضوع بزيادة الخطر على أمن لبنان مع تواجد أعداد كبيرة من شباب لبنان الذين ينخرظون في التنظيمات "الإرهابية"؟ يلفت ماروني إلى أن ذلك يعرض لبنان أكثر لعمليات "إرهابية"، ولردود فعل أكبر، وسيضع لبنان على قائمة الدول "الإرهابية" ونعود إلى نقطة الصفر حيث تتعطل سياحة لبنان واقتصاده ويصبح لبنان معزولاً، ويكفي كيف يُعامل اللبنانيون عندما تحط بهم أي طائرة في دولة غربية من تفتيش وإهانة، وإذا لم تشملنا قرارات رئيس أميركا دونالد ترامب في المرحلة الحالية فهذا لا يعني أن الأمر سيستمر على ما هو عليه.

وقاية ثقافية

بالحديث عن وقاية ثقافية وإجتماعية وليس فقط عسكرية للحد من التنظيمات "الإرهابية"، كيف يمكن العمل ثقافيًا وإجتماعيًا لاقتلاع جذور "الإرهاب"؟ يؤكد ماروني أنه مجرد القيام بالعمل الإنمائي المتوازن وإذا خلقنا فرص عمل وضبطنا حدودنا، ونشرنا الوعي والثقافة والمدارس والجامعات نكون قد بدأنا نقضي على هذه البئية الحاضنة للإرهاب وعلى الجو المتوتر في لبنان.

عن دور القوى الأمنية من جيش لبناني ومخابرات في الوقوف بوجه تجنيد شباب لبنانيين في تنظيمات "إرهابية" يؤكد ماروني أن لقوى الأمن دورها وتستطيع ضبط الأمن واعتقال المخلين بالأمن لكن تبقى المسؤولية على مجلس النواب ومجلس الوزراء بضرورة وضع خطة استراتيجية لإنقاذ البلد من الإنجراف نحو التشدّد والأصوليّة.