نصر المجالي: دان تقرير صحفي بريطاني قراراً لرئيسة الحكومة البريطانية، وقال إن سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في منع المهاجرين المسلمين لا تعد شيئًا يذكر بالنسبة لما تفعله تريزا ماي.

وتحدث تقرير لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية، اليوم الأربعاء، عن المهاجرين في بريطانيا، وحمل عنوان "أسلوب تريزا ماي المسيحي في التعامل مع المهاجرين يمكن وصفه بأي شيء إلا بأنه مقدس".

وكانت السلطات البريطانية أقدمت يوم الأحد 26 فبراير الماضي على ترحيل الجدة إيرين كلينيل (53 عاماً) قسراً إلى مسقط رأسها سنغافورة، بعد وضعها لفترة في مركز لاحتجاز المهاجرين بجنوب لانكشير بعد أن قضت 30 عاماً في بريطانيا، وهي متزوجة من بريطاني. &

وقال كاتب التقرير وهو المعلق السياسي البريطاني ماثيو نورمان، المعروف إن هناك سؤالاً يجب أن تجيب عنه ماي، وهو ماذا حدث لها في تلك السنوات بين دعوة أبيها للديانة المسيحية وتبشيره برسالة المسيح، وبين تحولها إلى سياسية بارزة في البلاد تقوم بإرسال "أيرين كلينيل" المهاجرة إلى سنغافورة، لأن زوجها جون كلينيل لا يحصل على راتب كافٍ ليعيلها إلى جانب أولادهما في بريطانيا.

سياسات ترامب

ويواصل نورمان تساؤلاته قائلاً: كيف يمكن لسياسات ترامب بخصوص دخول المسلمين أن تكون بهذا الشكل بحيث تقوم بإبعاد "كلينيل"، وهي متزوجة منذ 27 عامًا من رجل بريطاني، ولها منه ولدان يحملان الجنسية البريطانية، ورغم ذلك تقوم بإبعادها إلى وطنها الام سنغافورة فقط، لأن موارد زوجها المالية لاتنطبق عليها الشروط الكافية ليسمح لها بالإقامة مع أسرتها.

ويضيف أن كلينيل بقت في معسكر للمهاجرين لستة أسابيع، ثم قام 4 من مسؤولي دائرة الهجرة باصطحابها إلى الطائرة التي أقلتها إلى سنغافورة دون أن يسمحوا لها بالحصول على استشارة قانونية، كما كبلوا يديها ولم يسمحوا لها بوداع ولديها أو زوجها المريض.

ويشار إلى أن كلينيل المطرودة خارج البلاد هي زوجة بريطاني مريض، تتولى رعايته، وأم لولدين وبنت يحملون جميعًا الجنسية البريطانية، وجدة أيضًا، ولدى ترحيلها، كانت صرحت لوسائل إعلام عبر اتصال هاتفي، أثناء وجودها على الطائرة في ممر الإقلاع بمطار إيدنبيرغ، إنها تُطرد خارج البلاد فجأة، وليس معها إلا 12 جنيهاً إسترلينيًا، وبلا حقيبة ملابس.

وتعتبر ايرين كلينيل ضحية جديدة لنظام منح التأشيرة للشريك في بريطانيا، والذي يقضي أن يكون دخل الشريك البريطاني 18.500 إسترليني سنوياً على الأقل، مع تقديم أدلة على إقامة الاثنين لفترات طويلة في بريطانيا بلا انقطاع.

السيدة المبعدة ايرين كلينيل

ترحيل سريع

وكانت كلينيل تخطط لمقابلة محاميها صباح اليوم التالي لإبعادها، لمناقشة الإجراءات القانونية الخاصة لوضعها القانوني، لكنها فوجئت بترحيلها على نحو سريع، ولم تسمح لها السلطات البريطانية إلا باتصال هاتفي مع عائلتها طغت عليه الدموع قبل الكلمات.

وقالت إنها لم تُمنح الفرصة للاتصال بأي محامٍ لوقف قرار الترحيل المفاجئ، وأن 4 حراس يرافقونها على الطائرة للتأكد من وصولها إلى سنغافورة وتنفيذ قرار الترحيل.

وأوضحت كلينيل أنها في مأزق لأن أختها الوحيدة في سنغافورة لا تستطيع استضافتها لفترات طويلة، مشيرة إلى أن السلطات البريطانية أبلغتها بالاتصال بفرع المنظمة الدولية للهجرة في سنغافورة لدى وصولها للمساعدة في توفير مأوى ونقود وملابس لها.

وذكرت إيلين أنها اضطرت لفترة للعودة إلى سنغافورة للعناية بوالديها المحتضرين، ومن ثم فقدت إقامتها الدائمة، وحتى عندما انتهت تأشيرة زيارتها عام 2014، رفضت السلطات البريطانية إصدار أخرى، وهكذا أصبح موقفها القانوني شائكاً، رغم أنها متواجدة في بريطانيا منذ 30 عاماً.