نصر المجالي: أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان محادثات ثنائية مغلقة في قصر الكرملين، اليوم الجمعة، تلتها محادثات موسعة، ثم ترأسا وفدي بلديهما في اجتماع مجلس التعاون.&

وقالت وسائل الإعلام الروسية والتركية إن بوتين واردوغان سيناقشان مجموعة شائكة ومنوعة من القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، مع التركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتنفيذ مشاريع ذات منفعة متبادلة.

ونقل موقع (روسيا اليوم ـ RT) عن خبراء عن اعتقادهم بأن المحادثات بين الرئيسين الروسي والتركي، لن تكون سهلة، وقالوا إن تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة وإعادة المياه الى مجاريها السابقة بينهما ما زالت بعيدة.&

الازمة السورية

وأشاروا إلى أن التنسيق في مكافحة الإرهاب وإيجاد حل للأزمة السورية والتحقيق في جريمة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، أندريه كارلوف، بالإضافة الى تنفيذ مشروع خط& نقل الغاز الى تركيا (السيل التركي) وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستتصدر جدول مباحثات الرئيسين، وأن قوة العلاقات بين البلدين مرهونة بالتوافق على هذه المواضيع.

ويرافق أردوغان في زيارته، رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، ووزراء: الخارجية مولود جاويش أوغلو، والعدل بكر بوزداغ، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والطاقة براءت البيرق، والزراعة فاروق جليك، والسياحة نابي أوجي، والدفاع فكري إشيق، والمواصلات أحمد أرسلان.

الخريطة السورية

وقال الخبراء إنه في الوقت الذي تهتم فيه روسيا بجرّ أردوغان الى تقديم تنازلات في الموضوع السوري، يسعى الرئيس التركي الى الحصول على تطمينات من موسكو بشأن دعم الأكراد الذين يقلقونه ويقضون راحته.

فأردوغان، حسب هؤلاء الخبراء، يسعى الى تجنب تشكيل منطقة كردية في شمال شرق سوريا، لأن الأتراك يخشون أن يشكل الحكم الذاتي الكردي سابقة تمتد إلى أراضيهم، يمكنها أن تؤثر على جنوب شرق تركيا،&ما يؤدي إلى تشكيل دولة مستقلة على أراضي تركيا.

المسألة الاقتصادية

وإلى ذلك، فإنه على الصعيد الاقتصادي أيضا هناك جملة عقبات، فعلى الرغم من أن بوتين وأردوغان أعربا عن رغبتهما في التوصل إلى مستوى جديد من العلاقات الاقتصادية، فإن التحسن السريع في هذا المجال أمر مستحيل، وفقًا لما قاله السكرتير التنفيذي لأكاديمية الدراسات الجيوسياسية، أرايك ستيبانيان، بسبب انعدام الثقة في السوق التركية من جانب رجال الأعمال الروس.

وقال الخبير الروسي: "هناك موقف حذر تجاه الأتراك"، "ليس من الممكن الانتقال إلى مستوى جديد من العلاقات الاقتصادية " في الوقت الراهن.

صواريخ اس 400

ويشار إلى أن الرئاسة التركية كانت أعلنت سابقًا أن الرئيسين، أردوغان وبوتين، سيبحثان خلال لقائهما في موسكو موضوع توريد منظومات "إس-400" الصاروخية، إلا أن موسكو لم تؤكد هذا الأمر.

وقال إبراهيم قالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية في أنقرة: "تجري الآن مباحثات حول "إس-400"، ويتم النظر في جوانب تقنية كثيرة. والإدارة والرئيس يتابعان الموضوع عن كثب. ولا ندري هل سنتمكن من حل المسألة قبل انعقاد القمة، إلا أن هذا الموضوع سيطرح للمناقشة على مستوى الزعيمين".