محتجون أتراك

أتراك يحتجون أمام سفارة هولندا في إسطنبول

أعلنت تركيا جملة من الإجراءات ردا على منع وزرائها من حضور تجمعات شعبية في هولندا.

وقال نائب رئيس الوزراء، نعمان قورتولموش، إن السفير الهولندي سيمنع من العودة إلى أنقرة، كما ستتوقف محادثات سياسية عالية المستوى بين البلدين.

وقد منعت ألمانيا والنمسا وسويسرا وهولندا الأتراك من تنظيم تجمعات شعبية خاصة بالاستفتاء على تعديل الدستور بلادهم.

واتهم الرئيس، طيب رجب أردوغان، هولندا وألمانيا بالنازية.

ويقول مراسل بي بي سي في إسطنبول إن هولندا وتركيا، الحليفين في الناتو، وقعا في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بينهما.

وعبرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن "تضامنها التام" مع هولندا.

وقد أصدرت وزراة الخارجية الهولندية الاثنين تحذيرا جديدا من السفر، حضت فيه رعاياها في تركيا إلى اتخاذ إجراءات الحيطة، مشيرة إلى "التوتر الدبلوماسي" بين البلدين.

ويتوجه الناخبون في هولندا الأربعاء إلى صناديق للتصويت في الانتخابات العامة، التي يطغى عليها القلق من الهجرة والتطرف الإسلامي.

وأرجع رئيس الوزراء، مارك روت، سبب منع التجمعات التركية إلى المخاوف الأمنية.

وتهدف هذه التجمعات إلى حض الناخبين الأتراك المقيمين في أوروبا على التوصيت بنعم في استفتاء 16 أبريل/ نيسان، لتوسيع صلاحيات الرئيس. وقد انتقد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي الاثنين هذا التوجه التركي.

ويبلغ عدد الأتراك في ألمانيا 3 ملايين، نصفهم تقريبا لهم الحق في التوصيت في الانتخابات التركية، وتعد الجالية رابع قوة انتخابية في تركيا.

وقال مسؤولون في ألمانيا والنمسا وهولندا إن هذه التجمعات قد تشعل فتيل التوتر في بلدانهم.

ولكن الأتراك نظموا تجمعا شعبيا في فرنسا، بعدما قال المسؤولون هناك إنه لا يشكل تهديدا للأمن العام.

وقد منع وزيران تركيان من إلقاء خطابات أمام الجماهير في مدينة روتردام الهولندية، واقتيدت وزيرة إلى الحدود الألمانية بعدما دخلت هولندا برا.

واستعملت الشرطة الهولندية الكلاب وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين يحملون الأعلام التركية في روتردام.

ووصف روت تصريحات أردوغان التي ينعت فيها هولندا "ببقايا النازية" تصريحات "غير مقبولة"، وقال إن الرئيس التركي لابد أن "يعتذر عنها".

وأضاف، ردا على الإجراءات التركية، إن هولندا "لن تتفاوض أبدا تحت التهديد".

ونددت ميركل الاثنين في مؤتمر صحفي بتصريحات أردوغان بشأن ألمانيا الأسبوع الماضي، قائلة إن "هذه التشبيهات خاطئة تماما، خاصة هولندا التي عانت الأمرين تحت النازية، ولذلك ندعمها دعما تاما وصريحا في هذه القضية".

وقد احتلت ألمانيا النازية هولندا عام 1940 إلى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا عام 1945، وتعرضت مدينة روتردام إلى غارات جوية مدمرة خلال الاجتياح النازي.