«إيلاف» من الجزائر: أثارت تصريحات الداعية الإماراتي وسيم يوسف، الذي يزور الجزائر حاليًا،&بشأن فكر الإخوان المسلمين، حفيظة من يأخذون هذا الفكر منهجًا لهم، واتهموه بعدم الدراية بحال الجزائر ومحاولة زرع الفتنة بانتقاده لتجربة الإخوان في المنطقة المغاربية، كما لم تسلم تصريحاته أيضًا من انتقادات السلفيين.

ويزور وسيم يوسف هذه الأيام الجزائر بدعوة من قناة النهار الخاصة، وأدلى لدى استضافته في بث مباشر بتصريحات حول الإرهاب والفكر المتشدد.

الإرهاب والإخوان

وقال وسيم يوسف إن "الإرهاب يأتي دائمًا بفتوى، فلما حدثت ثورة مصر خرج رجل من الحزب الظلامي (يقصد الإخوان)، وقال أحرقوا دور الشرطة وسيارات الشرطة فذهب أولئك فاحرقوها"

وأضاف: "في اليمن قام حزب الإخوان المسلمين بوضع قنابل موقوتة مكتوبة عليها إفطار الصائم، وقاموا بتوزيعها على 3 نقاط أمنية وتم تفجيرها بفتوى"

وبحسب يوسف، فإن " القياديين في حزب الإخوان في مصر دعوا الناس& للخروج إلى الجهاد ، لكنّ أبناءهم يُهنَؤون اليوم في أميركا مع زوجاتهم وعائلاتهم وخسرنا نحن أبناءنا".

غضب

رغم أن الداعية الإماراتي لم يوجه أي انتقاد لتجربة الإخوان في الجزائر، إلا أن رئيس حركة مجتمع السلم اكبر الأحزاب الإخوانية في الجزائر لم يرقه&هذا الكلام.

&وتساءل مقري في منشور على صفحته الرسمية على فايسبوك، "من الذي يصدقه الجزائريون: "الداعية" "الإماراتي" المتسيس، أم الشيخ محفوظ الإخواني الجزائري الوطني الصادق ؟"

وقال مقري "جاء هذا الرجل الأردني الأصل، المتجنس إماراتيًا، المتحامل على الإخوان المسلمين ليزرع فتنة في الجزائر ليست موجودة في بلادنا، وفي المغرب العربي كله، لا يعلم هذا "الداعية المتحزب" أن الشيخ محفوظ نحناح الذي عاش إخوانيًا ومات إخوانيًا هو من انتصب شامخًا ضد الإرهاب والتطرف بكل أنواعه، وهو الذي قتل من رجاله بيد الجماعات المسلحة 400 شهيد على رأسهم الإخواني الكبير الشيخ محمد بوسليماني رحمهم الله جميعًا."

وأردف مقري قائلاً " لا يعلم هذا "الداعية المشرقي" والذي لا يهمه معرفة الحق وأتباعه أن زرع الكراهية عمل مشين وغير مشرف،وأن من يسمون "إخوانًا مسلمين" عندنا هم جزء أصيل في النسيج الاجتماعي والسياسي والثقافي في المغرب العربي، بل منهم الوزراء والرؤساء، فليتق الله هذا الرجل، وليتق الله من جاؤوا به وليصححوا المسار، فهو يشتغل لحساب أصحابه في الإمارات والمشرق العربي، فليدع لنا جزائرنا بعيدة عن مشاكلهم".&

وعلى عكس تجربتهم في مصر، تمكن الإخوان المسلمون في الجزائر وتونس والمغرب من تقلد مناصب سياسية وتعايشوا مع النظم السياسية الموجودة.

وخاطب مقري وسيم يوسف يقول " لا نريد استيراد فتن المشرق، نريد أن نحفظ بلادنا من الفتن، وعندئذ ربما نستطيع أن نساعدكم لتخرجوا من الفتن التي أوقعتم فيها شعوبكم، والتي يتلظى بها آلاف الأشخاص والعائلات ظلمًا وعدوانًا في مصر وغيرها ممن تتهمونهم باطلاً بالإرهاب".

هاجم حتى السلفيين

ويبدو أن الداعية وسيم يوسف فضّل عدم ترك أي متعاطف معه، فآراؤه هاجمت أيضًا شيوخ السلفية في الجزائر، والفتاوى التي يصدرونها.

وقالت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في تصريح مكتوب لـ "إيلاف"، إن" المستمع المتابع للشيخ الشاب لا يخرج بخلاصة مفيدة، بعد ساعة أو أكثر من الكلام، سوى ما تعلّق بتوزيع الاتهامات على أطراف مختلفة من الدعاة والعلماء وطلبة العلم نعم طلبة العلم (الذين اعتبرهم جهَلة مغلقي العقول..)، من السلفيين خاصة، ومن أتباع بعض المشايخ عامة، وأتباع السياسيين الإسلاميين".

وأضافت الجمعية: "وليس في هذا ما يخدم الإسلام ، بل فيه تعميق لمشكلات المسلمين وترسيخ لتمزقهم، وهناك آراء جامعة أرجح وأقوى تخدم وحدة المسلمين وتبقي على الجسور بينهم، مهما اختلفت آراؤهم ،وهي كثيرة مبثوثة في الكتب والمصنفات وفي آراء كبار العلماء".

واتهمت الجمعية وسيم يوسف بـ" التعميم المعيب بالحديث عن الظلاميين (وكأن كل المسلمين من الدعاة والأئمة والعلماء كذلك).. ..وعن رجال الدين (وهل في الإسلام رجال دين؟ )، الإسلام فيه علماء دين، وكل المسلمين رجال دين ...وهذا بعض ما يميّز الإسلام عن غيره من الملل التي تميّز وتجعل الناس مراتب ومستويات: رجال دين ، رعايا، ...إلخ"

علم بسيط

ووصفت الجمعية في تصريحها لـ&"إيلاف"، أن "علم الشيخ الشاب بدا بسيطًا ومتواضعًا من خلال مروياته، على كثرتها، وليس في ذلك تأصيل يمكن أن يجعل الكلام مضبوطًا ومنضبطًا وذا وزن؛ خاصة مع الأحكام الخطيرة التي يطلقها دون تروٍّ، وبالتالي مارس الشيخ نوعًا من التجريح لعله أقسى مما يُنقل عن بعض الفصائل".

&وأضافت "يبدو للمتابع أن الشيخ الشاب ليس سوى داعية لإسلام "ناعم " يتماشى مع ما تريده الكثير من الأنظمة الغربية وبعض الأنظمة العربية التي تخنُق الإسلام وتعيق مسيرته وتطمس إشعاعه الحقيقي، وتحبّ خاصة الإكثار من الكلام عن التسامح والحب ..وما أشبه، وللأسف لم يتحدث الداعية عن كثير من ألوان المعاناة، التي يتعرض لها المسلمون والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها ـ ظلمًا وعدوانًا ـ وفي ذلك إنصاف وعدل وشمولية رؤية واتساع فهم لما يجري ."

لكن رغم كل هذه الانتقادات التي وجهت له، حظي وسيم يوسف باستقبال من طرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، وينتظر أن يلقي اليوم محاضرة في قصر الثقافة موجهة للجمهور العام.&