«إيلاف» من بيروت: في ظل الخوف من زيادة الضرائب، يعيش لبنان أزماته الداخلية على وقع الأزمات الخارجية بما فيها الأحداث في سوريا، حيث يطرح السؤال هل فتحت الحرب السورية الطريق أمام عودة الحرب الباردة بين القطبين، الغربي، بقيادة الولايات المتحدة، والممانع، بقيادة روسيا الإتحادية، حيث إن النزاع الدائر في منطقة الشرق الأوسط يضع القوى المتنازعة أمام مسار طويل من القتال الذي لن ينتهي إلّا بعد إعادة تموضعها أو من خلال تسوية شاملة في المنطقة.

تعتبر الإعلامية سعاد قاروط العشي في حديثها ل"إيلاف" أن الوضع اللبناني بموازاة الوضع السوري يبقى دقيقًا جدًا، لدرجة أن اختلاط الأوراق في المنطقة، حيث يظهر كل يوم عامل جديد، يبعدنا عن أي تصور ممكن أن نقف عنده بالنسبة إلى الأحداث في سوريا، وترى العشي أن إمكانية تسوية كبيرة في ما خص سوريا قد تحصل، حيث لم نصل إلى الخواتيم بعد، وما زلنا نقف في عنق الزجاجة، وقد يطول الأمر مع وجود تعقيدات كثيرة في ما خص الأزمة السورية، والأمور الجديدة التي تطرأ تعقد الأزمة السورية أكثر، وما تراه العشي هو إمكانية حصول تسويات، ولكن ليست تسويات سهلة، وهذا قد يضعنا في مرحلة خطيرة حاليًا تشهدها المنطقة.

وتضيف العشي:"هذه التسوية لا أحد يعرف على حساب من ستكون وما الذي قد تجرفه في طريقها وما الذي ستتركه من آثار، وتبقى الخواتيم للأحداث السورية طويلة وليست بالسهولة التي يراها البعض."

عوامل خارجية

عن العوامل الخارجية التي تتحكم بالأحداث الدائرة في سوريا ترى العشي أن هناك عوامل خارجية عدة وما يحصل اليوم ليس حربًا في سوريا والعراق بل هو شبه حرب عالمية، وكل الدول تتحكم بهذه الحرب، لصالحها، وكل دول تريد أن تؤمن مصالحها من الحرب في سوريا، وهذا يعقد الأمور مع وجود تضارب مصالح بين العديد من الدول المشتركة في الحرب السورية، ما يجعل التسويات المطروحة قيد البحث تتأخر.

أميركا وروسيا

وردًا على سؤال هل فتحت الحرب السورية الطريق أمام عودة الحرب الباردة بين القطبين الغربي والممانع أي بين أميركا وروسيا،&تؤكد العشي أن الأمر قد يكون مستبعدًا بوجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سدة الرئاسة الأميركية وهو مقرب من روسيا، وهناك انجذاب بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد يساعد هذا الانجذاب بين الطرفين على عدم الوصول إلى حرب باردة بين أميركا وروسيا.

نهاية قريبة؟

عن اعتبار البعض بوجود نهاية قريبة للنزاع السوري ولكن النهاية ليست بالقرب الذي يتمناه الجميع،&تؤكد العشي أن نهاية الأحداث في سوريا حتمية، واقتربت لكنها تبقى غير سهلة، وستكون ساخنة جدًا، ونتائجها صعبة، وستُدفع أثمان كثيرة قبل أن تنتهي، وكل فريق يريد أن يدعم وجوده على الأرض نتيجة الوصول إلى ما يرضيه، ولكن الأكيد أننا في المرحلة الختامية للأزمة السورية.

كيف تساهم المصالح المتداخلة بين الدول على الأرض السورية في إطالة أمد الحرب فيها؟ تشير العشي إلى أن كل فريق يريد تحقيق مكاسبه الكبرى من الحرب في سوريا من أجل أن يحصد نتيجة لصالحه، والتضارب في المصالح والسباق للوصول إلى الهدف المنشود يطيل من أمد الأزمة السورية، ويعقّد الأمور أكثر.

هل أصبح النزاع في سوريا اليوم خارجًا عن نطاق السيطرة؟ ترى العشي أن ذلك يعود الى التدخلات الكثيرة، والتي لا تحصى، فتركيا من جهة وإيران من جهة أخرى وكذلك روسيا، والأفرقاء كثيرون على الساحة، وكل محور يضع ثقله في الموضوع فمن الطبيعي أن يخرج الصراع في سوريا في بعض الأحيان عن نطاق السيطرة.

&

&