نصر المجالي: صدرت إشارات مهمة عن وزيري خارجية خليجيين حول العلاقات مع إيران، وأن الموضوع سيكون على "أجندة" اجتماع القمة الخليجية التشاورية، التي ستعقد في الرياض في شهر مايو المقبل الذي تجري فيه الانتخابات الرئاسية الإيرانية، والتقطت وسائل الإعلام في طهران الرسائل، ونشرتها بأهمية. 

وبعد يومين من تصريح متفائل لوزير خارجية البحرين، حول استمرار الحوار القائم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وايران، أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، أن بلاده ودول مجلس التعاون على قناعة بأن إيران دولة مهمة بالمنطقة والعلاقات الطبيعية بين إيران ودول المجلس ستعود بالمنفعة على دولنا والمنطقة عمومًا.

وأضاف الخالد، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقد أمس الثلاثاء في الكويت، مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، أن دولة الكويت قامت بهذا المسعى بدعم خليجي لتأسيس أرضية لإقامة حوار مع ايران، مؤكدًا أن هناك فرصة مناسبة في القمة الخليجية التشاورية التي ستعقد في منتصف الشهر المقبل لبحث هذا الموضوع. 

خالد بن أحمد آل خليفة

 وكان وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عبّر، يوم الاحد الماضي، في تصريح للصحافيين خلال حضوره حفل افتتاح المبنى الجديد لسفارة بلاده لدى الكويت، عن تقدير مملكة البحرين للجهود والمساعي التي يبذلها امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في شأن العلاقات مع إيران معبرًا عن تطلعه لأن تتجاوب ايران مع تلك المساعي.

وقال الشيخ خالد إنه سيرفع تقريرًا بخصوص الحوار بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي الى قادة دول المجلس لمناقشته في القمة التشاورية المقبلة.

ويشار إلى أن زير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح كان زار طهران في يناير الماضي، حيث حمل رسالة من أمير الكويت باسم دول مجلس التعاون الخليجي إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.

احترام سيادة الدول

وحينها قال سليمان الجارالله، وكيل وزارة الخارجية الكويتية، إن هذه الرسالة "تتعلق بالحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والأسس المطلوبة لهذا الحوار"، مضيفًا أن هذه الأسس تشمل "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم اللجوء للقوة والمبادئ الواردة بميثاق الأمم المتحدة".

وتابع الجارالله: "الهدف من الزيارة إيجاد توافق على الأسس التي يمكن أن ينطلق منها الحوار وإيجاد قناعة مشتركة بين الطرفين"، مشيرًا إلى أنه "سيتم بحث القضايا التفصيلية بعد التوصل إلى الاتفاق على الأسس".

وأضاف الدبلوماسي الكويتي أن "هناك تفاؤلاً بتحقيق الانفراج الخليجي الإيراني، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة والأمن والاستقرار فيه".

تصريح روحاني 

وفي فبراير الماضي، زار الرئيس الإيراني كلاً من سلطنة عمان ودولة الكويت، وحينها صرح قائلاً: "قامت الدول الست في منطقة الخليج في الآونة الأخيرة بإرسال رسالة لنا عبر الكويت بشأن حل سوء الفهم ورفع مستوى العلاقات، ونحن رحبنا بمبدأ الرسالة، وسيتم خلال زيارة اثنتين من الدول الأعضاء في مجلس التعاون تبادل وجهات النظر في هذا المجال،" حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

وأضاف روحاني أن "سياسة إيران قائمة على حسن الجوار وضمان الأمن في منطقة الخليج، وأن إيران لن تفكر بتاتاً بأي اعتداء على أحد أو أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما لا تريد فرض معتقداتها الدينية أو المذهبية أو السياسية على الآخرين"، على حد تعبيره.

ومن جانبه، قال نائب مدير مكتب روحاني، حامد أبو طالبي، في تغريدة على صفحته في موقع "تويتر"، تزامنًا مع زيارة روحاني: "مبادرة روحاني الإقليمية لقبول دعوة زعيمي سلطنة عمان والكويت هي مؤشر على الحاجة لإقامة صداقات إسلامية واستعادة العلاقات الإقليمية".

وأضاف طالبي: "هذه المبادرة الإقليمية فرصة يتعين على أصدقائنا في المنطقة أن يستغلوها لأنها لن تتكرر، استغلوا الفرصة الطيبة."