ناقش بعض المعلقين في الصحفالعربية دور "الأسرى" الفلسطينيين في مساندة المطالب الشعبية الفلسطينية.

ويقول عوني صادق في دار الخليج الإماراتية: "جاءت الدعوة لهذا الإضراب بعد أن استنفد الأسرى كل الوسائل الممكنة، بحيث لم يبق أمامهم إلا الإضراب المفتوح عن الطعام، وهو آخر الأسلحة في الجعبة".

ويضيف: "الأسرى لم يصبحوا أسرى إلا بسبب نشاطهم وفعاليتهم السياسية قبل الاعتقال. ومن هنا يصبح التضامن معهم في نضالهم المطلبي جزءاً من النضال السياسي العام، وهو ما يستدعي التفافاً شعبياً واسعاً يدعم تحركهم ومطالبهم، وكذلك يستدعي موقفاً من الجهات الرسمية لا يقل دعماً وتأييداً".

في السياق ذاته، يقول رشيد حسن في جريدة الدستور الأردنية: "هؤلاء الأبطال هم رسل الحرية، وليسوا قطاع طرق - وإنما قطاع الطرق هم الصهاينة الذين جاءوا من كل أصقاع الأرض لاحتلال أرض غيرهم - كما تعاملهم سلطات الاحتلال، فلقد ثاروا وحملوا السلاح، وقاتلوا من أجل حرية شعبهم، وحرية وطنهم، وفقا للشرائع الدولية".

ويضيف: "رسائل عدة يبعثها الأسرى في إضرابهم إلى الاحتلال وجلاوزته...أن مصيركم الى زوال، كمصير من سبقوكم من الطغاة".

ويقول عميرة هاس في الأيام الفلسطينية: "إن التمرد الحقيقي موجّه تجاه الداخل الفلسطيني. يمكن أن نرى في الإضراب محاولة لإيقاظ الجمهور الفلسطيني من قدريته وسلبيته اليائسة إزاء ظلم إسرائيل المتمادي، وإيقاظ زعاماته المتخاصمة ودعوتها إلى عدم التكيف مع الحياة الراهنة وسيادتها المزعومة".

ويشير أحمد عزم في جريدة الغد الأردنية إلي المقال الذي كتبه مروان البرغوثي، أحد قيادات الدعوة للإضراب، في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وقفة لبعض الفلسطينيين تضامنا مع الأسرى
EPA

يقول عزم: "ردود الفعل الإسرائيلية، هو الأخبار عن معاقبة مروان بنقله لحبس انفرادي وربما محاكمته بسبب نشر المقال، وهو ما يرسل رسالة واضحة أنّ كل ما يهم الحكومة الإسرائيلية هو خنق الصوت الفلسطيني، لأنها خائفة منه".

ويضيف: "يشكل الجدل الذي ثار حول المقال فرصة لتنظيم حملة تدعو الصحافة العالمية للاطلاع على قصص الأسرى الفلسطينيين، والحالة التي يعيشونها".

من جانبه، يقول ابراهيم العجلوني في الرأي الأردنية: "لقد نجحت الصهيونية في إلباس الذئب ثوب الحمل الوديع. وتمسكنت حتى تمكّنت، وباتت اليوم تمسك بأعنّة حكومات كثيرة في الشرق والغرب. لكن هذا كله إلى انتهاء طال زمانه أو قصر. وما إن تدبّ عافية العقل والروح في أمة العرب حتى يكون هذا الهيلمان في خبر كان".

الصوم تضامنا مع الأسرى

من ناحية أخرى، تقول صحيفة أخبار اليوم الجزائرية: "قرّر عدد من النشطاء والمواطنين الجزائريين القيام بإضراب عن الطعام فضل البعض أن يعتبره صوما تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ يوم الاثنين الماضي بهدف لفت انتباه العالم لمعاناة هؤلاء القابعين في زنازين الاحتلال الإرهابي الصهيوني في ظروف غير إنسانية وبينهم عدد غير قليل من الأطفال والنساء".

أما مجدي الحلبي، فيقول في إيلاف اللندنية: "دور المملكة العربية السعودية حتى وإن لم يحظ بالإعلام الموسع أو قل لأن المملكة لم تكن تبحث عن الإعلام في حل قضية فلسطين، يبقى الدور السعودي العقلاني والعملي الوحيد على الساحة العربية دون مزايدات أو إطلاق الشعارات الرنانة والمدوية والتي تكون عادة فقاعات للاستهلاك الداخلي دون دراسة أو برنامج عملي لمساعدة الفلسطينيين في نضالهم الطويل من أجل الدولة والاستقلال".